الدور القطري في إختيار أمين عام جامعه الدول العربيه ..
الروايه :-
خلا منصب الأمين العام لجامعه الدول العربيه بإنتهاء فتره ولايه السيد عمرو موسي وإعلانه عدم الترشح مجددا لكونه سيترشح لمنصب رئاسه الجمهوريه في مصر ..
وقد جري العرف وليس الميثاق أن يكون الأمين مصري لكون مصر صاحبه فكره الجامعه وحاضنه مقرها الدائم , وبالتالي طُلب من مصر ترشيح خليفه لعمرو موسي ..
تخيرت مصر من إرتأته الأصلح لشغل هذا المنصب وهو الدكتور مصطفي الفقي لكونه سياسي ودبلوماسي مخضرم وكان رئيسا للجنه العلاقات الخارجيه بمجلس الشعب أي علي درايه بكافه الأمور ..
بمجرد أن أعلنت مصر إسم مرشحها – وكالعاده كان سيطرح للتصويت ويتم الموافقه عليه – سارعت قطر وأعلنت معارضتها للمرشح المصري بل وتقدمت بمرشح قطري لينافس المصري "علي غير العاده" ..
وحتي لا يحدث إنقسام وشق في وحده الصف العربي وغيرها من المصطلحات الشائعه التردد عربيا , طُلب من مصر إستبدال الدكتور مصطفي الفقي بآخر وتم تحديد هذا الآخر بالسيد نبيل العربي وزير الخارجيه الحالي ..
لم تفكر مصر كثيرا وهي مُثقله بمشاكل داخليه جمه وسحبت الفقي وتقدمت بالعربي بدلا منه علي طريقه "بلاها ناديه خد سوسو" حتي لا يضيع المنصب علي مصر "كما سمعنا" ..
وبمجرد أن قامت مصر بهذا الإستبدال حتي سحبت قطر مرشحها وأعلنت موافقتها علي إختيار العربي أمينا عاما لجامعه الدول العربيه خلفا للسيد عمرو موسي وحزت باقي الدول العربيه حزوها في الموافقه ..
إنتهت الروايه المُعلنه ولكن هل هناك ما بين السطور لنقرؤه ..؟
بكل تأكيد هناك الكثير بين السطور وهو :-
الإعتراض القطري ليس كُرها في الفقي وأيضا ليس حبا في العربي , فلم يكن يوما ما يسؤء بين الفقي وإماره قطر علي الإطلاق , والموضوع ليس إستبدالا لسوسو بناديه ببساطه وإنما تغيير في السياسه الخارجيه المصريه الحاليه "عنوه" ..
فالسيد نبيل العربي تولي حقيبه الخارجيه المصريه في لحظات عصيبه كانت تجتازها الثوره المصريه حيث كان سلفه السيد أحمد أبو الغيط يُعد أحد رموز النظام البائد وعرّابه للسياسه الخارجيه , فكان مرفوضا من الثوره وأطيح به كأحد رموز النظام وجيئ بالعربي خلفا له ..
ومنذ أول لحظه تولي فيها العربي حقيبه الخارجيه حتي بدأ في إطلاق التصريحات "الغير مستحبه" إسرائيليا وأمريكيا وتكررت تلك التصريحات كثيرا بل أنه نظم لقاء المصالحه بين فتح وحماس وبالتالي وضحت توجهاته جليا للعيان , وهي ما ستكون عليها السياسه الخارجيه المصريه في الوقت الراهن لكونه عرّاب تلك السياسه ..
فهل يستمر هذا الرجل عرّابا للسياسه الخارجيه المصريه معاديا لإسرائيل وأمريكا أم يتم ترقيته الي أمينا عاما لجامعه الدول العربيه يُدلي بالتصريحات ويرسل المكاتبات ويتلقي المراسلات وينسق إجتماعات العرب "دون أن يستطيع أن يصدر قرار واحدا بدون موافقه الدول العربيه عليه" ..؟
هكذا كان الإعتراض القطري علي ناديه والموافقه علي سوسو ورحم الله فؤاد المهندس مع الإعتذار عن التشبيه ..
وفي إنتظار تعيين عرّابا جديدا للخارجيه المصريه يكون أقل حده في تصريحاته "الغير مستحبه" تجاه أمريكا وإسرائيل ..
مجدي المصري
التعليقات (0)