الراب الإسلامي وسيلة اجتماعية لغاية إصلاحية
حقاً أن شر البلية ما يُضحك فالعالم و المدرك لحقائق الأمور قد يعجز أحياناً في كيفية التواصل مع الجاهل إلى الحد الذي يجعله يشعر باليأس مع مَنْ لا يفهم مغزى كلامه عندئذ سيعرف أنه لا فائدة تُرتجى من هذا النقاش العقيم وأنه مضيعة للوقت لا أكثر، إذاً لابد من وجود الأسباب التي تحول بين عدم قناعته و أنه متمسك برأيه حتى و إن كان على غير صواب ؟ لا ينكر أحد أن كل فرد لم يتعلم ولم يدرس ولا يتمكن من القراءة و الكتابة فهو في عُرف القوم جاهل ولا طاقة له على استيعاب التقدم الذي تشهده الإنسانية ولو سقط في يديه أحدى وسائل ذلك التطور فقد يسيء استخدامه و حسبما تشتهيه مصالحه و ملذاته و لنا في استخدام الموبايل و الانترنت فعندما أصبحت في متناول اليدين للعالم و الجاهل فهنا يظهر الفرق الشاسع بين الطرفين، فالجاهل أساء استعمالها و ذهب يستخدمها بما يحقق له مآربه الشخصية فيقضي وقته بين الألعاب و التسلية تاركاً وراء ظهره الغاية التي جاء من أجلها في هذا الكون الفسيح وفي الوقت نفسه أصبح مطيةً لكل روزخوني فاسد يستأكل باسم الدين يملي عليه ما بجعبته من حقائق مزيفة و مغالطات لا أصل لها في الواقع فعندما تتعرض مصالح هؤلاء الروزخونية إلى الخطر فإنهم سيستخدمون الجاهل كورقة تدافع عنهم من خلال زجه في نقاشات هو ليس أهلاً لها ولا يمتلك مقومات نجاحها و خوض غمارها فلا دليل يقدمه للمقابل حتى يدحض كلامه و يثبت صدق ما يقول بل نرى فقط و فقط عبارات التعريض و التقريع اللاأخلاقي و كلام بعيد عن القيم الاجتماعية و الأعراف التقليدية للإنسان الخلوق و العلة في ذلك ترجع إلى الأسلوب المنحط الذي يلجأ إليه هؤلاء المستأكلون وهذا ما حصل مع الراب الإسلامي المشروع الشبابي الاجتماعي و الغاية الإصلاحية و لغة الحوار العصرية بين مختلف الحضارات الإنسانية فبعد أن أحرز هذا المشروع الرسالي تقدماً غير مسبوق و بات يشكل انعطافة كبيرة في واقع الشباب و يحقق استقطاب لهذه الشريحة حتى باتت منابع الخمور و المخدرات و الإرهاب و الجريمة المنظمة تشهد الجفاف و قلة الإقبال عليها و عزوف الشباب عنها و توجهه نحو بناء شخصيته على أكمل وجه وهذا بحد ذاته يمثل ضربة موجعة لكل روزخوني مستأكل فقد أصبحت مصالحهم الفئوية تقف على المحك و تواجه خطر الهدم من الأساس فقد بدأت الهجمة الهوجاء على الراب الإسلامي و بشتى الأساليب و الأدوات وفي مقدمتها تحريض الجُهال و تلقينهم و الدفع بهم للوقوف بوجه المشروع الإصلاحي بالإضافة إلى إثارة الأدلة المزيفة التي يطرحها هؤلاء الجهال و أخيراً و بعد فشل الجهال في تحقيق غاياتهم الخبيثة فقد كشفت الأفعى السامة عن حقيقتها الشيطانية فقد تصدوا هم بأنفسهم لقيادة حرباً ضروساً على الشباب الصالح و مشروعهم الناجح ومنها تسخير منبر رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) لشحذ الناس ضد الراب الإسلامي و أنه وسيلة لهدم شعائر الدين وانه ليس للإصلاح بل هو هتك للدين لكن بحنكة شباب الإصلاح فقد كشفوا الحقائق و بينوا للمجتمع كذب هؤلاء الروزخزنية من أرباب المنابر و أنهم أداة طيعة بيد الدجال الأكبر فجاء الرد كالصاعقة على رؤوس هذه الشرذمة المستأكلة باسم الدين .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)