الدين:
خطاب هداية فوق الزمان والمكان ليس فية اكراه ولا يملك اداة أكراه فهو يأمر ولا يكره... وهو ينهى ولا يمنع .! وظيفته يحي غفوة الضمير وينمي القناعات الخيرة في الانسان,والدين موجود قبل الدولة ومع الدولة وباقي بعد الدولة , الدين يعرض رؤية للحياة والموت والكون ويرسخ القيم والاخلاق ، الدين لايعرف الحدود الجغرافية او العرقية او المذهبية, وهو يدعو للانفتاح والعلم والانسانية والتعارف والتعايش الدين يتعلق بالضمير والوجدان والفطرة يدعو للسلام والمحبة ونبذ الكراهية واعلاء كلمة الله العليا وهي الحرية ويحارب كلمة الذين كفروا(الاكراه) ومن شاء فلؤمن ومن شاء فليكفر، الدين هو اسلام وايمان , اسلام وهي اراده حره وسلوك واعي اما الايمان فهو فعالية المؤمن في عكس تصوراته على الارض سلوكا وحركة حتى يأمنه الناس على انفسهم واعراضهم واموالهم
الدولة:
كيان اعتباري فيه خصائص ومواصفات ومزايات تظهر بمواصفاتها كالعلم والاسم والجيش فنحن نرى سيارة شرطة فنعرف انها دولة ولا يوجد رجل اسمه دولة يمشي بالشارع, الدولة تعكس منظومة المجتمع ثقافيا وتمثل ارادة تطلعات الجميع ككل مهما كان ومهما دان,هي تلك السيادة فوق بقعة جغرافية بعينها وقد تنقرض الدولة لكن الدين باق موجود, هي تلك القوانين والدساتيير التي يتفق عليها الجميع ، وهي ماتسمى اليوم ربما بالمنظومة التشريعية.. مثل دولة الامويين او العباسيين او الفاطميين..!
السلطة:
اداة تنفيذ فقط هي من تملك اداة اكراه فتمنع بقوة السيف وتسمح بقوة القانون والدستور, وضيفتها تحمي الدولة من اخطار الخارج وتنظم المجتمع من الداخل هي الشرطة والجيش والامن وهي ما تسمى اليوم بالسلطة التنفيذية، قد تموت السلطة او تنهار لكن هذا لايعني موت او انهيار الدولة فالدولة ابقى من السلطة
وبما ان الدولة كيان اعتباري لايصح بحال تعلق الدين بها وبتالي لاوجود -شرعي – لمايسمى دولة اسلامية او حتى دولة غير اسلامية ,لأن الدين خطاب والدولة كيان ولأن الدين مكون- من - مكونات المجتمع الثقافية وبتالي المجتمع بكليتهِ هو من يصبغ الدولة بقوانين ودساتير يتفق عليها الجميع وهذه هي طبيعة العلاقة بين الدين والدولة فهو مكون ثقافي للمجتمع,فالدولة تعكس ذالك الخليط من ثقافة المجتمع وفق نظام المواطنة الذي يساوي الجميع تحت القانون وتحت منظومة القضاء, الدولة تعكس تطلعات تلك الفسيفساء الجميلة من العرف والواقع والتقاليد والمصالح والاداب والاخلاق وايضا الدين في جوانبه الحركية العامه التي تخص الشأن العام وليس الشعائر التعبدية التي تمس شريحة معينة من المجتمع, أما الجانب التشريعي في الدين المتعلق بنظام الأسرة فهو نظام إنساني ثقافي تتبناه الدولة من هذا الوجه مثل منع نكاح المحارم ،ومنع العلاقات الجنسية الإباحية المثلية بين الذكور والذكور ، والإناث والإناث..، وتضبط الأبوة والأمومة والبنوة والزواج...، وهذا الأمر إنساني مقبول من كل المجتمعات، فمن كان متديناً يلتزم به تديناً ويضيف له الالتزام القانوني، ومن كان غير متدين يلتزم به قانوناً فقط، والنتيجة كل المواطنين أمام القانون سواء، وهذا ما يسمى دولة القانون والمدنية والمؤسساتية،
وعلية لاتصح مقولة الاسلام دين ودولة او القران دستورنا لأن الدين هو بالنهاية خطاب يوجه ولا يكره ويضبط ولا يستبد , كما ان مقولة القران دستورنا لاتصح ايضا لأن الدستور متغيير دائما يصنعة المجتمع في حين القران خطوط عريضة ثابتة لاتتبدل لأنه مفاهيم كلية عامة انسانية للناس جميعا,
وبذالك نصل الىنتيجة مفادها ان الدولة لا تندمج اندماجا تاما بالدين لأنها ستكون دولة استبداد لأنها ستفرض تصوراتها بأداة عنف وهذا يتناقض مع ( لا اكراه في الدين) لأن الدولة ساعتئذ ستكره النساء على ارتداد الحجاب في حين ان الدين لاأكراه فية ولو فعلت ذلك من منطلق دستوري او قانوني باعتبارهما انعكاس لثقافة المجتمع فلابأس ولكن لاتستطيع الدولة الدينية ان تكرة الفتيات على الحجاب وتقول انا دولة شرعية وآخد قوانيني وشرعيتي من الدين لأن الدين يمنع الحجاب نعم لكن وسيلته الوحيدة بذالك هي الاقناع والضمير والوجدان وليس شرطة الدولة..! وفي هذا ملحظ وفرق دقيق..!
ومن جانب اخر هذا ايضا لايعني فصل الدين عن الدولة تماما لأن الدولة ساعتئذ ستفقد قيمتها من الهداية والاخلاق والانسانية والضمير والوجدان كما ان المواطنين سيلتزمون بقيم الدولة قانونا فقط وليس وجدانا ودينا وهذا يعني في حالة غياب القانون لساعات معدودة ستكون كوارث اجتماعية من اغتصاب وقتل وكذالك زلازل اقتصادية مثل السطو المسلح والسرقات وغياب الامن,
اذن الصواب في علاقة الدين بالدولة هو لافصل ولا اندماج بل علاق جدلية فالدين يحاول تقليل اداة الاكراه التي تملكها الدولة الى اقصى حد ممكن لأن الدين يركز على دعم القناعات ويحاول ظبط المجتمع بالضمير الوجداني من الداخل. في حين ان الدولة تركز على العنف والقوة والاكراه ضد اي مخالف يتعدى حدودة وهي كما تلاحظ تركز على المظاهر ولا تهتم بقناعاتة فهي قد تجلده لأنه شرب الخمر لكن لايهمها بعد ذالك ان شرب خلسة او غير قناعاته فهذا ليس من شأنها.! وعلية الدولة هي من يجب ان تقترب من الدين وليس العكس فكلما قللت الدولة قوانينها وقللت استخدامها للعنف وركزت على المنع بالاقناع هذا يعني انها تقترب من الدين ويتحول المجتمع الى منظومة تقود نفسها بنفسها بسلطة الضمير وليس بسلطة الشرطة او الامن المركزي ,
وهذا يجرنا الى العلاقة بين الدين من جانب والسلطة كأداة تنفيذ بقوة الاكراه مثل جيش او شرطة , فالشعب اذا اضطهد واستعبد بالقوة وبالاكراه ثم قيل له هذا بأسم الدين ونستمد شرعيتنا بالظرب والسياط والجلد والقتل من الدين افترض ان الشعب سيكون بعد هذا واعيا ان لا اكراه ولا سلطة عنف في الدين , وان هذا هو فرعون من يحكم وليس دين وان لبس العمامه وقال انني يوحى إلي..!
وعليه تكون الديمقراطية او الجمهورية او الدستورية او البرلمانية هي آليات تقنية لأدارة الدولة او هي مناخ لقيادة وللحكم وهي قابلة للتحديث بما يناسب تطلعات المجتمع كما انها ليست دين جديد يكفر من يتبناه او يطبقة او رجس من عمل الشيطان كم يقول بهذا بعض المتأسلفيين..!
مدونة حرر عقلك
التعليقات (0)