مواضيع اليوم

الدول الإسلاميّة ترفض قبول سفير من تل أبيب لأنّ المرشحين عملاء موساد يريدون جمع المعلومات عن إيران

منير مصطفي

2011-07-10 17:29:48

0

االقدس العربيب حتى أشد المؤيدين للسياسة الخارجيّة التي يديرها الوزير المتطرف، أفيغدور ليبرمان، يؤكدون مرة تلو الأخرى على أنّه منذ أنْ ترأس ليبرمان الدبلوماسيّة الإسرائيليّة، بات وضع الدولة العبريّة في العالم من أسوأ الأوضاع منذ تأسيسها في العام 1948، واصبحت صورتها في الرأي العام العالميّ مشوهةً بشكلٍ غير مسبوق؟
والجمعة كشفت مصادر سياسيّة رفيعة المستوى في تل أبيب النقاب عن تورط إسرائيليّ جديد قديم لخارجيّة تل أبيب، حيث قالت إنّ دولة التركمان، رفضت في الأيام الأخيرة، للمرّة الثانيّة خلال عام ونصف العام الموافقة على تعيين سفير إسرائيليّ جديد، إذ أبلغت وزارة الخارجيّة المحليّة تل أبيب بأنّها ترفض الموافقة على تعيين الدبلوماسيّ حاييم كورين في هذا المنصب لأنّه، وفق اشتباههم، يعمل عميلاً للموساد، أيْ جهاز الاستخبارات الخارجيّة.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أنّ الشبهة نبعت من أنّ كورين كان مرشدًا في الكليّة العسكريّة للأمن القوميّ في إسرائيل، لافتةً إلى أنّ السلطات المحليّة رفضت في الماضي غير البعيد الموافقة على تعيين السفير المقترح رؤوفين دانئيل، ضابط رفيع سابق في الموساد، وذلك لأنّ الدبلوماسيّ عينه كان قد طُُرد من روسيا في التسعينيات من القرن الماضي بعد حصوله على صور حساسّة للغاية التقطتها القمر الصناعيّ الروسيّ.
وبحسب المصادر فإنّ الخارجيّة الإسرائيليّة حاولت إقناع التركمان بتعيينه في المنصب منذ العام 2009، ولكنّ الدولة الإسلاميّة رفضت معللة ذلك بأنّ السفير المقترح تمّ طرده من روسيا عام 1996 بعد أنْ حصل من ضباط في الجيش الروسيّ على صور حساسّة للغاية، لافتةً إلى أنّه كان رئيس شعبة الموساد الإسرائيليّ في روسيا، الأمر الذي أدّى في حينه إلى نشوب أزمة دبلوماسيّة بين موسكو وتل أبيب.
وزادت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه مع دخول ليبرمان إلى الخارجيّة أعلن أنّ افتتاح السفارة في العاصمة التركمانيّة هي بمثابة مشروع خاص به، وذلك لأنّ الحديث، حسب المصادر، يدور افتتاح سفارة لأوّل مرّة في دولة إسلاميّة، تبعد حدودها عن إيران 20 كيلومترًا، حيث صرح آنذاك ليبرمان بأنّ افتتاح السفارة سيكون بمثابة رسالة قويّة لطهران.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّه في أب (أغسطس) من العام 2010 تمّ تعيين الدبلوماسيّ كورين لمنصب السفير، إلا أنّ السلطات المحليّة قاطعته نهائيًا ورفضت الموافقة على تسلم أوراق اعتماده، وباءت جهود تل أبيب لمعرفة سبب مقاطعة السفير بالفشل، ولكن قبل عدّة أسابيع، قالت الصحيفة، عقد عدد من الدبلوماسيين المحليين لقاءات مع نظرائهم الإسرائيليين، وأبلغوهم بأنّه بعد معاينة السيرة الذاتيّة للسفير تبيّن لهم أنّه كان يعمل خبيرًا في كلية الأمن القوميّ بتل أبيب، وأنّ هذا الأمر يقطع الشك باليقين بأنّ السفير المقترح ما هو إلا عميل للموساد الإسرائيليّ، ونقلت الصحيفة العبريّة عن محافل رفيعة المستوى في الخارجيّة الإسرائيليّة قولها إنّ رد السلطات المحليّة على محاولات إقناعها بقبول كورين في منصب السفير كان فظًا للغاية، حيث أبلغوا الإسرائيليين بأنّ عليهم أنْ يرسلوا سفيرًا يعمل على تحسين العلاقات الثنائيّة بين البلدين، وليس عميل موساد مهمته جمع المعلومات عن إيران. وقالت الصحيفة أيضا، نقلاً عن المصادر نفسها، إنّ القضية سببت حرجا وإرباكًا شديدين لوزارة الخارجيّة، ذلك أنّه لأوّل مرّة ترفض دولة معينّة مرتين الموافقة على تعيين سفير إسرائيليّ، معتبرةً أنّ ذلك كان بمثابة صفعة مجلجلة للدبلوماسيّة الإسرائيليّة. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الوزير ليبرمان، الذي بدأ يفقد صبره درس إمكانيّة إغلاق السفارة في التركمان، لكنّ المسؤول عن القسم الأسيوي والأوروبي في الخارجيّة، بنحاس أفيفي، حثّ الوزير على عدم التسرع ومنحه مهلة لإدارة الأزمة، وقبل أسبوع اضطرت الخارجيّة الإسرائيليّة إلى نشر مناقصة لتعيين سفير جديد، يكون مقبولاً على السلطات المحليّة في التركمان.
جدير بالذكر أن التركمان هم أفراد العرق التركي المتواجد في وسط آسيا أو ما يسمى حاليّا تركمنستان وآسيا الصغرى، ويتحدث مجموعة من اللغات التركية المنبثقة من اللغات الألطية، وقد هاجرت أعداد كبيرة من قبائلهم في فترات متباعدة إلى إيران وتركيا وإلى الشرق العربي مثل العراق وسورية وفلسطين ولبنان.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !