مواضيع اليوم

الرئيس حسين الحسيني يفُجِّر القنبلة السياسية من برلمان "الأستاذ"

قاسم عثمان

2009-02-16 17:06:01

0

بقلم : الكاتب والمحلل السياسي قاسم محمد عثمان

www.kassemclub.tk



لستِ انتِ المؤسسة المرتجاة· وليست هذه الاساليب التي نراها هي ما نريده لهذه المؤسسة هذا ما قاله الرئيس حسين الحسيني الذي فاجىء زملائه النواب في حضرة "الاستاذ" الذي دوّى قنبلة سياسية قد اجهضت سخافة من ينشرون المال السياسي و يحولون المؤسسات السياسية اللبنانية الى صفقات لدول خارجية ضاربين عرض الحائط بكاهل الضرائب على المواطن اللبناني الذي يجهدون لتحويله الى اداة لفوزهم وتحقيق مكاسبهم المُكلفين بها .

 

كانت ضرورية جداً هذه القنبلة السياسية التي فجَّرها سيد البرلمانات اللبنانية حسين الحسيني وكان دويها كبيراً·· انما من دون ان تؤذي شأنها شأن القنابل الصوتية ·

أما لماذا هي ضرورية فلأن الحياة البرلمانية اللبنانية التي كان العالم يشهد بعراقتها ومستواها وصلت إلى مستوى غير كريم، فضلاً عن ان بعض مفردات التعامل بين اعضاء في البرلمان الحالي جاءت ردحية على نحو تصنيف اخواننا المصريين لتبادُل الكلام غير المنضبط بين امرأة واخرى أو بين رجل وآخر· وعموماً فإن ظاهرة الردح تنحصر في طبقات دنيا·

الخطوة الحسينية غير مطروقة وهذا يعني ان السيد اضاف إلى قاموس تقاليد الاحتجاج مفردة جديدة تصلح لكل برلماني يقرر في لحظة يأس من احوال المؤسسة التي ينتمي اليها ان ينصرف عنها ولسان حاله كمن يقول: لستِ انتِ المؤسسة المرتجاة· وليست هذه الاساليب التي نراها هي ما نريده لهذه المؤسسة·

لم يحوِّل السيد حسين خطوته إلى مناسبة للمزايدة والصراخ ودعوة وسائل الإعلام إلى مؤتمر صحفي يطرح من خلاله قضايا كثيرة خلافية أو اعتراضية، وإنما وقف من على منبر خطباء جلسة المناقشة التقليدية للبيان الوزاري وقال في سياق ارقى المطالعات البرلمانية كلاماً متقن الصياغة للواقع السياسي وبالذات لما يتعلق بالطائفة الشيعية مستلهماً في ذلك رؤى الإمام المغيَّب السيد موسى الصدر وروحية اتفاق الطائف الذي كان السيد حسين احد حاملي أمانة استنباطه· وهو بعد هذه المطالعة التي يجوز اعتبارها <مطالعة الوداع> اعلن بهدوء السيَّاد استقالته من عضوية مجلس النواب الحالي والعودة إلى الشعب وكأنما إستحضر في ذلك البيان الشهير للرئيس جمال عبد الناصر يوم 9 حزيران 1967 الذي قال فيه مبثوثاً عبر الاذاعة والتلفزيون انه قرر التنحي بسبب هزيمة حرب 5 حزيران والنزول إلى الشعب يناضل معه، مع فارق ان المصريين صُدموا بالقرار فنزلوا بعفوية إلى الشوارع بعشرات الالوف ليجبروا عبد الناصر على العودة عن قراره وقد عاد في اليوم التالي، بينما بالنسبة إلى السيد حسين الذي اعلن استقالته في مجلس النواب للعودة إلى صفوف الشعب إنحصر الاحتجاج من جانب الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري بالتمني عليه بالتريث، اما من جانب الرأي العام فبالدهشة الممزوجة بالتقدير للرجل كونه عبَّر بخطوته هذه عن كل لبناني متجرد وقلق على مصير لبنان، فضلاً عن انه بخطوته هذه وجَّه إلى زملائه نواب المجلس رسالة مفادها ان المؤسسة ليست في المكانة التي يجب ان تكون عليها وأن كل عضو في هذا المجلس يتحمل في شكل أو آخر بعض المسؤولية وان ما فعله لا يعني ان يحذو الآخرون حذوه وإنما لا بد من التنبه وعلى وجه السرعة·

الذي يدعم ايجابيات الاستقالة وموجباتها ان الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هنأ السيد حسين لإستقالته· كما ان بين ثنايا حيثيات قرار الاستقالة ما من شأنه إحداث بداية صحوة توازن في الموقف الشيعي العام، وإلاَّ فما معنى اشارة السيد حسين إلى <عنف السلاح والمال وتفتيت السلطة السياسية>· والطرف المقصود بهذه العبارة يدرك جيداً معناها·

وبصرف النظر عما إذا كان الرئيس نبيه بري سيتعامل مع الاستقالة، عندما يتلقاها نصاً خطياً، بأسلوب التأجيل بأمل عودة السيد حسين عنها وبذلك لا تُسجِّل البرلمانية في زمن الاستاذ نبيه طلاقاً من جانب السيد حسين لها، أو انه سيتم البحث عن ثغرات دستورية لإعتبار طبيعة الاستقالة غير المرفوعة من عضو في المجلس إلى رئاسة المجلس عملاً مخالفاً للتقاليد ولخريطة طريق عمل مؤسسة الرئاسة الثانية·· بصرف النظر عن هذه الاعتبارات المحتملة فإن اهمية الاستقالة هي في طريقة اعلانها وهنا يصبح الشفهي اكثر اهمية من الخطي خصوصاً ان الاعلان الشفهي جرى امام العشرات من النواب الحاضرين وامام حكومة مبتهجة بنيلها الثقة المئوية إنما على وقع عبارات غير مستحبة من جانب نواب تطايرت في سماء الجلسة ووصلت تداعيات الاستياء من المتلفظين ببعض العبارات التجريحية إلى خارج القاعة··· فإلى خارج حدود الوطن·

وتبقى الاشارة إلى امرين: الاول هو أن هذه المفاجأة الحسينية حدثت بينما الرئيس سليمان على اهبة المغادرة إلى دمشق في زيارة يهم الجميع وبالذات السيد المستقيل نجاحهاً ولو بنسبة ضئيلة· ومن شأن الاستقالة ان تفيد لأنها قد تنبِّه فتساعد في تصحيح مسار العلاقات·

الثاني هو أن السيد المستقيل لم يستشر رفاق النادي السياسي المستقل الذي هو احد اعضائه، قبل ان يعلن خطوته وربما كي لا تدخل المسألة في خضم التنظير وينقسم الجمع بين مبارك للخطوة وبين مقترح للتريث فيها، وايضاً بين من سينبِّه السيد حسين إلى ان استقالته من برلمان باق على ولايته بضعة اشهر لن تُحتَسب له كفِعْل تضحية وإنما كتملص من للمسؤولية، فضلاً عن ان موجبات الاستقالة تفرض عليه ان يفعل ذلك منذ اكثر من سنة ثم بالذات بعدما جرى حجب اجتماع المجلس النيابي عن اعضائه لتتويج الرئيس المتفق عليه العماد ميشال سليمان·

في اي حال وما دامت الاستقالة غدت مثل الفوز تستحق التهنئة، وعلى نحو ما قاله الشيخ عبد الامير، فإننا بكلمة حق يراد بها الحق ولا شيء غيره ننضم إلى الركب الطويل من المهنئين للسيد حسين بما أقدم عليه متمنين للجنة الحوار الوطني المرتقب ان يكون فيها احد ممثلي اللبنانيين المستقلين، ومتمنين عليه إسماعنا في واحدة من جلسات تلك اللجنة أو في مناسبة لاحقة تتزامن مع انعقاد الجلسات، المطالعة الأكثر تنويراً للحقيقة بدءاً من زمن الطائف إلى زمن التلاقي اللبناني - السوري المستجد· وبذلك يكون ابو علي، ابو علي بالفعل بمعناه الفروسي، ادى الواجب··· وعلى الوجه الأكمل·

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !