الذوق العام ومخالفات الملبس
هناك لائحة تردع كل من يعكر صفو الذوق العام للمجتمع، تحتوي على عقوبات وإجراءات أُقرت بقرار من مجلس الوزراء بتاريخ 1440/8/4 هـ، فأين التطبيق لتلك اللائحة أم أن الاجتهاد الفردي وعبارة (ويش دخلني) يحكم المسألة؟
هناك بعض السلوكيات الخادشة للحياء تصدر من بعض الفتيان والفتيات، ملابس مثيرة وإظهار للاجساد بطريقةِ متعمدة الخ تلك السلوكيات الخارجة عن إطار الدين قبل العادات والتقاليد والتي لم تجد وسيلة للضبط والحد منها، نصت المادة الرابعة من لائحة الذوق العام على أنه لا يجوز ( الظهور في مكان عام بزي أو لباس غير محتشم أو ارتداء زي أو لباس يحمل صوراً أو أشكالاً أو علامات أو عبارات تسئ إلى الذوق العام)، النص واضح لا يحتاج لتفسير أو اجتهاد لكن هناك من يقول ماهو اللباس الغير محتشم؟
في اعتقادي المتواضع اللباس أو الزي المحتشم هو ما كان موافقاً لعادات وتقاليد المجتمع و ماكان منسجماً مع التعاليم الدينية فلكل مجتمع عادات وتقاليد وتعاليم دينية مفروضة بأوامر ربانية واضحة وصريحة، من يخرج أو تخرج بزي غير محتشم تظهر بسببه أجزاء من الجسد في مكان عام فإنه بذلك خالف الأعراف وتجاوز على الأمر الرباني وضرب بلائحة الذوق العام عرض الحائط، لنكن واضحين أليس هناك مظاهر يندى لها الجبين نشاهدها في الأماكن العامة! مالذي اوصلنا إلى تلك المرحلة التي إن تُركت على ماهي عليه سوف تتفاقم ويصبح المثل المصري الشهير (الذين اختشوا ماتوا) عنواناً بارزاً بكل مكان ..
هناك فرق كبير بين الحرية والتحرر وهذا ما يجب أن يعلمه الجميع خصوصاً فئة الشباب من الجنسين الذين اندفعوا ولم يحسنوا التصرف فهناك تطرف مغلف بالدين والتدين يقابله تطرف معنون بعنوان الحرية الشخصية والتي خرجت عن مسارها الصحيح، فالحرية مصطلح كغيره من المصطلحات يخضع لقيم المجتمعات، فما كان يعد من الحرية بالدول الأوروبية على سبيل المثال لا الحصر ليس بالضرورة أن يكون من الحرية في البلدان والمجتمعات العربية وهكذا..
نحنُ أمام جيل بدأ ينمو بعيداً عن القيم الصحيحة فبعد أن كان عُرضة للجماعات المتطرفة أصبح اليوم في دائرة الانسلاخ من الهوية وتلك مصيبة ومقدمة لانهيار المجتمع، لا يمكن لأي مجتمع أن يبقى مستقراً محافظاً على هويته دون وجود وعي اجتماعي بذلك ولا يمكن أن يبقى متماسكاً ومتناسقاً دون وجود قوانين تصون ذلك الإطار، قد يكون هناك حالات فردية ومن أجلها وُضعت وسُنت القوانين لكن أن تتحول تلك الحالات لما يمكن إطلاق لفظ الظاهرة عليها فذلك يعني أن هناك خطأ ما فأين الخلل وماهو الحل لتبقى الهوية ناصعة البياض...
التعليقات (0)