الدولة ؟ يصعب على كل مرء ان يعيش منعزلا عن الاخرين. باعتباره كائن اجتماعي يشارك الناس ويخالطهم ويؤثر فيهم ويثاثر بهم . كما يصعب عليه ان ينظم ويسير شؤون حياته بدون حضور مؤسسات الدولة . فالدولة كلمة تتردد في ادهاننا مند الصغر . اذ نجد بعض الناس يطرحون جملة من الاسئلة البديهية حول الدولة والمثمثلة بالاساس في ما المقصود بالدولة؟وماشروطها ؟ ومن اين تستمد مشروعية سلطتها السياسية ؟ وماغاياتها المنشودة ؟ يمكن تعريف الدولة بانها الجسم السياسي والحقوقي وهي تشير الى جملة من الافراد يستقرون في مجال جغرافي محدد . ويخضعون لنظام سياسي معين . وبمعنى ادق الدولة : عبارة عن مجموعة من المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ... التي تسهر على تدبير شؤون المجتمع وتلبي له مطالبه المنشودة . ولكي تنشا الدولة وتقوم بمهامها على اكمل وجه وجب توفر ثلاث شروط ضرورية لايمكن ان تستغني عنها الدولة وثثمثل في الاتي : اولا الرقعة الجغرافية اي المجال الترابي الذي ستمارس عليه الدولة نفوذها وسلطتها . وثانيا :استمرار ممارسة السلطة فالدولة لاتقوم الا عندما تصبح السلطة مؤسساتية ودستورية . ويتجسد ذلك في شخصية الملك او القائد او الرئيس ... فهي سلطة دائمة لاتحتمل اطلاقا الفراغ . وثالثا : الدولة ملك جماعي عمومي مشترك بين افراد المجتمع وليست ملكية خاصة ولذلك ارتبطت بكلمة الشان العام . اي جمهورية او ماتسمى باللغة اللاتينية ب Res publica . هناك اختلاف بين علماء السياسة والفلاسفة حول مشروعية الدولة لكن اجمعت الاغلبية المثقفة ان الدولة تاسست بموجب العقد الاجتماعي اي على اساس التعاقد بين البشر ومن سيمثلهم في السلطة .فقد ذكر بعض المفكرين ان الانسان قبل وجود الدولة كان يعيش على ايقاع الهزات والتقلبات الاجتماعية وكان القوي يحكتر الضعيف . وكان هناك غياب تام للاستقرار السياسي . ولحقوق الانسان . ومن هنا استمد الناس مشروعية الدولة التي تكونت لهدف ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي وضمان حقوق البشر ... فالدولة اذن من خلال ماسلف سلطة عليا انشات لاخراج الانسان من وضعية البداوة الى وضعية الحضارة . اي انها تاسست لتضمن حقوق البشر وتحميهم من جل الاهوال والاخطار وايضا لتوفر لهم العيش الكريم والحياة السعيدة . فضلا عن ذلك توجههم وفق استراتيجياتها الرامية الى خلق مجتمع حضاري ومتقدم هدفا في بلوغ ذروة السمو والتالق . لكن تظل الاشكالية المطروحة في عدم التزام الدولة بميثاق التعاقد الاجتماعي وهجرها لجل ضروب الحق والقانون . وممارستها للعنف بشتى انواعه للحفاظ على مكانتها السامية . مما يفضى الى بروز حركات وطنية ثورية تنشد عودة الدولة الى مسارها الديمقراطي الايجابي . توفيق بجطيط
التعليقات (0)