قرأت فى أكثر من موقع , وكذلك فى تصريح منسوب للشاعر عبد الرحمن الأبنودى أن المرشح الرئاسى حمدين صباحى يدرك تماما انه لا يمكن أن يفوز بمنصب رئيس مصر من خلال التصويت وحكم الصندوق لأنه يدرك مدى الشعبية الكاسحة التى تقف وراء منافسه المشير عبد الفتاح السيسى , ولكنه ينتظر حكم القدر بأن يؤول إليه المنصب الرفيع إثر خلو الساحة له بسبب ما قد يتعرض له السيسى من عملية اغتيال محتملة وذلك بسبب المخاطر التى يتعرض لها والتى ربما لم يسبق أن تعرض لمثلها أى مسؤول فى أى ارض وفى أية حقبة من حقب التاريخ . ومع تسليمى بأن هذا الخطر قائم بالفعل بسبب أن الرجل قد استنفر تنظيما له تاريخ طويل فى أعمال القتل والاغتيال , وأن هذا التنظيم قد ازداد شراسة ونهما للدماء , وانه مدعوم ماليا ولوجستيا من دول وجماعات فى المنطقة وخارجها ترى فى منهج السيسى الوطنى خطرا على مصالحها ونفوذها مع ذلك فإننى أرى أنه فى حتى حالة اغتيال السيسى فإن منافسه حمدين الصباحى لن يصل إلى السلطة . ذلك أنه فى هذه الحالة سوف تنزل حشود الإخوان للشارع معلنة الشماتة ورافعة شارات النصر ومطالبة بعودة مرسى لا بتتويج الصباحى , من ناحية أخرى فسوف تُستفز مشاعر كتلة هائلة من الجماهير المصرية التى أحبت السيسى حبا صادقا ورأت فيه المنقذ والمخلص من حكم طائفى لا وطنى يحاول تجريف هويتها والقضاء على موروثها الحضارى وهذه الجماهير ستكون مرشحة أيضا للنزول إلى الشارع مدفوعة بحبها للسيسى وبالشعور المصرى الرافض للعنف والاغتيال . هنا سيكون العامل الحاسم وهو الجيش المصرى الذى سيشعر بالإهانة لاغتيال أحد رموزه على يد من يعتبرهم الجيش خارجين عن الصف الوطنى , وفى هذه الحالة ستقف الشرطة أيضا بجانب الجيش الذى سيتحرك حتما وسينصب أحد قاته حاكما عسكريا ويعلن الأحكام العرفية ويقوم بالضرب بيد باطشة لكل من يحاول النيل منه أو من سلطته أو الترويج لأعداء الجيش أو الشامتين فى أحد قادته . نعم أنا واثق أن الجيش المصرى لن يسمح لأحد أن يعتلى عرش مصر براية ملطخة بدماء قائده وحينها لن يضع فى اعتباره سياسة الدول الغربية ولا تجار شنطة حقوق الإنسان ولن يخاف من شبح ما يطلقون عليه حربا أهلية بل سيدعم سلطته مهما كانت التضحيات ومهما وصل عدد الضحايا , وهنا أؤكد أن موضوع الحرب الأهلية هو مجرد فزاعة نعرف أنها غير قابلة للتطبيق فى مصر بشعبها المسالم والذى يعتبر أن هذه التنظيمات الإرهابية هى مجرد بثور على وجهه نشرها عليه عهد من البلادة والقبح وغياب الرؤية . أقول هذا للذين يتصورون تصورا طائشا أن اغتيال شخص سيكون طريقهم إلى السلطة أو سيمكن لهم فى الأرض أو سيثنى عزم مصر عن تطهير نفسها من هذا الدنس الأسود . قد ندفع لذلك ثمن غاليا وقد يسقط آلاف الضحايا ولكن مصر لن تعود إلى ما قبل 30 يونيه 2013
التعليقات (0)