قضايا ملحه
هشام محمود سليمان
الدور المفقود لمنظمات المجتمع المدني تجاه قضية الوحده
من الواجبات الكبيره و المسؤليات الجسيمه التي تقع علي عاتق اي دوله العمل علي حفظ وحدة البلاد من خطر التمزق والتشرزم والتشظي والعمل الجاد من اجل الحفاظ علي كيان الامه ووحدة صفها وسلامة نسيجها الاجتماعي من الانقسام والتهتك وردم الفجوات التي يحدثها الاختراق الخارجي المغروض في الصف الوطني ولكن العمل علي وحدة البلاد يجب ان يكون مطلب اي غيور حادب علي مصلحة البلاد ولا يجب ان يترك للدوله وحدها ومسؤلية الدوله انما تكمن في تهيئة الاجواء والمناخ العام عن طريق فتح الباب واسعا امام المبادرات الوطنيه شعبية كانت ام حزبيه لتلعب دورها في هذه القضيه الحساسه والهامه والمصيريه فالشعارات البراقه والاماني الورديه الحالمه التي تنادي بوحده شطري الشمال والجنوب لاتكفي وحدها لبقاء السودان موحدا مستعصما بالبعد عن اطماع الاخرين وقضية الوحده هذه يجب ان تتضافر عليها كل الجهود الرسميه والشعبيه والمجهود الجبار الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في العالم المتقدم وتجاربها الثره في مثل هذه القضايا ينبغي الاستفاده منه هنا مع مراعاة خصوصية السودان والتركيبه الاثنيه المتعدده له ولكن الناظر الي دور منظمات المجتمع المدني في بلادنا يصاب بخيبة امل كبيره فهذه المنظمات تفتقر الي المبادرات الجاده والبرامج المبتكره فهي دائما تغرد خارج السرب فعندما تفصل هذه المنظمات برامجا ومشاريعا ينصب جل همها في استقطاب الميزانيات والموارد التي تتيح لطاقم لهذه المنظمات ضمان التدفق النقدي حتي تتضخم النثريات المكتبيه والمصروفات الاداريه من مرتبات وحوافز ومصروفات علي الفصل الاول علي حساب المشاريع والبرامج التي قامت من اجلها المنظمه مما يودي الي فقدان مصداقية هذه المنظمات امام المانحين والداعمين لذلك ينبغي لمنظماتنا ان تنتبه الي مثل هذه الاشياء وان ترتقي الي مستوي المسؤليه والتحدي وعلي الدوله ان لا تقف عند تفكير هذه المنظمات وتجعله حجر عثره في طريق تطورها وتقدمها ونمائها بل يجب ان تنظر الي النصف الممتلي من الكوب وان تعمل علي اجبار هذه المنظمات علي توفيق اوضاعها عن طريق الرقابه والمتابعه من قبل مسجل المنظمات بوزارة الشؤن الانسانيه . ان المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد ومرور نصف الزمن المحدد لاجراء استفتاء حق تقيرير المصير الذي نصت عليه اتفاقية نيفاشا يتطلب تضافر الجهود الرسميه والشعبيه لجعل خيار الوحده هو الخيار الغالب لذلك يجب علي منظمات المجتمع المدني ان تتحرك وبسرعه لتلعب دورا اكثر فاعليه في سد الزرائع والمناداة بوحدة البلاد لتثبت انها منظمات وطنيه جاده وحتي تسجل اسمها في سفر التاريخ الذي لايرحم هذا من جانب ومن جانب اخر يجب علي الاجهزه الاعلاميه ان ان تلعب دورا اكثر فاعليه وان تفرد حيزا اكبر في خارطتها البرامجيه للحديث عن الوحده وتناول الايجابيات الكثيره التي تكمن في وحدة البلاد والمخاطر الجليله التي تنطوي علي الانفصال فالتناول المسطح لهذه القضيه لا يفيد الوطن في شي بقدر ما يعمق الجراحات ويدميها لذا ينبغي علي الاجهزه الاعلاميه ان تعي المسؤليه التاريخيه التي تقع علي عاتقها وينبغي ان تعمل علي خير الوطن و المواطن فيما يتعلق بهذه القضيه المصيريه رصدا وتحليلا وتقيما للاحداث بما يمليه الضمير الوطني فحسب دونما محاباة لاي جهة
هشام محمود سليمان
التعليقات (0)