الديمقراطية على الطريقة المصرية
سحل فتاة بالمترو لإقناعها بمرشح رئاسي
مع اقتراب جولة الإعادة بين مرشحى الرئاسة الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق ,تسود حالة من التخبط داخل أروقة الشارع المصرى الذي انقسم بين مؤيد لمرسى ومعارض لشفيق والعكس, وبين مقاطع لانتخابات ومؤيد لها، والمشكلة ليست في الانقسام ،فالخلاف كما هو معروف لا يفسد للود قضية ..
ولكن لأن مجتمعنا يؤمن بديمقراطية الصراخ فقد استمات كل فريق في إقناع الآخر بمرشحه أو موقفه.. ولا مانع إن احتاج الأمر لاستخدام القوة واستعراض العضلات فى محاولة الإقناع التي عادة ما تبدأ بكلمة فصرخة فركلة فشجار..
خناقة حريم
استقلت مجموعة من الفتيات عربة السيدات بمترو الأنفاق وتحديدا من محطة منشية الصدر , من حزمة الكتب التى بأيديهن تستطيع أن تتنبا بأنهن من "طالبات الجامعة " , تناثرت الفتيات على المقاعد الخالية بالعربة ودار حوار بين فتاتين منهما إحداهما تحاول إقناع الأخرى باختيار شفيق كمرشح للرئاسة , في البداية بدأت تسرد لها ما ينفرها ويخيفها من اختيار مرشح الإخوان , ثم بدأت نبرة صوتها تتعالى وتزداد حدة ..على إثر ذلك تدخلت إحدى الفتيات المؤيدات لمرسى فى الحديث وبدأت في سرد ما يدين شفيق وتصفه بمرشح الفلول , وفجأة بدأ الصراخ وانهالت كل منهما بوابل من الألفاظ الجارحة على رأس الأخرى ، وبعد أن كانت كل منهن تحاول نصرة مرشحها بلعن المرشح الآخر تحولت لعناتها وسبابها لمؤيديه ثم لصديقتها التي تخالفها الرأى ، وتحولت العربة لما يشبه حلبة صراع الثيران.. وتطايرت "الإيشاربات" وانكشفت الرؤوس لتمسك إحداهن بشعر الأخرى فى محاولة منها لسحلها على أرضية المترو وسط محاولات ضعيفة من الراكبات للفصل بينهما , استمرت الخناقة عدة دقائق مرت طويلة وكأنها ساعات ولم ينهِ الصراع سوى وصول المترو للمحطة التالية فأسرعت الفتاة المسحولة بالفكاك وهي تحاول إعادة هندامها لما كان عليه والأخرى ترمقها بنظرات شرسة وكأنها بهذه العلقة الساخنة لم تشف غليلها بعد منها ومن مرشحها..
وللرجال نصيب
وليست المشادات والاشتباكات بسبب مرشحى الرئاسة مقتصرة فقط على الحريم دون الرجال.. ففى محطة كوبرى القبة تواجدت على رصيفى المحطة ظهر الأحد الماضي مجموعة من الفتيات المنتقبات ومجموعة من شباب الإخوان يقومون بتوزيع منشورات تحمل صور الشهداء وتحذر من انتخاب الفلول .
وبنفس الطريقة السابقة نشب شجار على رصيف القطار المتوجه إلى المرج بين مجموعة من الرجال مؤيدى شفيق من ناحية وبين وشباب الإخوان ومؤيديهم من ناحية أخرى، ولأن أبطال الشجار من الرجال فقد انتهى بتبادل اللكمات بين الفريقين دون أن يتصاعد للرؤؤس ويمتد لشد الشعور..
سواق الأوتوبيس
لم تتوقف اللكمات عند حدود مترو الانفاق, بل امتدت إلى الأتوبيسات العامة ففى أحد خطوط شركة النقل العام المتجه إلى حى مدينة نصر دارت "خناقة" جديدة بين مؤيدى المرشحين , وصف خلاله مؤيدو شفيق الاخوان بالكاذبون والطامعون فى السلطة وأصحاب المصلحة , بينما وصف مؤيدو الإخوان الفريق شفيق بمرشح الفلول والمسئول عن مذبحة الجمل وبأنه سيسجن جميع المصريين ويقمع الثوار فى حالة وصوله للسلطة ..
وكالعادة تطور النقاش إلى اشتباك بالأيدى وتبادل السباب واللكمات ولم ينته إلا بتدخل السائق الذي أوقف الأوتوبيس وهدد بعدم استكمال السير , ومع ذلك استمرت الخناقة وإن خفتت حدتها ولم ينتهِ الاشتباك إلا بنزول مؤيد شفيق من الأوتوبيس!!
التعليقات (0)