إن تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تتوقف مع نهاية هذا التاريخ، فمع إحياء الذكرى العاشرة لهجمات سبتمبر 2001، وإلى الآن مازلنا نسمع عن قصص الرجال والنساء الذين تبدلت حياتهم مع وقائع هذا الحدث، والتي ظهرت مع أول استغاثة من مبنى مركز التجارة العالمي، إلى جهود جنودنا في أفغانستان، إلى جهود ملاحقة بن لادن خلال العشر سنين الأخيرة، إلى الناجين الذين أعادوا بناء حياتهم بعد هذه المأساة.
إن ذكرى الحادي عشر من سبتمبر تتيح لنا الفرصة لنقدم التحية لأرواح الأبرياء الذين فقدناهم في هذا اليوم، فمنهم الأمهات والآباء والأخوة والأخوات والبنات والأبناء من جميع أنحاء العالم، وكذلك أناس من ديانات مختلفة، من ضمنهم مسلمين . ولا يخفى عن عقول العامة أن الإسلام ليس هو العدو، كما أننا لسنا في حالة حرب مع الإسلام، ولكننا نحارب المنظمات الإرهابية التي شوهت صورة الإسلام، وزوراً استغلوا راية الإسلام في أفعالهم الهدامة. هذه الأعمال استهدفت بشكل رئيسي الغالبية العظمى من المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا. ورأينا الإرهابيين يستهدفون عمداً المدنيين في أماكن تجمعاتهم بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد وأماكن العمل وحتى المآتم . وعلى النقيض من ذلك ،نرى الولايات المتحدة الأمريكية لا تستهدف المدنيين، بل دوماً تعمل جاهدة على دعم وتقديم المساعدات للشعوب في أوقات المحن، فعلى سبيل المثال المساعدات التي قدمتها إلى ضحايا فيضانات باكستان ليست ببعيدة عن أذهاننا، وكذلك حماية المدنيين في ليبيا وقبل ذلك في كوسوفو والبوسنة.
الواقع يؤكد أن الإرهابيين فشلوا في تحقيق أهدافهم، فقد حاولوا إضعاف مجتمعاتنا، ولكنها تعدت هذه المرحلة وازدهرت. وبغض النظر عن أعمال العنف التي لا حصر لها ،إلا أن الغالبية العظمى من شعوب العالم تركز جم جهودها لتحقيق ما تتطلع إليه من طموحات لنفسها ولأبنائها والمتمثلة في مستويات تعليم أفضل وخلق فرص اقتصادية جديدة والسعي باستمرار إلى تحسين وتطوير فعالية الحكم في أوطانها.
يخطئ من يظن أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانت نجاحا للإرهاب، فقد تغلبت أمتنا عليها، تماماً كما تغلبنا على غيرها في الماضي، وسنكرر نفس العمل مرةً أخرى، إذا لزم الأمر. وفي نفس الوقت سنعمل على نقل معركتنا إلى معقل من يحاولون إلحاق الأذى بنا. لقد حان الوقت أن نترك الخوف وراء ظهورنا وننبذ حالة اليأس والتشاؤم ومواجهة المستقبل بتفاؤل ووعود مشرقة.
القيادة المركزية الأمريكية
www.centcom.mil
التعليقات (0)