مواضيع اليوم

الديمقراطيه والانتخابات تجربه رائعه ولكن..

صادق البصري

2009-10-10 05:15:13

0


الديمقراطيه والانتخابات تجربه رائعه ولكن..

 

( ليس من عائق أمام حرية الانسان غير خوفه وغبائه)سارتر>..

مائة يوم تفصلنا عن موعد الانتخابات التشريعيةالقادمه ، وبالمجمل إن فكرة الديمقراطية والانتخابات تعتبر عصارة الفكر الإنساني المتطلع للعدالة في تولي السلطه، باختيارالانسان هو وليس أحدا غيره ،وجاءت تلك الفكرة بعد معانات ونضال وتجارب مريرة من الظلم والاستبداد والحروب التي كانت سائده في المجتمعات الغربية آنذاك، بمعنى إن هذه الممارسة تتيح للإنسان السوي الذي يعيش على هذه الأرض كائن من يكون في أن يختارمصيره بنفسه وفيمن يحكمه، ومن يثق به كمعبر عن أمنياته وتطلعاته واحتياجاته،ويكون لسان حاله في مؤسسات ألدوله التي يفترض أنها ديمقراطيه وتخضع لقوانينها..وعلى قاعدة أن الإنسان غير معصوم عن الخطأ  ولايمكن له ان يكون مثاليا بكل حال من الأحوال ، حتى وأن ارتدى ثياب العفة والصلاح والرهبنة ، يبقى إنسان تحكمه نوازعه ورغباته وأناه ،وهذا ما أثبتته علوم النفس و الاجتماع وتلك الحقائق المثبتة، تدرس في اغلب جامعات العالم كمناهج ،ومن هذا المنطلق جاءت الديمقراطية كمنهج حكم حضاري يؤسس للحقوق والواجبات ، ويعتمد المواطنة كمعيار بين إفراد المجتمع مدعومة برقابه صارمة يتبناها برلمان الشعب المنتخب المعبر عن صوت الشعب والمتوثب للحد من ممارسة استغلال السلطة وكبح جماحها وترجيح كفة ميزان مظالم الناس، إذا ما ارتكبت الحكومة مخالفه دستوريه أو حادت عن برامجها التي وعدت جماهيرها بتنفيذها، ولنا في حكومات مجتمعاتنا أسوه سيئة في انفراد الحاكم في السلطة وتماديه في استخدام سلطته حتى لو اقتضى الأمر إبادة المجتمع؛ أو تفقيره إلى الحد الذي يسهل السيطرة عليه وحكمه بالحديد والنار،ولا يبرح الحاكم في ممالكنا وجمهورياتنا كرسي السلطة إلا بالموت أو الانقلاب على حكمه، وكم من دوله استبداديه في منطقتنا ينطبق عليها هذا الوصف والامثله كثيرة .. وتبقى الدول المتقدمة تفخر بتجربة الديمقراطية وتعتبرها نتاج حضاري ابتكره عقل الإنسان لينعم بالعدالة ونيل حقوق مواطنته وتسيد سلطة القانون .. كان للعراق تجربه ديمقراطيه وليده في خمسينيات القرن الماضي وتحديدا العهد الملكي، إذ كان برلمان ناشئ متنوع وقانون للأحزاب وصحافه حرة ومعارضه، وحكومة تقال بمجرد أن تخفق في برامجها ،وهذا ما يؤشر إن للديمقراطية في العراق بذور وأن كانت لم تجد التربة الخصبة لنموها ورعايتها ،لكثرة الانقلابات والصراع الدموي المحموم على السلطة آنذاك ..بعد نيسان 2003وتداعياته كان من المفترض أن يؤسس لديمقراطيه حقيقية بعد ديكتاتورية الحزب الواحد والرئيس الأوحد ، وانتظرنا أن يزول ضباب تلك المرحلة حتى نعرف ماذا يحدث بالضبط!! وإذا بأحزاب عشائرية وصحافه متملقه لشخوص سياسيه ، ونبره أحزاب طائفيه محمومة تخون كل من لايرفع شعاراتها وينضوي تحت لوائها،حيث حيدت تلك الأحزاب مفهوم الديمقراطية وتطبيقاتها إلى لد يمقراطيه دون طائفيه !!وانطلت على معظم الناخبين تلك ألخدعه التي صيغت بمكر من يتكلم بالديمقراطية حسب مزاج مصالحه ومن ورائها مكاسبه ،تجمعات مناف ظاهرها أحزاب سياسيه وباطنها تكتلات عشائرية يجمعها هدف التسلط بأي ثمن، ومن ثم تمرير ما تؤمن به من ثوابت لاتقبل الجدل ،وسنه بقوانين ليصبح نافذا خدمه لمشاريعها التي لانعرف إلى أي مدى ممكن تطبيقها على العراقيين ،وعلى مبدأجئنا لنبقى ، ووفق مفهوم كهذا تمت انتخابات 2005وصعد للسلطة من هو غير مؤهل لتولي السلطة وبقوائم مغلقه لايعرف فيها من هو المرشح ومن انتخبنا؟، ودفعنا ثمن صعود هؤلاء الاشباح للسلطة ،دما وأرواح وشرذمه أجتماعيه، بسبب محسوبياتهم وجهلهم بالواقع الأمني والاداري للعراق , ،وسرقات بالمليارات في مهرجان فسادهم الإداري والمالي ،وانعدام شبه تام للخدمات ..ونبقى ندفع ثمن بقائهم في السلطة مادمنا نجهل إن الديمقراطية تتناقض مع أي شكل من إشكال الطائفية ،وثبت للقاصي والداني إن بقاء تولي من مثل هؤلاء الطائفيين للسلطة يعني استمرار المعانات ومن سيء إلى الأسوء..الأشهر المتبقية على الانتخابات لاتعني شيء بعمر الزمن المتوقف عندنا، لكنها فرصه للاستماع إلى صوت العقل والمنطق في اختيارنا لا إلى انتماءاتنا الطائفية ..مع إنني غير متفائل بأن تكتلات الأحزاب الدينية سوف تذعن لنتيجة الانتخابات القادمة إذا ما هي فشلت فيها أو أنها لم تحصل على أصوات تؤهلها للصدارة كما في السابق،ونتيجه لذلك ستبدأ النزاعات من داخلها وتنعكس أثارها امنيا على حياة الناس ومستقبلهم ،إلا إن الديمقراطية والانتخابات تبقى تجربه رائعة إذا ما كانت نزيهة وشفافة وفي بيئة واعية لحقوقها وواجباتها، بدون محرفين لأهدافها أومستغلين لاسمها ممن لا يؤمنون بمضامينها وثوابتها.

 

......................................................................................صادق البصري

9/10/2009

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !