الراب الإسلامي الإصلاحي مشروع إنساني وسطي ناجح
في بعض الأحيان قد يصل الفرد إلى مرحلة من التشتت في الأفكار و الدخول في دوامة من الصراعات الداخلية المتعارضة فيما بينها، فتارة نراه يتخبط في معلوماته المتضاربة، فبسبب التباين الشاسع بين الأفكار التي يحملها، و تارة أخرى يفقد عنان أمره فلا يعرف كيف يتخذ القرار المناسب في أول مشكلة قد تصادفه في حياته فيكون حينها تائهاً وسط تلك الأهوال المتقلبة مما يتطلب من الآخرين بأن يتدخلوا لإنقاذه من تلك الأوضاع المأساوية، وقد يتطلب الأمر إلى محاكاة ما يتلاءم مع أجواءه المشحونة بالألغاز التي يعيش فيها وهذا مما يستلزم النزول إلى عمق المستوى الذي هو فيه، فاليوم نرى أن الشباب، هذه الشريحة التي ما زالت تعاني الأمرين من حيث الواقع المأساوي، أو المستوى المعاشي و الحياتي بالإضافة إلى فقدانهم الثقة، و الشعور باليأس بمستقبل أفضل يحمل معه الكثير من فرص الحياة الكريمة و تغير جوهري في مختلف معطيات الحياة بسبب غياب الحلول الناجعة لديهم و اختلاط الأوراق عليهم و كثرة الدعاوى الفاسدة المُخادعة التي تلاعبت بمقدرات الإنسانية و استخفت بعقولها و سلبت منها أغلى ما تملك من كرامة و عزة و شرف، لكن وكما قال الشاعر العربي أبي القاسم الشابي :
فلابد لليل أن ينجلي ...... ولابد للقيد أن ينكسر
فهاهي قيود الجهل و التخلف و الظلم و الظلام و الاستبداد تنهار مشاريعها واحدة تلو الأخرى على يد شباب الإصلاح و مشاريعهم الإصلاحية الإنسانية الناجحة فبعد أن استطاعت أن تشق طريقها بعقلانية عالية و تفكير صائب صحيح و خطوات ناجحة و قدر عالٍ من التخطيط المدروس و القراءة الموضوعية دقيقة لمجريات الأحداث و وضع استيراتيجية مُحكمة جيدة فقد تمكن شبابنا في كسر شوكة الفكر التكفيري المتهالك و حققت الأهداف المرجوة من مشروعها الإصلاحي الناجح من خلال ما نشرته من قيم و مبادئ استمدت وحيها و فكرها من رسالة ديننا الحنيف و قد ترعرعت على النهج المحمدي الأصيل مستلهمت منه الوسطية و الاعتدال و نشر أسس التعايش السلمي و تقوية أواصر الأخوة الصادقة و زرع بذور المحبة و الوئام في نفوس الأشبال و الشباب كي نخرج بجيل واعي و مثقف قادر على مقارعة أعتى رياح قِوى الشر و الانحطاط الأخلاقي رغم نعومة أظفارهم ؛ لأنهم تربو على لغة العقل الصحيحة و تسلحوا بسلاح العلم و الفكر الناضج وقد جسدوا ذلك قولاً و فعلاً و بتطبيق واقعي ناجح وعلى أرض الواقع حقق فيما كافة الأهداف المُخطط لها مسبقاً ونرى ذلك في المهرجانات الفنية و الأدبية للراب الإصلاحي من خلال ما يُطرح فيها من وسطية و اعتدال و طرح الحقائق التي تلاعبت بأصولها أصحاب الأيادي الآثمة التي تعتاش على موائد أهل النفاق و الشقاق و عبدة الدولار و الدرهم فجاء الراب و مشروعه الإصلاحي لكي يُصحح الخطأ و يكشف حقيقة العقول الفارغة التي تصدت لقيادة الأمم و جعلتها تدخل في دوامة من الصراعات و المتاهات التي لا جدوى فيها فكان الراب وما حمله من خلاص للبشرية بمثابة سفينة النجاة التي تبحث المجتمعات عنها كي تخرج من دائرة الظلم و التعسف و التشرذم و التيه و الظلام و تضع بذلك حداً لكل الماسي التي تعيش في مرارة ويلاتها التي لا تنتهي، فكان المنهج الإصلاحي الذي امتاز به الراب يستمد أبجدياته من علم و فكر المحقق الأستاذ الحسني وما قدمه و يقدمه من مشاريع إصلاحية ناجحة كفيلة بقيادة البشرية جمعاء نحو جادة الخلاص و تحفظ لها كرامتها و كل شيء سُلب منها .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)