الديماجوجيه في مصر ..
هل تحكم مصر الديماجوجيه ..؟
أو بمعني آخر هل تتحكم الديماجوجيه في المصريين ..؟
وهل الغوغائيه هي سلوك المصريين في قادم الأيام ..؟
وهل اللعب علي الأوتار العاطفيه للبسطاء أصبح حرفه للإنتقام والتشفي وإكتساب نفوذ والتعدي علي ممتلكات وأرواح الغير ..؟
وهل بالديماجوجيه تتحقق الأهداف المشبوهه ..؟
أين تتجه السفينه المصريه المحمله بثمانين مليونا ونيف في بحر متلاطم الأمواج .. وأين سيكون مرساها وشاطئها ..؟
بدايه يجب توضيح معني الديماجوجيا لمن لا يعرفها , هي ببساطه وبدون الدخول في شروحات ومصطلحات لا لزوم لها الآن , الديماجوجيا ببساطه وبالبلدي هي "الضحك علي الذقون" ..
بمعني أدق إستغلال العاطفه الجماهيريه في الحصول علي مكاسب أيا كان نوعها أو تحويل حقد أو إنتقام شخصي أو تصفيه حسابات الي حقد أو إنتقام جماهيري أو "غوغائيه" تصفيه حسابات غير محموده العواقب أو إرتكاب جرائم تحت غطاء شعبي غوغائي ..
وغالبا ما يتقولون "كلمه حق يراد بها باطل" في ظل الفوضي والتخبط وضياع الأمان وضعف الثقافه الشعبيه والمجتمعيه التي تنتشر بطول البلاد وعرضها فمصر ليست القاهره والأسكندريه فقط , مصر آلاف من القري والعزب والنجوع التي تعاني من الإنفجار السكاني والبطاله وغياب الثقافه الشعبيه والمجتمعيه ..
أصحاب الديماجوجيه وقاده الغوغائيه هم أعضاء حزب "بظروفها" , وأعضاء هذا الحزب هم من كل الطبقات والشرائح والإنتماءات وهم جماعه جاهزه ومستعده في أي وقت وكل وقت لكل شيئ ..
بمعني إذا كان هناك قمع للشعب فهم "القمعجيه بظروفها" ومن أشد المؤيدين لقمع الشعب "الرعاع" في نظرهم ..
وإذا كانت هناك رشوه فهم "الرشوجيه بظروفها" ومن أشد المتفهمين للمعاني الساميه للرشوه
وإذا كانت هناك وساطات أو محسوبيه أو علاقات بمسؤولين في الجهاز الإداري أو البرلمان أو الشرطه أو القضاء فهم "الوسطجيه بظروفها" ومن أشد المنتفعين والمتباهين والمسنودين
وإن قامت الثوره فهم "الثورجيه بظروفها" وهم من بذلوا الغالي والرخيص في ميدان التحرير منذ اليوم الأول لإندلاع شراره الثوره بل وربما هم أنفسهم مفجروا الثوره ..
وإن بدأت المطالبات بمحاسبه الفاسدين فهم "الشرفاجيه بظروفها" وأصحاب الصوت العالي في المطالبات بحساب الفاسدين
وإن طالب المتظاهرون بمحاسبه جهاز الشرطه علي أخطاؤه في حق الشعب فهم أول من يتقدم لحرق أقسام الشرطه ومقار أمن الدوله لأنهم هم "الشعبجيه بظروفها"
واليوم وفي هذا الظرف الدقيق والحساس من عمر الشعب المصري نري أن الكثيرين وقد إنضموا الي "حزب بظروفها" وأصبحوا أعضاء عاملين فيه ممارسين من خلاله أقصي أنواع الدكتاتوريه والإستبداد والإنفراد بالرأي ورفض الرأي الآخر وإقصاءه بل وإتهامه بأبشع الإتهامات من تخوين وعماله .. الي آخره من القاموس الجاهز لديهم ..
وجوه كثيره كانت عاطله معطوبه لا قيمه لها ولا وزن أصبحت اليوم تتحدث بلغه "الحنجوري" أي صاحب أعلي صوت حاملين وشاهرين سيف التظاهرات والإعتصامات في وجه كل من تسول له نفسه حتي بإبداء الرأي وهو أبسط حقوق الإنسان ..
هؤلاء الأعضاء الجدد في "حزب بظروفها" يرتكبون أشد الجرائم وطأه علي النفس الا وهي إستلاب الثوره والتحكم في دفتها وتوجيهها الي الشطر الذي يتحصلون منه علي الفائده , عما قريب سوف نجد الموقع الذي كان يشغله الفاسد قبل ثوره 25 يناير وقد شغله الإنتهازي والمزايد والمستفيد والذي سيكبر وينمو ليصبح فاسدا "معدلا" أو "جامبو" وسنري عما قريب "جرحي الثوره" من الشرفاء والوطنيين الذين سوف يصفيهم الإنتهازيون والمزايدون والمستفيدون معا ليخلو لهم الجو بالبلد ..
وأخيرا الأغلبيه الكاسحه من الشعب الذي بارك الثوره وأيدها وساندها ودعمها والتف حولها وضمن لها النجاح لن يقف مكتوف الأيدي وهو يري أن البلد تضيع عندما تنتزع من أيادي سوداء لتتلقفها أيادي أشد سوادا والا فليتحمل الأسوأ ..
مجدي المصري
التعليقات (0)