أعجبني تعليقٌ لمدونٍ أحترمه جداً ، رغم خرجاته المُناهضة للأديان بصفة عامة ، وللإسلام والمسلمين بصفة خاصة ، يقول المدون في رده على تعليقي على موضوع (ربع سكان العالم مسلمين):
(اهلا اخ تاج الدين، اين هو انتشار الاسلام في اوربا؟ هل ان اعلان اسلام مغنية او راقصة والذي لا يمثل واحد من ثلاثة مئة مليون، يسمى انتشارا؟ زيادة اعداد المسلمين في اوربا هو شيء طبيعي خلال النصف قرن الماضي نتيجة الهجرة واللجوء ونتيجة المواليد العالية لابناء المسلمين في اوربا، اما اعتناق الاوربيين للاسلام فهذا لا يمثل الا نسبة ضئيلة جدا جدا، اما اتهامك لاوربا بالتكتم على نسب الداخلين في الاسلام فهذا غير صحيح، كل ما في الامر ان الاوربيين لا يهتمون بالدين ولا يدرجوه لا في البطاقة ولا في جواز السفر ولا يسالك اي مسؤول في اوربا ـ ماهو دينك ـ لان الدين عبارة عن علاقة شخصية ونتمنى ان تكون هي كذلك بالنسبة لكم، معظم الذين يرثون الاشياء عن ابائهم راضون وليس المسلمون فقط. اما قولك دين الفطرة فهذا غير صحيح فالمعروف ان الانسان يولد بدون دين واهله هم من يدينانه فيؤسلماه او يهوداه او يكثلكاه او يمجساه او يبوذاه وهكذا. ولو ولدت انت في الصين لربما اصبحت بوذيا، اما التشكيك والوسوسة كما يحلو لكم ان تحقروا الكلمات، فهذا ما يحدث الان ولا مفر منه، وبنظرة عامة في الانترنيت يظهر لديك مدى شك الناس في الاسلام، اطلع على الاراء على هذا الموضوع في bbc وسوف تعرف مدى نضج الذي اصاب عقول الناس، خالص تحياتي)...
كلام جميل لو كان واقعاً مُعاشاً أن يحيا الناسُ جميعاً بأمان واطمئنان ، ويُمارسون طقوسهم دون تدخلٍ من أحد ، أو دون إستفزازٍ من أحد ، أو دون إستقصادٍ لدياناتهم ونعتها بشتى أصناف البذائة ، وأستغرب أن يكون المتحدث بالتعليق أعلاه نفسه من لايُفوت فرصة للهجوم على الإسلام والمسلمين..!
وأقول للأخ هنا أنه مادام يعيش بأوربا فلم لايتعلم من الأوروبيين حسن السلوك الذي نقله هنا ؟ .. ولماذا لايتعلم منهم أن الدين عبارة عن علاقة شخصية ؟ ..وأن العلاقات الشخصية (مقدسة) لايجدر بالآخر التدخل فيها بحكم الحريات الفردية للأشخاص ؟
وأريد أن أوضح هنا نقطة أعرف أنها محل تساؤل وهي أن المسلمين يُكفِّرون كل من سواهم من الديانات الأخرى ، وهذا إدعاءٌ باطل ، وبالعودة إلى القرآن الكريم نجد أن جميع آيات القتال التي جاءت فيه هي آيات دفاعية ، لاتدعوا أبدا إلى محاربة من تدينوا بغير دين الإسلام مالم يكونوا سباقين للإعتداء ، والله منح البشر حرية التدين بما شاؤوا بعدما بيّن لهم سُبُل الهدى والحق ، وسبل الغيِّ والباطل ، وهذه هي سماحة الإسلام الحقيقي ، وقد أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل الأرض لن يؤمنوا ولو حرص على ذلك .
أتمنى في الختام أن نضع جميعاً حداً للتطاول على الأديان والعقائد حتى ولو كانت إلحادية ولاإيمانية لأنها جميعا علاقات شخصية ، فهل يرضى أحدٌ أن أتدخل في علاقته الشخصية بينه وبين زوجته ، أو حبيبته ، أو عشيقته ؟ لا أعتقد ذلك ... وكذلك الشأن بالنسبة لعلاقة المُتدين بدينه.
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)