مواضيع اليوم

الدولة الفلسطينية 194

عوني عارف ظاهر

2011-09-10 06:47:24

0

الدولة الفلسطينية 194
وجعفر الياصيدي

بقلم عوني ظاهر
جعفر ابن ياصيد الذي اسماه والده يوما "جيفر " لم يستوعب الاسم ولم تغمض له عين حتى غيره ،ربما كان لوالده وجهة نظر وربما كان جيفر بنظر والده النموذج والشخصية التي احب واراد ان يتحلى بها ابنه الوليد الجديد  ...ولكن جيفر ينهي الجامعة بيكالوريوس تخصص تربية رياضية ، مازال ينهكه الاسم ويغض مضجعه ،تماما  كالإحتلام يحتل كيانه ، ويقلقه ويمقطه .....ذهب الى الداخلية وسأل وقالوا ممكن تغيير الاسم ....فحلف الايمان وغير شهادة الميلاد والهوية وذهب الى المدارس وهناك لم يترك لجيفر اثراً وبعدها انتهى الى الجامعة وغير كل الشهادات والكشوفات واصبح اسمه جعفر
جعفر الاسم الذي احب والاسم الذي اراد ..وجيفر الاسم الذي لبسه بدون وعي ومقته وأنهاه لا بل انتهى منه وطلقه الى الأبد ...جعفر الأسم الذي يحب ان نناديه فيه واصبحت كل التوجهات اليه بهذا الاسم استطاع جعفر بدون ان لا يشجعه او يلقى تشجيع من احد وبقرار فردي
يبني نفسه ومستقبله بعد ان ثبت اسمه ومقعده بين الاسماء العربية وكان في الامس عرسه ولكن لجعفر هنا خصوصية وحكاية اخرى ونحن ننتظر الدولة 194 وربما تثبيت الاسماء حيث كانت فلسطين واصبحت اسرائيل لتعود ويعود اسمها فلسطين الدوله ،حكاية مشابهة لما فعله جعفر يوم اكد واكد ان اسمه جعفر العربي وليس جيفر الافرنجي ...

واذكر هذا لاقول ان جعفر شاب خلوق مثابر كان يوما يعلم الاطفال ويحفظهم القرآن الكريم في مسجد القرية وفي يوم شاهدته بالبيت عندي يودع ولدي الصغير بالصف العاشر اساسي ... واسمه الطيب في جائزة عمرة الى الديار الحجازية انبثقت عن دورته
وكنت اعرفه بالاضافة الى تحميسه الشباب ليكونوا اقوياء في ايمانهم ليكونوا اقوياء في اجسادهم وقد عارك واجتهد واسس مع نخبة ناديا في القرية وحصل على الاذن بدخول المدارس بغير وقت الدوام ليقوي اجسادهم وينمي مهاراتهم ويقودهم نحو مشاركات داخلية نجحوا بمعظمها على مستوى المحافظة والوطن ..
ويعرف جعفر ان الحياة صعبه ولا بد من الاجتهاد ليصف في طابور بلغ 6000 من مَن يتقدمون للوظيفة في محافظته نابلس ليكون معلما ام عليه المغامره ليكتب له الحظ ان يكون معلما حكوميا في رام الله وليس في نابلس وليسكن وليلعب في اندية هناك حتى عرفه الجميع من مسؤولين احترموه وطلبه زاملهم فآخاهم فلم ينسوه وآخرين طلاب درسهم وزاملهم فقدروه
وهناك في رام الله وبدون تخطيط يصبح جعفر بائعا لخيرات الارض في ياصيد خارج الدوام المدرسي والتدريب الرياضي فمن عرفه وعرف امانته ونزاهته وصاحبه وعرف بلده واهتماماتها وانتاجها من الزيت والزيتون والجبن والالبان والميرمية والسعتر من عرف ذلك يمسك به ويترجاه احضر لنا من قريتكم وفعلا ياتي الى القرية ليسلم على الاهل ويبيت الليل ليعود محملا ممن عرف امانتهم عنده بتنكات الزيت والجبن والزيتون واحيانا عبوات بلاستيكية ""قناني الكولا المستعملة المعباة بخيرات الارض ....
وفي احد الايام هذا العام اجد جعفر يناديني وانا قرب مجمع السيارات في رام الله لاكتشف ان له كشكا هناك فيه من كل الطيبات وبالتاكيد فيه ايضا العراقة والتراث الفلسطيني لمن احبه في رام الله وما حولها
وفي هذه الاجواء وبين عدد من الاخوة والاخوات هي عائلته حيث هو الاوسط فيهم عمرا وفكرا وتعلما حيث يكبره 3 نسيم وحسيب ورافت ويصغره 3 مازن ومحمد ووسيم ووالد متوفى وام ما زالت على قيد الحياة واخوات ...

في ظل هذه الاجواء كان جعفر يحتفل مع اخوانه اولا وقد احاطوا به كالخاتم بالمعصم واخواله وابنائهم وابناء عمومته الذين لم يتخلف منهم احد وكذلك الزملاء واهل ياصيد ظاهر عائلته ومشاقي أصهاره وسماره وال يحيى والقرى المجاوره والأبعد من مَن عرف حتى رام الله جميعهم وقفوا مع جعفر في عرس نادر لا تسمع فيه إلا لغة المحبه والألفة والتقدير والمباركة الصادقة وصوت الحادي الذي أدرك معادلة جعفر ليكون الشعر موجها لمن حمل الأخلاق الرفيعة وأحب الناس واجتهد ليجمع على أرض ياصيد مجتمع محبه من كافة الفصائل والعشائر والمهن والأعمار ووحدة الدم والوطن


مبارك  الف مبارك  لك جعفر عمر طه عبد الكريم ظاهر فان مسيرة حياتك وعرسك في الامس الجمعة ليله ونهاره مع اخوانك واهل بلدتك ومن احبوك درسا لمن يريد ان يبني دولة ويستحق دولة رقمها 194




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات