الذي سكت ضهراً

الذي سكت ضهراً

إعداد د/ صديق الحكيم

فاتحة القول: كنت من المعجبين بالدكتور بالبرادعي وأسلوبه الرائع في التفكير والحوار والترفع عن الصغائر التي ينزلق فيها غيره من هواة السياسة الجدد وإن كنت أنتقد اطلالته علينا فقط عن طريق تغريداته المقتضبة علي تويتر إلا أنها كانت مثل جهد المقل الذي يرفض الأوضاع وينصح ويعصف الذهن للتفكير في صالح الوطن نعم فلا أحد يشكك في وطنية الرجل وحبه لمصر

لكن تصريحه الأخير بإضافة مواد فى الدستور المصرى الجديد تتيح للجيش والمجلس العسكرى الحفاظ على مدنية الدولة، وعدم السماح بإقامة دولة دينية فى مصر،صدمني ولم أدري كيف أطلقه وماهي مبرراته في ذلك التصريح الصادم والذي قوبل بالرفض من قبل إسلاميين وقانونيين، معتبرين أن دعوته تكرس للحكم العسكرى الذى ثار عليه الشعب المصرى.

وقال الدكتور طارق الزمر،(إن تصريحات البرادعى تؤكد أن بعض القوى الليبرالية تتحرك بمنطق ديكتاتورى وتمنع الحريات، مشيرًا إلى أن استعانتها الدائمة بالعسكر دليل على طفولة سياسية منها، وعدم نضج، وحرص على بقاء الحياة السياسية تحت الحكم العسكرى.)

وأشار إلى أن مثل هذه التصريحات هى دليل على إفلاس هذه القوى، ولا تجد مشروعية فى التعامل مع الناس، مناشدًا إياهم فى نفس الوقت بالحفاظ على مصلحة الوطن والتعامل مع القضايا الحيوية التى نمر بها بحيادية، وتغليب للمصلحة العامة، مشيرًا إلى أنهم إذا كانوا قد فشلوا فى التعامل مع الناس ومعرفة أهدافهم وتطلعاتهم فليعتزلوا السياسة بدلا من تكريسهم للحكم العسكرى، وانقلابهم على الديمقراطية التى يدعون للتمسك بها.

ووصف القوى المدنية بأنها "أصبحت قوة عسكرية بامتياز؛ لأنها كانت حليفة للحكم العسكرى على مدى 60عامًا وتواصل تحالفها معه دون مراعاة لما يحدث فى مصر، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون الشعب على علم بذلك".

وقال الدكتور رأفت فودة، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة، إن تصريح البرادعى بضرورة وجود مادة فى الدستور تسمح للمجلس العسكرى وللجيش بحماية الدولة المدنية، والانقلاب على رئيس الجمهورية إذا حاول تأسيس دولة إسلامية أو دينية وهو أمر مرفوض تمامًا، استنادًا إلى أن "الدستور هو الشعب". وقال إنه لا يجوز لأى جهة مهما كانت مسئولة أن يكون لها الأحقية فى الوصاية على الشعب، ولا يجوز لجهة مهما كانت أن تنقلب على الشرعية أو أن تفرض إرادتها على الدستور والشعب المصرى.

من جانبه، قال الدكتور محمد إمام، أستاذ القانون الدستوري بجامعة الأزهر، إن رأى البرادعى مخالف لمبادئ الديمقراطية والمدنية، مشيرًا إلى أن سيادة الشعب وحدها فقط هى التى تحمى الدولة المدنية، معتبرًا أن دعوة البرادعى هى تكريس لحكم العسكر والقضاء على الديمقراطية فى مصر.

خاتمة القول :

أتمني علي الدكتور البرادعي الخروج علينا في مؤتمر وشرح وجهة نظره ودوافعه للتصريح بهذه العبارات الصادمة لأننا نقدره كثيرا كرجل وطني دافع عن الحرية وتحدي  نظام مبارك ودعم الثورة وأربأ به أن ينضم إلي طابور المتحولين فهو أرفع من ذلك

للتواصل مع الكاتب (216):sedeeks@yahoo.com