الدين عامل تنموي وأكثر
في الدراسات الانثربولوجية يغيب عامل الدين كمحرك تنموي للاقتصاد في مختلف العصور ولا أعلم عن وجود دراسة تُثبت ذلك فقد يكون هناك دراسات لكنني اجهل وجودها أو تغيب عني بسبب كسلي فعدم توفر مجلات علمية ومؤسسية تدرس حالة المجتمع خصوصاً المجتمع العربي والتحولات التي عاشها وطُغيان السوشل ميديا جعل منا أشباه متعلمين وباحثين !
في قديم الزمان وتحديداً في العصر الجاهلي كان للدين الوثني آنذاك دور اقتصادي وتنموي فالمجتمع العربي وتحديداً مجتمع الجزيرة العربية استغل الأصنام ووجود البيت العتيق للدفع بالحركة الاقتصادية إلى الأمام ناهيك عن الدور الاجتماعي الذي لعبه وجود البيت العتيق بمكة وتأسيس الأحلاف القبلية وسيادة قُريش وطغيان نفوذها في تلك الحقبة التاريخية القديمة وبروز طبقة التجار والسادة والطبقات الدونية كالعبيد والجواري ..
أيضاً قد يكون للقدس دور مثلما كان لمكة فالنصرانية كانت بمثابة العامل الاقتصادي لتلك المدينة ولغيرها من المدن المرتبطة بذلك الدين، وبعيداً عن الخوض في تفاصيل دينية وانثربولوجية يكفي أن نسوق مثالين قريبين من الذهن الأول الحج فتلك الشعيرة ذات الثقل الروحي تعد من العوامل الاقتصادية للدين فالحجاج ينفقون الكثير في تلك الرحلة وذلك الإنفاق ينعكس على الدولة المستضيفة تنموياً، أيضاً زوار المزارات الشيعية بالعراق ينفقون الأموال وهذا الإنفاق يساهم في الحراك التنموي إذا تم استغلاله بشكلِ صحيح، الدين ليس عاملاً روحياً فقط بل قد يستخدم لتحقيق وحدة سياسية أو إيقاف صراع دموي بين قبائل متعددة، هو عاملُ تنموي ونهضوي وخالق مجتمعات متجانسة فيما بينها وإن كانت من قبل مختلفة، الدين أيديولوجيا ذات أبعاد مختلفة فهو ينهض بالأمم ويوحد صفوفها وينعش اقتصادها ويضع الأمم أمام العقل والمنطق،و يتسأل البعض كيف يكون الإسلام دينُ ذو ابعادِ مختلفة!
الجواب ببساطة الإسلام دين الأبعاد المختلفة فمنافعه لا تعد ولا تحصى لكنه بفعل عدة عوامل أصبح دين تعبدي داخل أسوار المساجد وفي اوقات معينة! وهذا الذي قتل الروح الحقيقية للدين، لا يمكن للأمة أن تنهض وهي تقرأ الدين وفق فهم معين أو تتحسر على الماضي وأين كان المسلمين؟
الإسلام صالحُ لكل زمانِ ومكان لكن صلاحه مرتبطُ بصلاح من يعتنقه! وهذه هي الحقيقة فعندما تتوسع دائرة الاختلاف وتتشعب الفتاوى ويدخل في الفقه من لافقه له يصبح ذلك الدين عبء على الجيل الجديد ولقد رأينا أبناء مسلمين اعتنقوا الإلحاد والسبب العقل الذي لم يفهم الإسلام على حقيقته!
لكي يكون الدين عامل تنموي وأكثر من ذلك علينا أن نفهم الدين وغايته عند ذلك سنستفيد منه كعامل تنموي ونهضوي وروحي أيضاً.
التعليقات (0)