مواضيع اليوم

الذكرى الثامنة لتدمير وكالة الأنباء اليمنية سبأ

زيد يحيى المحبشي

2019-05-22 22:22:45

0

 بقلم زيد يحيى المحبشي

23 مايو 2011 يوم اسود لن ينمحي من الذاكرة
في ذلك اليوم المشؤم كنت نائما بالمنزل على غير العادة وفي ال 11 ظهرا اتصل بي نائب مدير مركز بحوث وكالة سبأ طالبا الحضور لمراجعة دراسة لي عن رياح التغيير بمصر قبل النشر .. لم تمضي سوى نصف ساعة على وصولي الى المكتب بالطابق الرابع لأتفاجئ بانفجار الوضع بالحصبة واختراق إحدى الرصاصات النافذة .. صرخ أحد الزملاء انبطحوا  .. انسحبنا من المركز زحفا في قرابة الواحدة ظهرا الى الطابق الأرضي وبقينا تحت القصف حتى الثامنة والنصف بعد العشاء .. لم نكن نتوقع النجاة .. وبفضل الله وتدخل عدد من المشائخ والوجاهات الاجتماعية والسفير الأميركي تم السماح لنا بمغادرة مبنى الوكالة .. 73 صحفيا وصحفية ظلوا تحت القصف قرابة 8 ساعات ونصف بكل أنواع الأسلحة .. لم يكن معهم سوى أقلامهم وأربعة جنود فقط من حراسة البوابة، دون أي جريرة اقترفوها سوى شهية القتل والترويع لدى المعتدين .. انتهت حفلة الزار بمغادرة أخر زميل في التاسعة مساءا .. فكان هذا اليوم الأسود؛ اليوم الأخير في حياة الوكالة وأسرتها والتي كانت لحظتها تعيش عصرها الذهبي .. بعد ان ذاع صيتها في الافاق؛ وصارت لها علاقات تعاون مع كبريات الوكالات الاخبارية في العالم؛ وكانت مقصد الباحثين من كل المستويات وليس هذا فحسب بل وكانت تصنف في الترتيب الثاني عربيا .. 
ترى ما الذي تبقى منها بعد مرور ثمان سنوات عجاف؛ تعاقب على حكم صنعاء خمسة رؤساء وثلاث حكومات وتعاقب على حكم سبأ اربعة رؤساء تحرير؛ ثلاثة بصنعاء وواحد بعدن؛ كلهم فشلوا في إعادة الحياة إليها .. بل صارت الوكالة وكالتين؛ وكل منهما يغني على ليلاه؛ وأصبحت أسرتها إما مشردين أو حبيسي البيوت؛ باستثناء قلة قليلة لا يتجاوز عددهم بوكالة صنعاء كنموذج المئة بعد أن كان طاقمها يفوق الألف وخمسمائة موظف ..
 ثمان سنوات مرت لم تعد وكالة سبأ تحمل من رائحة هدهد سليمان الفواحة سوى الاسم والاسم فقط ..



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !