الرئيس بوعمامة (اوباما)
تباينت الأراء و التكهنات حول شعارالتغيير الذي نادى بهِ الرئيس الأمريكي اوباما اثناء حملته الأنتخابية لمنصب رئاسة الجمهورية و على الصعيد الداخلي اعتبرت ثورة حمراء ضد مصالح رأس المال الذي يحرك الأقتصاد الأمريكي من خلال قوانين الضمان الأجتماعي و الحد من نفوذ البنوك و اعادة الثقة بالمؤسسات الخدمية الحكومية و لغاية اليوم لم تكن واضحة معالم سياسته الخارجية و هذا بأعتقاد جميع المتعاملين معه في هذا المجال و بضمنهم نائبهِ بايدن الذي اضطلع بشأن الدول المضطربة سياسيا وعسكريا و التي الولايات المتحدة الأمريكية متورطة فيها بشكل رئيسي و مباشر كما الحال في العراق و افغانستان ، و قادة العالم الخارجي ايضا كانوا يستغربون تذبذب ردود افعال ادارة الرئيس اوباما ازاء الأحداث العالمية و قد تجلت فيها الأهتمام بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى، لكن يبدو ان عملية التغيير لها معادلة اخرى تتعلق باسلوب التعامل مع الدول الخارجية و خاصة تلك الدول التي لها تأثير فعّال في استتباب الأمن و اللأقتصاد العالميين.
من وجهة نظر الرئيس الأمريكي ان حلفاء الولايات المتحدة لابد ان تكون انظمتها السياسية مستقرة و العملية الديموقراطية فيها تضمن ثوابت يمكن تلخيصها مع المبررات كالتالي:-
• تداور السلطة بشكل دوري و عن طريق انتخابات دورية في الأنظمة الجمهورية و اجراء انتخابات لرئاسة الوزراء في الدول ذات الأنظمة الملكية ، كي لا تنحصر السلطات بشخص معين مما يسبب الأحراج للولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع تلك السلطات التنفيذية.
• الولايات المتحدة الأمريكية تفضل التعامل مع دول تهتم في برامجها على التعليم و تهيئة فرص العمل و الأهتمام بالمشاريع التنموية للبنى التحتية ، فليس من مصلحتها ان تتعامل مع دول شعوبها جياع و متخلفة و مستوى المعاشي فيها تحت الحد المقبول مقارنة مع باقي الدول ، فذلك يسهل للولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ على مكتساباتها الأقتصادية و من ثم قيادتها للعالم سياسيا.
• اطلاق حرية التعبير و عدم تهميش الرأي الأخر و الأحتكام للتفاهم من اساسيات مطالب اوباما ، و حين دعم اطلاق الأحزاب السياسية الأسلامية في الأنظمة العربية و عدم تهميشها ، جاء ذلك من منطلق ان الأسلام لا يمكن له ان يحكم بدون ان تكون له ركيزة لعلاقات خارجية متوازنة مدعومة بعلاقات اقتصادية تؤثر في التنمية البشرية تحت بنود دستور لا يضمن بقاءها في السلطة في حال فشل برامجها السياسية و التنموية.
هذا التغيير الذي يحاول الرئيس اوباما ايصال ايحاءاته من خلال عدم التزامه الدفاع عن اقرب حلفاء امريكا في المنطقة العربية و طالبهم في التنحي عن السلطة و التفاهم مع المتظاهرين حول تلبية مطالبهم و توفير الخدمات الأنسانية و عدم اللجوء للقوة ، هذه الصورة الجديدة التي تسوّق لها ادارة اوباما جعلت الشارع و الرأي العام العربي تتوجه بنداءاتها للولايات المتحدة بشكل عفوي متأملة من الأدارة الأمريكية مساعدة الشعوب العربية في الخلاص من قاداتها ، فهل يعتبر الرئيس بو عمامة المنقذ للشعوب العربية من قياداتها الفاسدة؟؟؟
التعليقات (0)