بقلم:محمد أبو علان
http://blog.amin.org/yafa1948
بإعلانه عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد ألقى بعبء ثقيل على من سيخلفه في هذا المنصب كون بداية الرئيس القادم ستكون من أين انتهى الرئيس الحالي، فهو أنهى منصبة بالإعلان عن فشل وعدم جدوى الخيار السياسي الذي نادى به لخمس سنوات متواصلة بسبب الانحياز الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وحكومات إسرائيلية متتالية لا يوجد للسلام الحقيقي وجود على أجندتها السياسية.
وفي ظل عدم إمكانية سماح دولة الاحتلال الإسرائيلي وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بوجود رئيس فلسطيني يتحدث عن المقاومة المسلحة للاحتلال كجزء من برنامجه السياسي تكون خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمثابة نعي رسمي لوجود سلطة وطنية فلسطينية في المستقبل.
على الرغم من كل هذا فمن حق مؤيدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يطالبوه بالعدول عن قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، ومن حق حركة فتح الإصرار على أن يكون هو مرشحها الأول والأخير في الانتخابات الرئاسية القادمة ولكن شريطة أن يكون هذا الترشح تحت برنامج سياسي مختلف عن سابقه، برنامج يقوم على أساس استخلاص العبر من المرحلة الرئاسية السابقة لكي لا تكون الفترة الرئاسية القادمة استنساخ التجربة الماضية لأربعة سنوات قادمة، وإلا لن يكون لمثل هذه الخطوة أية معنى.
في المقابل على معارضي الرئيس الفلسطيني أن يعترفوا له بشجاعته وحكمته (إن بقي على رائيه) في خطوته التي اتخذها بعدم الترشح للانتخابات القادمة، موجبات هذا الاعتراف بشجاعة خطوة الرئيس وحكمته في هذا الموقف مردها لسببين، الأول خطوة غير مألوفة لدى القادة والزعماء العرب الذين لا يتركون مناصبهم الرئاسية إما بانقلاب، أو إلي اللحد مباشرة، والثاني اعتراف الرئيس الفلسطيني بفشل برنامجه السياسي القائم على تحقيق السلام بعيداً عن المقاومة المسلحة على الرغم من أن سبب الفشل غير متعلق به بصفته رأس الهرم السياسي في السلطة الوطنية الفلسطينية، بل متعلق بشركاء مفترضين في العملية السلمية وهم الولايات المتحدة الأمريكية، وحكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)