كتبت من قبل وأكتبها ثانية إن ما درجنا عليه من أساليب النقاش أن يضع كل منا في عقله هذه العبارة الذهبية التي تحكم كل حواراتنا المقروءة والمكتوبة والمسموعة ...(هذا إذا سمحت لك أيها الصديق بالرد)...
(إن ما أقوله صواب قد يحتمل الخطأ الذي لا يؤثر كثيرا في صحته وقولك أنت خطأ لا يحتمل الصواب إلا في بعض ما يتفق مع رأيي) ..طبعا هذه مقولة لا تحتمل الصواب في ذاتها وهي متناقضة مع المنطق والعلم البسيط كما هي متناقضة مع الأخلاق السوية إذا جهر بها متحدث أو كتبها كاتب...
كيف وصلنا إلى هذا المنحدر؟ إنه تاريخ للقمع والاستئثار والإقصاء والإعجاب بالذات وكل ذلك من أمراض النفس العربية لطول ما مر بها من أزمات وجهالة وضيق أفق بل وقد يكون حمقا متجذرا وغفلة متأصلة...
لا يهم رأيك يا صديقي في هذا إعمالا لهذه القاعدة الحمقاء من بدهيات ابتدعناها وليس لها قيمة في عرف المفكرين ...
وطالما لم يعد هناك من يلتف حوله الأدباء والعلماء وأساتذة اللغة مثلما تحلق أدباء مصر الكبار حول طه حسين ليتعلموا ويتدارسوا وينقلوا عمن سبقهم من الذين ثبت في حقهم وصف العلماء فلا فائدة ترجى من الحوار العقيم إذا كان أطرافه من أنصاف المتعلمين أو أرباع المثقفين...
لا حاجة بنا أن نترك الكلام في أغاني الهنص والدنص ما دامت هذه هي لغة العصر الكئيب...
لماذا نشغل أنفسنا في متاهات اللغة ودهاليز الحكمة وأساليب البلاغة ونحن نسمع سيب الواوا وامسك في أغاني (اللي اتلسع في الدقي ينفخ في المعادي) ...
بالك انت؟
.....سيبك انت....
التعليقات (0)