شــعـــر : أحــمـــد الـشـلـفــي ( الـيــمــن )
قسـمـا بــأن الـــدم يـــا عـيــاش يـغـلـي كاللهب
وبـــأن روح الـثــأر فــــي دمــنــا تـراتـيــل
وإعـــصـــارٌ حـــــــوى آي الــغــضـــب
وبـأنـنــا رغــــم الـخـيـانـة لــــن نـلــيــن
ولـــن نــســاوم بـالـكـرامـة أيــهــا الـمـقــدام
فـــــــــي لــــيـــــل الــــكـــــرب
فــــلأنــــت فــــــــي أســمــاعــنـــا
ولأنــــــــت فــــــــي أبــصـــارنـــا
ولأنـــــت أغـنــيــة الـطـفـولــة وانـتــحــب
يـــــــــا أيــــهـــــا الـــعـــمـــلاق
قــســمــاً بـــأنـــك لــــــم تـــمــــت
مـا زلـت فـي كــل الحنـايـا ساكـنـاً كــل الـصـدور
حـطـمــت كــــل غــرورهـــم ، أرعـبـتـهــم
لـــم يــبــق فـيـهــم مــجــرمٌ إلا اضــطــرب
قــــد كــــان اســمــك كالـفـتـيـل يخـيـفـهـم
يــــحــــيـــــى ا لـــمـــهـــنــــدس
ســــتــــدوم فـــــــــي أكـــبـــادنـــا
ســــتــــدوم فــــــــي أحــشــائــنـــا
ثـــــأراً لـــكـــل مــــــن اغــتــصــب
لـن نرتضـي السلـم السخـيـف وإن فيـنـا ألــف يحـيـى
زحـفُـنـا مـــاض تـــكلله العـزيـمـة والـغـضــب
............
هالبطل لاقانا
عـيـاش نـبــض الـفــدا شـــال الـوطــن شـالــه
دمــه عـلـى تـرابـه جـمـر يتـحـدى مـــا شـالــوا
نـصـه عـلـى الــورد انسـكـب زهــر عـلـى شـالـه
والثـانـي يتـفـجـر غـضــب كـمّــل درب الأحـبــاب
يحيى عياش هالبطل لاقاني..في ايـده سـلاح عجبينـه جومانـه
عــيـــاش غــنـــى لــلــوطــن مـــوالـــه
مـــا هـمــه أهـلــه مــــا هــمــوه عـيـالــه
نـــادى يـــا شـعــب الـوطــن أنـــت رجـالــه
روحــــه لـديــنــه لأرضـــــه رخـصــانــه
يــــا هــلــي وربــعــي بـالـدمــا حـنـونــي
بــرايــة الــعــز يــــا هــلـــي لـفّــونــي
أغــلـــى الـغــوالــي لـلــوطــن وعـيــونــي
مــــا دام الـــــروح لـــــلأرض عـشـقـانــه
صـقــر الكـتـائـب بـالـقـلـب مــــش غــايــب
مـــا يـهـمـك مـــوت مـــا يـهـمـك مـصـايـب
عـيــاش عــايــش فــــي جـنـانــه طــايــب
وارضــنـــا الــحـــرة لـلــدمــا عـطـشـانــه
........
يا قدس يا مزيونة
قــدس يــا مزيـونـة يــا مـوشّـحـة بـرشّــاش
عيـشـي بفـرحـة حزيـنـة عــرس الشـهـيـد عـيــاش
يحـيـى المهـنـدس أســد مــا يخـشـى غـيـر الصـمـد
زرع وحـصــد مـــن ربــــه أحــلــى جــنــان
بــــاع الـنـفــس لله وتـمـنــى لــــو يـلـقــاه
الله اصــطــفـــاه الــخــالـــق الــمــنـــان
دمّـاتـه عـطـر يـفــوح والله هـــدر مـــا تـــروح
تــرخــص الــــروح فـــــدوى لـهــالأوطــان
فــي قـلـوب خصـمـه زَرَع مــوت ودمــار وهـلــع
عـــــد وصــنـــع لـلـمـعـركـة فـــرســـان
يــا يـمّـه لا تحـزنـي فــي الجـنـة ابـنــك هـنــي
واتـطـمـنــي كـــــل الـشــعــب عـــيـــاش
..........................
يحيى عبد اللطيف عياش (6 مايو 1966 - 5 يناير 1996)[1]. ولد في قرية رافات بطولكرم جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية. درس في قريته حتى أنهى المرحلة الثانوية فيها بتفوق أهله للدراسة في جامعة بيرزيت وتخرج من كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية في عام 1988. تزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هم البراء ويحيى.
نشط في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994 طور أسلوبا بالهجمات الانتحارية أسماه (بالعمليات الاستشهادية)، واعتبر مسؤولاً عن سلسلة من هذا النوع من الهجمات، مما جعله هدفاً مركزياً لإسرائيل. وظل ملاحقاً ثلاث سنوات إلى أن تمكن الإسرائيليون من اغتياله بعد أن جند لملاحقته مئات العملاء والمخبرين.[2] وقد اغتيل في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه أحياناً. وقد نفذ المقاومون بالكتائب سلسلة من الهجمات ثأراً لموته أدت إلى مصرع نحو 70 اسرائيليا وجرح مئات آخرين.
تعتبر الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي إندلعت في ديسمبر 1987 هي بدايته بأعمال المقاومة ضد إسرائيل، وكان عمره وقتها 21 عاماً، حيث كتب رسالة إلى حركة حماس وتحديداً لكتائب عز الدين القسام يوضح لهم فيها خطه لمقاومة الاحتلال عبر الهجمات الانتحارية، وهي نوع جديد من المقاومة لم يكن قد ظهر بفلسطين بعد، لكن أعطى قادة الكتائب له الضوء الأخضر، وأصبحت مهمته إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار، وقد استطاع أن ينقل المعركة إلى قلب المناطق الآمنة التي قال الإسرائيليين أن أجهزتهم الأمنية تسيطر فيها على الوضع تماماً، فبعد العمليات المتعددة التي نفدت ضد مراكزهم ودورياتهم العسكرية نفذ مقاتلو حماس بتخطيط منه كونه قائدهم عدداً من العمليات الهامة والمؤثرة، لتبلغ خسائر الإسرائيليين في عملياته 76 قتيلا و400 جريحا.
منذ 25 أبريل 1993 عرفت المخابرات الإسرائيلية اسمه كمهندس للعبوات المتفجرة والسيارات المفخخة وبدأت بعمليات مراقبته للقبض عليه
بعد أربع سنوات تمكن جهاز الشاباك من الوصول إلى معلومات عنه، فبعد أن استطاع أن يتسلل إلى قطاع غزة عبر دائرة الأشخاص الأقرب إليه، لجأ إلى صديقه القيادي في حماس أسامة حماد قبل خمسة أشهر من اغتياله حيث آواه في منزله دون أن يعلم أحد. وكان "كمال حماد" -خال أسامة- يعمل عميلا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك)[بحاجة لمصدر]، فأخذ يُلمح لأسامة بإمكانية إعطائه جهاز تليفون محمول لاستخدامه، وكان كمال يأخذ المحمول ليوم أو يومين ثم يعيده، وقد إعتاد والد عياش الاتصال به عبر المحمول، وقد طلب عياش منه مراراً الاتصال على الهاتف المنزلي، وقد اتفق يحيى مع والده على الاتصال به صباح الجمعة على الهاتف المنزلي. وفي صباح يوم الجمعة 5 يناير 1996 اتصل العميل "كمال حماد" بأسامة وطلب منه فتح المحمول لأنه يريد الاتصال من إسرائيل واتضح أن خط هاتف البيت مقطوع، وفي الساعة التاسعة صباحاً اتصل والد يحيى على الهاتف المتنقل، وقد أبلغ أسامة أنه لم يستطع الاتصال على الهاتف المنزلي، وما كاد يحيى أن يمسك بالهاتف ويقول لوالده: "يا أبي لا تتصل على المحمول..." إلا إنفجر الهاتف به، وتبين فيما بعد أن عبوة ناسفة تزن 50 جراماً قد إنفجرت في الهاتف النقال."
إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرا للاعتراف بإعجابي وتقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى قدرة فائقة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع".. هكذا وصف شمعون رومح[3] أحد كبار العسكريين الاسرائيليين الفلسطيني يحيى عياش ولم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل، لكن وسائل الإعلام الاسرائيلية كلها شاركته الإعجاب حتى لقبته بـ: "الثعلب" و"الرجل ذو الألف وجه" و"العبقري". كما بلغ الهوس الصهيوني ذروته حين قال رئيس وزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست". وقال أيضًا: "لا أشك أن المهندس عياش يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يمثل خطرًا واضحًا على أمن إسرائيل واستقرارها"[4].
التعليقات (0)