يبدو لى أن عندنا ما يمكن أن نطلق عليه ( فيروس السلطة ) , اذ يظل الانسان عقلانيا ومحترما الى أن يتولى أحد المراكز القيادية ولا سيما مركز الوزير . سآخذ بعض النماذج الأكثر وضوحا لتسلل هذا الفيروس الى بعض الشخصيات فأفقدها توازنها وعقلانيتها واحترامها . الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء المصرى كان قبل اسناد الوزارة اليه انسانا قوى الحجة ثورى الفكر محل تقدير من الجميع , الآن أصبح وجها غير مقبول وصوتا واهنا ضعيفا مرتبكا يفتقد القدرة على التأثير أو الاقناع , 2 أسامة هيكل وزير الاعلام كان صحفيا لامعا وكاتبا مرموقا ومعارضا وطنيا , أصبح الآن صوتا بغيضا وفكرا طائفيا وجعل الاعلام المصرى فى أكثر أيامه هبوطا وتدنيا وضحالة . وبعد ذلك يأتى الحديث عن وزير العدل المصرى الذى تحدث معلقا على اغلاق المحاكم المصرية أبوابها بسبب الصراع القائم بين القضاة والمحامين بسبب قانون السلطة القضائية , حيث قال سيادته - ان هناك أياد خفية لا تريد للانتخابات البرلمانية أن تتم فى موعد ها - ! ! نفس الحديث الممجوج والاسطوانة المشروخة , اذ المعروف أن المحامين أضربو ا بسبب انفراد القضاة بوضع مواد فى قانون السلطة القضائية تبيح للقاضى حبس المحامى أثناء الجلسة مما يجعله تحت طائلة الارتباك الذى قد يحول بينه وبين حسن الدفاع عن موكله . , والذين دعوا الى الاضراب أبدوا ملاحظاتهم القانونية على ماطرحه القضاة فى قانون السلطة القضائية الجديد وبينوا ما فيه من عوار وطالبوا بتعديله فى مختلف وسائل الاعلام .
والذين دعوا الى الاضراب هم محامون معروفون وتحدثوا بمطالب عادلة فى الفضائيات كما تحدث بعض القضاة , أين هى الأيدى الخفية التى تحدث عنها الوزير ؟ ! انه الاستسهال أو الاستهبال . كل مصائبنا وراءها أيدى خفية أو أجندات أجنبية أو عناصر مندسة , أو فلول متربصة , الى آخر هذه المنظومة المهترئة من الادعاءات التى تعكس عجزا مزريا عن مواجهة الحقائق وتشخيص المشكلات تشخيصا صحيحا تمهيدا لوضع الحلول المناسبة لها بدلا من تكرار هذه التبريرات التى يسخر منها الأطفال من كثرة تكرارها والتى يكررها أناس فقدوا أقل قدر من التمييز بين ما يقال وما لايقال , بل فقدوا حتى غريزة الخجل التى تعصم الأسوياء من الناس عن تكرار مبررات أصبحت مخجلة
التعليقات (0)