يُتهم المسلمون بحماية دينهم ومُعتقدهم بحدّ السيف ، رغم أن أغلبهم توقفوا ـ ومنذ زمن بعيد ـ حتى عن الدفاع عن أبسط حقوقهم في (الإحترام) !.. وهم يتعرّضون ـ وبشكل مُكثف ـ إلى هجمات شرسة تنتقص من شأنهم وشأن دينهم ، وتستهزأ بمعتقدهم كما لايُفعل بأي معتقد آخر على وجه الأرض ؟!..
لو لم يكن دين الإسلام دين حق ، لما إستنفذ المفكرون طاقاتهم (المحدودة) ، ولما تكبّد النقاد والباحثون كل ذلك العناء للبحث عن (ثغراتٍ) تثني من عزيمة مُريديه ومُعتنقيه ، وتقوّض مساعيهم وجهودهم ، وصبرهم على أذى العالم في صمت !.. لكن ولأن هذا الدّين عظيم ، فقد سخر الله له (خيرة أعدائه من المُحدّثين ، والفلاسفة ، والزنادقة) ، لينكفِئوا على دراسته وزيادة شهرته ولو بالقدح فيه ، وبمعارضة تعاليمه !.. فهم وإذ يُريدون التشكيك فيه ، فهم يدفعون البُسطاء والعامّة من الناس ، إلى الإهتداء بين ظلاميتهم إلى أنوار الحق !..
أرأيتم يا عُذالُ كيف أنكم عكس ما تظنون بأنفسكم من مكر ؟.. وبأنكم إذ تعتقدون بأنكم أكبر من خالقكم ـ الذي تُنكرونه وتحاولون نفي وجوده بالكفر برسالته إلى عباده ـ فأنتم تُعجزونه أن يُثبت ـ بإنكاركم له ـ حقيقة وجوده ، ويتكشف بين حروفكم الظلامية أمام (أولي الألباب) ؟!.. فهل ما زال إعتقادكم راسخا بأنكم من أولي الألباب ؟!..
(إن الدين لله) ، هي حقيقة يُدركها كل مُسلم ، ومن لم يُصدّقني فليسأل أي مسلم يُجاور مسيحي أويهودي على رقعة واحدة من الأرض !.. لأن ذاك المسلم يتعرض ـ يقينا ـ لضغوط ، ومُضايقات كبيرة منهما قصد إستفزازه ، وإجباره على تقديم تنازلاتٍ جمّة دفعا لتهمة (التطرف) عن نفسه ؟!..
لو كان المسلمون يحمون دينهم و(إلههم) حقا ، لما أقدم النصارى واليهود والمجوس والملحدين على إحراق المصاحف ، والتنكيل ببعض المسلمين أمام العالم في كل حين ؟!.. فما الذي يدفع كل أولئك إلى التكاتف والتعاضد والتحالف من أجل هدف واحد هو : النيل من الإسلام والمسلمين ؟!..
هي حقيقة أن الإسلام يدعوا إلى ضبط النفس تحت أشد الضغوط وأقساها ، ويدعوا إلى الصبر على الأذى !.. وحقيقة أنه يحمي هذا الإنسان ـ والكائن الضعيف أمام شهواته ونزواته ـ من نفسه ، بِحثّه على مقاومة إغراءاتها ، ورفض دعواتها إلى الفسوق والمُجون !..
الإسلام هو الذي يحمي المُسلمين وليس العكس ، لأنه يُهذب أخلاقهم ، فلا يَظلِمون ، ولا يعتدون ، ولا يزنون ، ولا يكذبون ، ولا يسرقون ، ولا يعيثون في الأرض فسادا .. وأن يُعاملوا الآخر بخلق حسن !.. الآخر بمفهوم الإسلام هو كل من لايُؤمن بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يعتدي بالسلاح على المسلمين وأراضيهم .. الإسلام يدعوا إلى كظم الغيظ ، والعفو ، والحلم على الكافرين والجاهلين ، رغم إعتداءاتهم ما لم تصل إلى حد الإعتداء الجسدي !..
هل بقي مجال للقول بأن المُسلمين هم مَن يقومون بحماية مُعتقدهم ، وليس مُعتقدهم هو مَن يحميهم من شرور أنفسهم في المقام الأول ، وحمايتهم من شرور الآخر الذي يُحاول ملأ (فراغه وإفلاسه الرّوحي) بـ (قلب الأدوار) ؟!.. مع أنه في كل ذلك ( لن يضُرّ الله شيئا) !.. وهو أيضا من حيث لايدري ، يرفع من شأن الإسلام والمسلمين ، ويدفع بأعداد كبيرة من الناس عبر العالم إلى التنقيب والبحث عن هذا الدين ، وأغلبهم يعتنقونه في النهاية !.. فـ (الله غالبٌ على أمره) وهو (على كل شيء قدير) ، ونحن الضعفاء مَن نحتاج إلى دعمه وعونه ، ونحتاج إلى حمايته !.
تاج الديــن | 28 . 05 . 2011
التعليقات (0)