مواضيع اليوم

الرئيس محمود عباس بين المصلحة الوطنية والمواقف الإنسانية

فلسطين أولاً

2009-12-21 15:51:51

0

الرئيس محمود عباس بين المصلحة الوطنية والمواقف الإنسانية
 
 
 
 
  د-ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي
في زمن بات الكل يبحث عن مصالحه الشخصية أو الحزبية الضيقة ، في زمن ظهرت فيه اعلي مراحل تبدل القيم ، ومحاولة الكثير ربط مصالح شعب – بل  أمه – مرهونة بعتبات خارجية  ، كان لفلسطين رجل من نوع آخر  ، رجل رضي لنفسه ولتاريخه أن يكون إنساناً فلسطينياً يمتاز بالبساطة الفلسطينية والواقعية  ، التي تغيظ كل من يخالفه ،  انه محمود عباس الرئيس الجماهيري الشرعي الذي تسلل بمنطقية إلى قلوب الناس العقلاء والبسطاء والوطنيين ، واقتنع الكثير ممن يضعون فلسطين في وجدانهم وعقلهم الظاهري والباطني،  اقتنع هؤلاء أن المشوار الوطني النقي النظيف لا يمكن أن يستمر دون محمود عباس ، لأنهم شاهدوا فيه انه مثلهم يفرح بفرحتهم ويحزن مع أحزانهم .
 
 
 زاود الكثير من الخراصين على  السيد الرئيس ومنهم من تشدق بالثوابت وتغنى بالشعارات الملونة بألوان مستوردة ، وكثرت الأقلام المسمومة المغمسة بالزعاف ، وانتقلت الأقلام من وصفه بفخامة الرئيس الديمقراطي العادل وشبهوه حينا من الدهر بالفاروق عمر ، ولكن يا سبحان الله عندما تمسك بصخرة الثوابت واسقط الأقنعة ، أصبح ينعت بألوان مختلفة ، ووقف المتعنتون الخراصون في مواقف منسجمة مع  أعداء أبو مازن من المستوطنين وأنصار اليمين المتطرف في إسرائيل والمحافظين في أمريكا وأوربا .
 
محمود عباس وهو الأدري بسيكولوجية المجتمع الإسرائيلي والأوربي يدرك مفاتيح المعادلة ويدرك بشكل يقيني أين تتجه الأمور ،  رغم الظروف  والمؤامرة الجسام التي تعرض لها ، ورغم ممارسة أمريكيا معه كافة التجارب السيكولوجية ابتداءاً من سياسة العصا والجزرة مروراً بالتجارب الإشتراطية  إلا انه كان أكثر ثباتا ً وذكاءاً  ، وقام بجولاته المكوكية واستطاع أن يضع إسرائيل وأمريكا ومن يحالفهما بشكل مقصود أو غير مقصود في زاوية ضيقة ، لأنه الأقدر في هذه المرحلة على فهم اللعبة  ، ورغم الإغراءات والوعود الخادعة إلا انه رفض أن يستمر في  سلسلة واهية قد لا تؤدى للوصول إلى نهاية الطريق التي رسمها لنفسه ،  وفى تقديره أن الشعب الفلسطيني الطيب الذي اختاره بناءا على رؤيته وبرنامجه السياسي الواضح البعيد عن الوعود-  المغلفة بصبغة مقدسة - التي تدخل الفلسطينيين في أهرامات من  الخيالات التي يصعب تحقيقها في الزمان والمكان الراهنين ، وصمم  حتى آخر لحظه - من قرار عدم الاستمرار-  بأن يكون واقعيا وصادقا مع شعبه الذي أحبه ، فرفض الاستيطان، ورفض المفاوضات دون جدوى  وسقف زمني ، ورفض التنازل عن الثوابت وتحدى  المزاودين ،  وخرج في أكثر من مرة من الأزمات التي رسمت ودبرت له ، خرج خروج الواثق المنتصر بواقعيته انتصر في معركته الإعلامية بأساليب نظيفة غير قذرة ، تمثلت برزانته البعيدة عن الردح الأعمى لأنه يري بأربع عيون وعين خامسة هي عين الشعب ، أتدرون لماذا ؟ لأنه يفكر بعقلية محمود عباس الفلسطيني الصفدى المشربة برياح فلسطينية خالصة غير المحتاجة إلى رياح غربية،  ولا شرقية واعتاد أن يتحدث دون ملقن ودون مساندة من احد مستشاريه ، وشعر الفلسطيني الأصيل أن حديث محمود عباس دوما يخرج من القلب والى العقل والقلب ،
 
 
في سؤالي أمس للنائب المناضل – ضمير غزة- الأخ الصديق أشرف جمعة عن تقيمه للقاء الرئيس  أبو مازن في تلفزيون أوربت ، فكان حديث هذا النائب الشعبي الجماهيري ينسجم مع موقف الشارع الغزي  ، وتحدث ببساطه الواثق قائلا (أبو مازن ربان سفينة ،  تسير في بحر لجي ، كثرت فيه الأنواء ، واثبت انه رجل شديد المراس ، ورؤيته الوطنية الخالصة بعيدة عن التعقيدات ، لأنه رجل وبشكل واضح صادق في نهجه وفلسفته الوطنية وراسخ في أذهاننا وقيمنا الفلسطينية رسوخ الجبال ، لذا أنصح كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس أن تتوجه بصدر رحب وتتمسك بمحمود عباس لأنه الأقدر – في هذه المرحلة التاريخية العصيبة – أن يقود هذه السفينة الفلسطينية في وسط هذه الأمواج الدولية المتلاطمة )وأضاف النائب اشرف جمعة  في سياق آخر ( الأخ الرئيس محمود عباس يذكرني بشخصيات  وضعت بصماتها  في الإعداد النقي غير الشوب لمراحل البناء الوطني أمثال ( المهاتما غاندي والراحل ياسر عرفات وسوار الذهب )   ،، ويعقب النائب جمعة - وشعرت الصدق في كلماته الخارجة من قلب فلسطيني غيور – بالقول أن لقاء السيد الرئيس الأخير على قناة أوربت  ، كان حديث ذو شجون هز قلوبنا ومشاعرنا ، خاصة نحن أبناء قطاع غزة  المنتظرين منه الكثير ليكمل معهم المشوار الوطني لان الطريق لا زالت في بدايتها )
 
وانسجاما مع قول النائب اشرف جمعة  المنتخب جماهيرياً،  نسحب كلامه على الجماهير المحبة لأشرف جمعة والتي أعطته الثقة لأنه يسير على نهج أبو مازن ، لان  غالبية الشارع الغزى بات يكره الشعارات الزائفة ، وتيقنوا من خلال لقاءات  وحوارات أبو مازن في العديد من المحافل المحلية والدولية أن أبو مازن الرجل التي عرفته أروقة الدبلوماسية  العالمية ، رجل  فلسطيني خالص مثلهم يكره الشعارات والكلمات المرونقة ، وكل جل تفكيره أن ينسج لمجتمعه  الفلسطيني بيتًا خيوطه مصنعة من ارض فلسطين الذهبية ،  لا خيوط  مستوردة تصبح اوهن من خيوط العنكبوت ، وانطلاقاً من هذه الرؤى  الفلسطينية ومعرفة مدركات الشعب الحسية والعقلية ، أصبح من المستحيل عليهم أن يتخيلوا مستقبل فلسطين الراهن دون رؤيتك يا سيادة الرئيس ،  لأنهم بدءوا معك مشوارهم الوطني  ويتأملون أن يكملوه معك ، واعتقد أن البديل الآن مستحيل ،،  لأنك الأقدر،  والأكفأ  والأكثر إنسانية وجماهيرية ، قلوب أطفالنا ترنو إليك وعيونهم  الدامعة تنظر إلى عيونك الفلسطينية الصادقة،  وتنتظر أن تصنع معك غد مشرق ،  ويفتح التاريخ المشرف لك  أوسع أبوابه



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !