خلال نظرة سريعة في حوالي 34 عاماً من وجود الرئيس الإيراني الجديد في تقليده المناصب الحكومية نلاحظ أنّ جُلّ تلك المسؤوليّات التي تقلّدها حسن روحاني كانت إمّا أمنية أو عسكرية أو لها علاقة مباشرة بالأمن القومي الإيراني. كما أنه كان لفترة طويلة من حياته السياسية كان ملاصقاً للرئيس الإيراني الأسبق رفسنجاني .
ويسجّل لروحاني أيضاً أنه كان من أوائل الشخصيات التي أطلقت صفة الـ "إمام" على الزعيم الإيراني الأسبق أية الله خوميني . و حظى بدعم خوميني حيث تمّ تكليفه في طرد العناصر الغير مرغوبة في الجيش الإيراني للتمهيد لإضعتف المؤسسة العسكرية التقليدية خدمة للقوات العسكرية الناشئة التي أطلق عليها قوات الحرس الثوري.
فبعد رحيل الخوميني تحوّل روحاني الى شخص صاحب نفوذ وثقة شخصيتين تحكمان إيران نهاية الثمانينات هما "رفسنجاني و خامنئي".فقد تجوّل في المناصب من عضو في مجلس الدفاع العسكري الأعلى و قيادة القوات الدفاعية ، ممثل قيادة الحرب و رئاسة مقرات الحرس الثوري "خاتم الأنبياء" من ثم انتقل للعمل كمندوب في البرلمان"مجلس الشورى" و أمين مجلس الأمن القومي و عضو مجلسي الخبراء و مجلس صيانة الدستور.
ويقال عنه أنه لا يخشى من قيادة الصقور في الحرس الثوري بسبب علاقاته وخبرته الوافرة فيه . يسجّل بعض الناشطين المعارضين نقاطاً بسبب تعامله المساند للنظام في قمع الحركة الطلابية نهاية التسعينات و بداية الأفينية عندما كان أميناً لمجلس الأمن القومي.
يذكر مناصروه أنه أكثر قدرة على المواءمة بين موقفي خامنئي و رفسنجاني في التعامل مع ملفات ساخنة مثل النووي وقضية التفاوض مع الغرب والحريات التي يطالب النشطاء بمنحها لهم و التي يبدو هنالك نقاطع كبير بشأنهما بين تيار المتشدد التي يتزعمه خامنئي والتيار المعنتدل الذي يتزعمه الرئيسين الأسبقين خاتمي و رفسنجاني.
لكن الأسئلة الأهم التي تطرح على الرئيس الجديد هي : هل سيتمكّن روحاني بإيجاد حلول للملف النووي مع المجتمع الدولي لحلحلة هذا الملف لينتهي برفع العقوبات كما وعد مرشحيه قبل الإنتخابات؟ وهل يتمكّن من بناء علاقات إقليمية مع الجيران وخاصة مع الدول العربية مبنية على الإحترام المتبادل و عدم التدخل بقضاياها الداخلية خاصة في سوريا والعراق واليمن ولبنان والدول الخليجية عدم عرقلة حل القضية الفلسطينة؟ هل سيتمكن من مكافحة الفساد و رفع الظلم والتمييز عن الشعوب غير الفارسية و تحقيق دولة مواطنة ؟
لا أحد يمكنه الإجابة بلا ونعم على هذه الأسئلة سوى الأيام أوالأشهر القادمة التي هي كفيلة بإزالة الغموض عن التغيير المفاجئ الذي طرأ في قرار النظام الإيراني الذي اتخذه بشأن الإعلا عن عن شخصية معتدلة بدلاً من شخصية راديكالية لتولي منصب الرئاسة.
التعليقات (0)