حوار هاديء .. و افكار ديموقراطية ...
الديموقراطية :-
تمهيد و توطئة :
الديمقراطية كلمة حالمة يعشقها من لا يعرف معناها و يستميت في الدفاع عنها ادعياء الفكر و المعرفة . فهي كمصطلح سياسي مركبة من اصل و منبع اغريقي , لم يطبق على كل شعب اليونان بل في اثينا , انتهت كنظام , و بقي من نظامهم معناها الاغريقي اللاتيني . ( ديمو= شعب , قراطي = حكم ) اي حكم الشعب . ( تحامل مقصود )
جذور تاريخية :
الصراع الطبقي الاثيني ( اثينا ) النخبوي بين( ميتافيزيقية) زعامات اتباع زيوس .
محطات تاريخية :
بعد انهيار الامبراطورية اليونانية وقيام الامبراطورية الرومانية انتهى الحكم الديمقراطي على صورته اليونانية او الاثينية الى يومنا هذا فانتهت صوره و اشكاله , و لم يبق منه الا الكلمة الاغريقية التي ظهرت فيما بعد في عصر الترجمات اللاحقة .
مراحل تاريخية :
العصر اليوناني , تمثلت الديمقراطية اليونانية بثلاث طبقات بمجالس حكم تشريعية مكونة من : مجلس شيوخ و جمعية شعبية و فريق بينهما مجلس الشورى .
العصر الروماني , ظهور القوانين و النظم و احكامها بتشريعات و مراسيم امبراطورية
استبدادية يسانده فيها مجالس تشريعية .
العصور الوسطى , تميزت بوجود ملوك و عائلات ذات حكم ارستقراطي ( حكم الافضل) و
رجال الدين ( الاكليروس ) مع سيادة النظام الاقطاعي الذي ظهر فيه نظام الاقنان , ( نظام عبودية يعني ان السيد الذي يملك الارض يملكها بما فيها من بشر ) .
العصر الحديث , عصر الثورات ( الثورة الصناعية, الثورة الفرنسية و عصر التنوير )
ثورة الاعيان و النبلاء - الماجناكارتا ( الوثيقة العظمى ) في انجلترا .
الثورة على الكنيسة و نظام الاقطاع , ( ظهور حركات التجديد الديني - البروتستانت )
الثورة الصناعية والاتحادات و النقابات العمالية و ما تبعها من ثورات اجتماعية .
الثورية الفرنسية و مطالبها التاريخية ( وحدة , حرية و مساواة ) ظهور فكرة المواطنة و
الدساتير .
الثورة التنويرية التي هي امتداد لافكار فلاسفة القرون الوسطى ( القديس اوغسطينوس و توما الاكويني و غيرهما ) و ظهور الفلاسفة المجددين التنويريين خصوصا في المانيا و التوسع في افتتاح الجامعات و انتشار المستعمرات كاسواق و كمصادر للمواد الاولية مما ادى الى وفرة الانتاج و توسع الانشطة الاقتصادية و تنوع ثقافي و فكري و نشوب نزاعات مسلحة وتصارع بين المفاهيم , انجلوسكسونية . شعارات خاوية من مضامينها في المنظومة الفرانكفونية . و ظهور القوميات و نظام الدولة الحديثة . والتوسع في العلوم الانسانية و العلوم التجريبية و التطبيقية و الثورة العلمية و اخرها ثورة المعلومات .
اركان الديمقراطية :
تشريع غوغائي ديموغوجي ( نابع من فلسفات نفعية ) تسيره الوجاركية ( الاغنياء ) متعاونة مع تكنوقراطية ( الصناعيين ) بادوات بيروقراطية ( نظم ادارية ) تخدم طبقة ارستقراطية عن طريق ورقة الاقتراع .
ادوات الديمقراطية :
1 - ليبرالية فردية مطلقة بغطاء ( علماني - الوجودية المادية ).
2 - نظام راسمالي قاعدته الفائدة ( ريع المال ) .
3 - الانفصال عن القيم ( الدين , الاخلاق , التقاليد و الموروثات الثقافية )
3 - خلق اله افيوني عقلي قوامه المنفعة .
تحديات و اشكاليات في مواجهة الديمقراطية :
1- اشكاليات الحرية
2- السلوك الانساني و الضمير الاجتماعي العام .
3- الرقابة القانونية الدستورية و تنازع المصالح .
4- الارادة بين الاطلاق و التقييد .
5 - الاخلاق و الفلسفات الجمالية .
6- مفهوم الشعب و المواطنة و الانسانية .
7 - مفهوم الدولة و تنازع السلطات
8 - استبداد الاكثرية و استئثارها بالقرارات . ( حكم البروليتاريا )
الاسلام و الديمقراطية :
النظام الاسلامي , نظام ديني الهي يسلم المرء فيه امره لله انقيادا و اتباعا لتعاليمه بكامل ارادته و ينبثق عن الاسلام نظم ( عبادات و معاملات و عقائد ) و قواعد توجه الانسان في توجهه الى ربه و في علاقاته مع الاخرين , لنيل رضى الله و محبته حمدا و شكورا و تجنبا لغضبه و عقوبته , لما ينفع الناس في الدنيا و الاخرة . فلا خيرة للمرء فيما صدر فيه حكم الله من شرع فلا تبديل لاوامر الله و نواهيه لانقطاع الوحي بموت سيدنا محمد.
و من اوامر الله سبحانه و تعالى ان نمتثل لما جاء به رسوله الكريم , محمد بن عبدالله , عليه الصلاة و السلام ( من قول او فعل او تقرير ) .
كما امرنا سبحانه و تعالى باتباع اولي الامر , فيما لا يخالف شرع الله و لا يخالف هدي نبيه الكريم , في القضايا التي تثور ( زمانا او مكانا ) ولم يذكرها القران الكريم و لا الاحاديث النبوية الشريفه .
يظن البعض ان نظام الشورى هو نظام ديمقراطي اسلامي , و ان الاسلام جاء بهذه الفكرة في " و امرهم شورى بينهم " ارى وجود خلط بين الالية الديمقراطية ( صندوق الانتخاب ) و الراي القائم على اهل الحل ( مجلس الشورى ) و ما يطلق عليه اصحاب الخبرة و الفكر و العلم ( من شتى التخصصات ) و هم اهل المشورة .
خلاصة :
الديمقراطية , نظام حكم يسعى الى تحكيم العقل باعتماد حرية الفرد الذي يشكل وحدة بناء
المجتمع بانفصال عن قيم دينية او اخلاقية . و تختلف مفاهيم النظم السياسية الحالية في الغرب معقل نظام الديمقراطية عن بعضها . فديمقراطية الحكم في بريطانيا تختلف عن امريكا و كذلك الحال في الدول الاخرى . لاسباب تاريخية و موضوعية . ليست الديمقراطية شرا مطلقا لتلك الشعوب التي لا تؤمن باله . لكنها من اكبر الشرور على الامم المتدينة , فهي تلغي اهم مرتكز من الوجود الانساني فكرة الخالق الاله الموجد , و الذي بيده وحدة حق التشريع و له العبادة و الانقياد .و وجود شريعة تغاير شرع الله او تتفق معه ( مهما كان مصدرها - او منشأها ؟,عقلية او نفعية موضوعية او مادية ) انما هو اشراك بالله .
ملاحظة : هذه عجالة , اعلم انها لا تغني . لكنها في مقال . لمن اراد المزيد .. عليه بالبحث و المراجع عديدة ولدي المراجع التي تفيده باذن الله . .
بقلم : سمير محمود .
التعليقات (0)