مواضيع اليوم

الديك يقفز من أعلى سور محتجا على إنفلونزا الطيور !

حسن توفيق

2009-04-21 00:33:42

0

  الديك يقفز من أعلى سور.. محتجا على إنفلونزا الطيور

                     من مقامات مجنون العرب



  بعد أن أفاق الديك من الإغماء.. لم يعد يعرف الأفعال من الأسماء.. لكنه
أكد لبعض القنوات الفضائية المثيرة.. أن إعادة الأمن للحظيرة.. ليست من
القضايا السهلة واليسيرة.. نظراً لتسلل وحوش خطيرة.. تزرع الفتنة بين الدجاج
باستمرار.. وأحياناً تقطع رؤوسها بالمنشار..

ورأى الديك أن الأمور أصبحت لاتطاق.. منذ أن انسكب الشقاق على الوفاق.. وكما يختلط

الليل بالنهار..اختلط الأسد مع الحمار.. وتحالف الماء مع النار.. وهكذا أكل الخروف لحم
النمر.. ولم يعد للإنسان أي سعر.. يستوي في هذا مَنْ يسكن في فيلاَّ أو قصر.. مع
الحاوي الذي يمشي على الجمر.. وأبدى الديك كذلك دهشته الشديدة.. من نقر
العصافير لصفحات كل جريدة.. خصوصا بعد أن نبتت لتلك العصافير قرون.. أصبحت
تتعلق بها فوق الغصون.. وعن طريقها تتدخل في كل الشؤون.


  وفي مقابلة على الهواء مباشرة مع الديك.. بثتها قناة «تشكيك» المتخصصة في
التليفريك.. شرح الديك وجهة نظره فيما يجري.. وقال إنه كان يتعاون مع وحيد
القرن دون أن يدري.. لكنه دافع عن موقفه بحسم.. مؤكداً أن ديوكا أخرى لم
يحددها بالاسم.. قد تعاونت قبله مع هذا الوحيد.. وهذا أمر ليس بالجديد..
وهنا انطلقت الدجاجة المتهورة.. لتفضح موقفَ الديك ومنظرَه.. وقالت: أهذا ما
تفتق عنه الذهن؟.. ألا تعلم يا سيد ديك أن سوء الظن قد استبد بكل من في
الكون.. منذ أن أصبح وحيد القرن.. يتحكم وحده في لحم الضأن.. ويهيمن حتى على
كل من ليس له شأن؟.. وإذا وضعنا وحيد القرن على الرف.. وتحدثنا بكل صراحةٍ
حرَّ الصيف.. فماذا أنت قائل في الوضع السائد.. وماذا عن أعداد البيض
الفاسد؟.. ولماذا تنعم دجاجاتك المقربة.. بكل خيرات الحظيرة الطيبة.. بينما
يحيا أمثالي في حالة معاناة.. وأنت تنظر بلا مبالاة؟.. وهنا تدخل المذيع في
الحال.. واعتذر للديك عما قيل وعما سيقال!


  أحس الديك بعد المقابلة بعسر في الهضم.. وتصور أن الدجاجة المتهورة دسَّتْ
له السم.. ولكي يرفع شعبيته التي تدنت إلى ما تحت الصفر.. أَسَرَّ لدجاجة
سمينة تكتم السر.. أنه سيلعب لعبة خطيرة.. وطلب منها أن تساعده باعتبارها
أبرع خبيرة:
=  لن ألعب كالبهلوان على الحبل.. لكني اتصور اني قد توصلت إلى الحل..
سأصعد إلى مبنى يتلألأ بالنور.. وبعد الصعود سأقفز من أعلى السور!

- ولكن قد تنكسر رجلاك.. أو تسقط فوق الأشواك!
= أتشكِّين في قدرتي وفني.. وقد رتبت الأمر في ذهني؟..
- وماذا عن هذا الأمر وماذا عني؟
= سأقفز بكل شجاعة.. وأنت ستضعين على الأرض بكل براعة.. وسائد من ريش
النعام.. بشرط ألا تثير الاهتمام.. وعليك أن تجمعي الدجاجات الغبية.. وتبلغيها
بما عقدتُ عليه النية.. فالديك سيقفز من أعلى سور.. محتجا على إنفلونزا
الطيور.
- هذه فكرة رائعة.. وأتوقع أن تعيد لك شعبيتك الضائعة.. ولكن حاول ألا
تتهور.. حتى لا يتعكر مزاجي أو يتكدر.. وأرجوك أن تتذكر.. أن الدجاج يبيض
الآن بدون مزاج.. وكأنه ليس سعيدا بالزواج.. وأنا أرى أن الأمر خطير.. وعليك
بإصلاحه حتى تفلت من سوء المصير.
 يا دجاجةَ روحي وقلبي.. إن الذنب فيما يجري ليس ذنبي.. إنه من علامات
العولمة.. حيث يكره كل توأم توأمه.. ويتعامل معه لكن دون أن يرحمه.. ولا بأس
من أن يخدعه.. إذا لم يستطع بالطبع أن يُقنعه.


أثناء الحديث بين الدجاجة والديك في الخفاء.. عاد الديك مرة أخرى إلى
الإغماء.. بينما اصطحبت الدجاجة المتهورة ديكاً شاباً وصعدت معه إلى السطح..
ربما ليبشر بميلاد الصبح.. وهنا تأكد المجنون أن الأرض الخراب.. يمكن أن
تصبح جنات من تين وأعناب.. ويمكن أن تحتضن الأحباب.. من المجانين والعقلاء..
على حد سواء:


دجاجَ الحمى.. يا دجاجَ الحمى
   هو الصبح وعدٌ بأن تنعما
هي الأرض ليست لديكٍ وحيدٍ
    يحب التقوقع كي يَسْلَما
ويبقى يُذلُّ الدجاج ويخفي
   جمالَ الحقول ونورَ السما
هي الأرضُ خيراتُها للجميع
   وليست لمن عاش مستسلما
إذا ما أطال الربيعُ المكوثَ
    مللنا  وضقنا  بما  قدَّمَا
فكيف إذا ما الخريف أناخَ
   وشاخَ فباخَ وأهدَى العَمى؟





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !