الدولة الفلسطينية والتحديات !!
بقلم الكاتب : منار مهدي ..
إن مواجهة الواقع الجديد (المفاوضات المباشرة) يحتاج إلى فكر وإلى جهود كل الفلسطينيين والعرب كي نصل إلى ما نريد وحتى نتمكن من التصالح مع نضالنا وتاريخنا ومع كل ما قدمناه من تضحيات على مدي قرن من الزمان, وعلينا أن نعيد ربط سنوات التضحية والكفاح بالمستقبل.
إن جوهر مشروعنا الوطني , هو النضال لإستعادة حقوقنا المسلوبة إن كان في المفاوضات أو في أساليب وأشكال أخرى من النضال الفلسطيني , فإسرائيل العنصرية لازالت تحتفظ بالمستوطنات وتعيد نشر قواتها وتسيطر على الأرض والمياه والأمن, ومن الأنسب لنا أن تقوم الفصائل الفلسطينية ولا سيما اليسارية منها بدعوة الشعب الفلسطيني لضم صفوفه وإعادة البناء من بين الأنقاض لتثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه والحيلولة دون نزوحه عنها.
هذه المهمة الوطنية الكبيرة تستحق النضال والتضحية من قيادات الفصائل الفلسطينية, وكما ينبغي أيضاً دعم موقف الرئيس (أبو مازن) في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية, وينبغي خوض معركة المفاوضات معاً للوصول إلى الدولة المنشودة. وصحيح أن الفلسطينيين يعيشون أوضاعاً مأساوية بعد الإنقسام , من التفكك والضعف ومن الأزمات والإخفاقات التى سببها الإنقسام الفلسطيني, وصحيح أن تلك الأوضاع تساعد إسرائيل وبدعم أمريكي على فرض رؤيتها للسلام , فالظرف الراهن الذي يبدو فيه الوضع العربي الرسمي عاجزاً عن تقديم أي شي من الدعم للرئيس (أبو مازن), وكما يبدو أيضاً أن الفصائل الفلسطينية وقوى الجماهير أضعف في التعامل مع هذا الوضع.
إن معركة المفاوضات القائمة تتطلب بالأساس إستجماع كل عناصر القوة الفلسطينية ولقد كان ممكن ومازال ممكناً أن نحسم الحقوق الوطنية إذا تم إستثمار العوامل والإعتبارات التى يوفرها والقادرة على تصحيح هذا الإختلال, وهو ما يتطلب إستراتيجية تفاوضية ونضالية جديدة تنطلق من إعلان سيادة دولة فلسطين بإعتباره قرار سيادي فلسطيني وعلى جميع الأراضي المحتلة بعدوان حزيران 67 بعاصمتها القدس , مع التمسك بحق العودة للاجئين وإرساء المفاوضات بين دولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية.
ملاحظة صغيرة جداً ,, إن عملية الخليل لن تأتي لضعف الطرف الفلسطيني المفاوض , بل وبالعكس , هي رسالة للرئيس (أوباما) تدعو للتمسك الصلب في حل الدولتين.
التعليقات (0)