مواضيع اليوم

الدولة المغربية و طبيعتها المكبلة للتطور ..

مبارك الحميدي

2009-06-12 06:32:01

0

 إن كانت الدولة المغربية التاريخية قد أجهض تحولها بتعطيل آلياتها المجتمعية ، لفائدة السلطة المركزية و أجهزتها و دواوينها المتضخمة التي شكلت أداة سيطرة قمعية و اديولوجية بخدام مفوضين طليقي اليد ، لا حدود لقمعهم و نهبهم ، مما أدى إلى تولد و تضخم الجهازالمخزني بديلا للدولة الديمقراطية ، و إلى السلطة المطلقة و الوصاية الشاملة ، ولا يزال يهدد بها حماية لمصالحه و ثرواته الهائلة ، على حساب بؤس الشعب و تخلف المجتمع ، وما الحكومة إلا أداة مخزنيه لا تملك من السلطة إلا ما تدير به الأزمة ، مسخرة لخدمة وحماية مصالح المخزن ، ولقد شكلت وزارة الداخلية وزارة الحكم المرتكز المعبر عن سلطة المخزن الواسعة ، باعتبارها الحارس الأمين والمشرف على مختلف الأجهزة القمعية و الإدارية والقانونية والتشريعية و المتدخل الساهر على الأنشطة الاقتصادية و الثقافية و التربوية والدينية ، ونتيجة لهده المصادرة التي طالت كل شيء ، وبدلك تكون دولة المخزن كشفت عن استبدادها و فسادها الذي أدى بالنتيجة إلى:

أمية واسعة الانتشار ، أمية ثقافية و فكرية تشل أي مشاركة ديمقراطية
تهميش خطير للمرأة ، وتوظيفها كإعلان يشوه دورها التحولات الديمقراطية و التنموية
عرقلة أي نمو اقتصادي من خارج دائرة الطغمة المالية المخزنية وعلاقاتها التبعية ، وتجويع الشعب الكادح
هجرة داخلية كثيفة نحو المدن تؤدي إلى إنتاج مزيد من التخلف و الفقر والتهميش
ارتفاع أشباه المثقفين بفعل فراغ البرامج من أي مضمون علمي أو نقدي
تعطيل الطاقات الشابة ، بحرمان آلاف الحاصلين على شهادات عليا من المشاركة في تنمية مجتمعهم
الهجرة السرية و العلنية إلى الخارج ، اد أصبح الشباب يفضل قوارب الموت أمام انعدام أي أفق مستقبلي و الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية الخانقة التي تسببت فيها الاختيارات اللاشعبية للطبقة الحاكمة
الإجهاز على الديمقراطية بفعل تزييف الانتخابات و بفعل الفقر و الأمية الفكرية والسياسية
انفراز حركات و نزعات ( طائفية اسلاموية و عرقية عنصرية وشعبوية فوضوية .. )
توسيع الجريمة و انتشارها بشكل مطرد ، حيث يؤدي الفقراء ثمنها المتفاقم .أمام هده الأوضاع التي يعمل الاتجاه المخزني على تأبيدها لضمان مصالحه ، هل يمكن تحقيق وضع ديمقراطي بكل مكونات الديمقراطية الحقة ؟؟ على اعتبار الديمقراطية هي حكم الشعب نفسه بنفسه ، وبعد أن تبين أن هده الوقائع متجدرة ، لايمكن أن تستقيم معها ديموقراطية حقيقية أو تغيير أو تحديث . أصبح من أولويات النضال الديمقراطي و الثورة الاجتماعية العنل على تدمير ظواهر النظام المخزني الذي تستظل بظله الطبقات الطفيلية وتغتني بمناته وهباته و امتيازاته وتستبد بالسلطة .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !