فى بداية الثورة المصرية أعلن الاخوان المسلمون أنهم لن يشاركوا فيها , وصدرت التعليمات لكوادرهم بالامتناع عن الخروج فى المظاهرات , وبعد أن أظهر شباب الثورة صمودهم وقدموا الكثير من الشهداء وكسروا هيبة النظام , وعلت هتافاتهم بسقوط شخص مبارك حينئذ انضم الاخوان للثورة ولكنهم لم يبرزوا فى واجهتها فى البداية , وأعلنوا صراحة بعض المبادئ منها 1 انهم لن يسعوا لاقامة دولة دينية 2 أنهم لن ينافسوا الا على 20فى المائة من مقاعد مجلس الشعب 3 أنهم لن يتقدموا بمرشح للرئاسة , . بعد ذلك بدأ التراجع التدريجى عن هذه الوعود بل بدأ ما يمكن أن نطلق عليه خلف الوعد بدءا بتكثيف خطابهم الدينى , وابراز شعاراتهم التى تخفت فى البداية خلف الشعارات الوطنية للثورة , ثم اعلنوا أنهم سينافسون على مقاعد 50 فى المائة على مقاعد مجلس الشعب , ثم أعلن احد قادتهم وهو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أنه سينافس على مقعد الرئاسة , , وكعادتهم فى المناورة أعلن الاخوان أنهم لن يؤيدوه فى الانتخابات , بعد ذلك أعلن أحد قادتهم فى مؤتمر عام أنهم سيطبقون الحدود ولكن بعد أن يملكوا الأرض أولا , ولأنهم يعرفون أن بقية القوى الليبرالية التى ضربها النظام السابق لصالحهم ليس أمامها الوقت الكافى لتنظيم صفوفها فقد وقف الاخوان ضد تأجيل الانتخابات وجعلوا التصويت على التعديلات الدستورية واجبا شرعيا , وهى التعديلات التى تكاد تخرج باقى القوى الوطنية من المنافسة . اننى أتوقع الآتى 1 ) أن يترشح الاخوان على معظم المجالس النيابية لا على 50 % فقط 2) أن يقوموا بدعاية كاسحة للدكتور أبو الفتوح 3 أن يستخدموا الشعارات الدينية فى دعوتهم خلافا للدستور . فأى دستور هذا الذى سيتدخل فى الخطب المنبرية فى المساجد ؟ . اننا نعرف أن المناورات السياسية واردة , ولكن الكذب يشين العمل السياسى , ويكون الامر أكثر هولا عندما يخلف الناس وعودهم باسم الدين ويكذبون تذرعا به وتأويلا لما لا يحتمل التأويل من نصوصه
التعليقات (0)