في الفقرات التالية سأقدم قراءة لخبرين نقلتهما وسائل الإعلام المحلية في محاولة لكشف الوجه الحقيقي للديمقراطية التي قدمتها الحكومة ويدعي المواطن الاردني عدم وجودها مما قد يشكل اسهاما في الكشف عن نوع جديد من الديمقراطية يمكن ان نقدمه للعالم كاختراع محلي غير مسبوق .
أولا فيما يتعلق بالوثيقة التي قدمها احد أحزاب المعارضة والتي تضمنت سبعين ألف اسم لأشخاص وهميين وبأرقام وطنية وهمية شاركوا في عملية انتخاب اعضاء مجلس النواب في عمان والزرقاء, فان ذلك يظهر أن الديمقراطية قد تم اغتصابها ومواقعتها بشكل غير شرعي ما لا يقل عن سبعين ألف مرة عبر من سأطلق عليهم مصطلح المواطنين الوهمي , وان المواطن الأردني الحقيقي الذي ترى الحكومة بأنه ما يزال غير مؤهل لاختيار عروسه "الديمقراطية" عبر اختيار قانون الانتخاب قد تمت خيانته .
نتيجة الاغتصاب كانت ولادة مولود غير شرعي لا يمثل المواطن الاردني الحقيقي, المولود غير الشرعي هو مجموعة من اعضاء البرلمان الذين سيظهر اختبار الحمض النووي (DNA) في حال تم اجرائه أن دمهم وجيناتهم اقرب لدم وجينات الحكومة ومواطنيها الوهميين.
المعنى الأعمق والاهم لذلك الحدث فيما يتعلق بالديمقراطية الأردنية كما طبقتها الحكومة الحالية وحكومات سابقة وفيما يتعلق أيضا بالمهام التي تمارسها الحكومة بالإضافة إلى مهامها المنصوص عليها بالدستور هو أن الحكومة إن لم تكن راضية عن توجهات المواطنين يمكن أن تلغيهم وتخترع مواطنين غيرهم "تحبهم ويحبونها" ولا يخافون في ارضائها "لومة لائم" فيما يشبه مفهوم ألوهية الحكومة الذي سبقته حالات مشابهة في حكومات شهدتها البشرية في بداية التاريخ الإنساني وقبل نشوء الحضارة .
الخبر الثاني وهو على علاقة بالخبر الأول يتعلق بالهجوم الذي تتعرض له المعارضة والمواطنين الحقيقيين والإعلام من قبل بعض اعضاء مجلس النواب "المولود غير الشرعي" للحكومة والذي يحمل جيناتها وملامحها ,إذ أشارت العديد من التقارير إلى مهاجمة العديد من أعضاء وقيادات البرلمان لتلك الأطراف الدخيلة (المعارضة والإعلام والمواطن وجميعها في الواقع تمثل فئة واحدة فالمعارضة والإعلام من المواطنين الحقيقيين) . وأشارت التصريحات المنقولة عن احد قيادات البرلمان إلى انه سيكون ضد المسيرات إن كانت غايتها رحيل الحكومة أو حل البرلمان.المعنى الضمني للتصريحات أن المسيرات قد يؤيدها البرلمان إن كانت غاياتها مشروعة "كممارسة رياضة المشي مثلا" أو السير خلف الجنائز.
ليس من الغريب أن يدافع المولود عن والده الحقيقي الذي يعرف أبوته له. ولكن الغريب ان لا يعلن الاب المزعوم برائته من الابن الذي ينسب اليه زورا ويمكن القيام بذلك عبر اعلان البراءة بشكل علني .
الديمقراطية الوهمية تتطلب بالضرورة مواطن وهمي ,ويستمر المواطن الحقيقي بالمطالبة بديمقراطية حقيقية , ما زالت الحكومة التي تمارس الوصاية عليه ترى انه ليس جديرا بها .
يناير/2011
التعليقات (0)