كل الظروف والأوضاع مُتشابهة .. من المحيط إلى الخليج لون الدم الذي يجمعنا واحد .. رائحة الموت المُنتصر على الموت خارطة الطريق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة بأموال الشعوب العربية، رؤساء وملوك المحميات حلفاء مع إسرائيل في تمزيق الأراضي وشطب التاريخ، تمهيدًا لتغيير مسار الحاضر والمستقبل، ليكون الداعم الحقيقي للمشروع الصهيوني في فلسطين تحت عنوان "الإرهاب" الذي بات هدفًا لمحمود عباس السعيد في دور الباحث الآخر عن شراكات سياسية قد تدفع باِتجاه حماية المحمية العباسية في المُقاطعة الأمنية بالضفة الغربية.
وبالتالي يمكن القول في مجموعة هذه الإجراءات المتتالية والمُتصاعدة ككرة الثلج المتدحرجة من فريق حزب السلطة في رام الله، أنها تأتي في سياق تعزيز الثقة بين الفاعل والمفعول به، وقد تحسم النقاش حول وطنية وعلاقة عباس بالوطن الذي لا يزال يعتقد أن هذه الخطوات الرامية إلى كسر إرادة وصمود قطاع غزة قد تقف عائقًا أمام طرح أفكار خاصة بمستقبل غزة، والذي في تقديري أن هناك مساحات كبيرة متوفرة اليوم أمام إعادة طرح مبادرات وطنية جديدة، قد تُشكل في مضمونها بُوصلة إنقاذ حقيقية لمستقبل القضية الوطنية، من خلال الشخصيات الوطنية الفلسطينية المستقلة أو من عبر الأحزاب التي يمكن لها أن تلعب دورًا تاريخيًا في مشروع التوافق الفلسطيني حول غزة التي تتعرض اليوم إلى تصعيد غير مسبوق، فلسطيني عربي وأمريكي يدعو إلى إدانة تضحيات الشعب الفلسطيني الطويلة من أجل نيل حريته من عبر الأراضي العربية السعودية، ولم يقف الأمر عند تصريحات الرئيس ترامب التي وصف فيها حركة حماس بالإرهابية، بل سنعتبر هذه التصريحات بمثابة إعلان المُوافقة العلانية والمباشرة للكيان الصهيوني على الاِستمرار في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، وعلى مشروعية العدوان على غرار تصريحات تسيبي ليفني وزيرة خارجية الاِحتلال الإسرائيلي عن الحرب وسحق المقاومة من القاهرة عام 2008م.
ومن هنا لا بد من طرح الأسئلة التالية على محمود عباس وخالد مشعل:
1_ هل سيحقق عباس مشروع الدولة الفلسطينية عام 2017م، من عبر التفاخر بتشديد الحصار على غزة أو من عبر الرهان على الموقف الأمريكي..؟؟
2_ هل جرأة ترامب في وصف حركة حماس "إرهابية"، كانت التعبير الصادق في الرد على طلب مشعل، وخاصة على دعوة ترامب في أن يلتقط فرصة التغيير الإيجابي في وثيقة حماس السياسية..؟؟
كل هذه التطورات تستدعي البحث حول .. لماذا لم تُعلن الإدارة الأمريكية قبل مغادرة مشعل رئاسة المكتب السياسي لحماس أو قبل التغيير في وثيقتها، أنها حركة "إرهابية، لذلك ثمة هناك تعقيدات سياسية كبيرة باتت تحتاج إلى إجابات حقيقية من مشعل بعد تسليم قيادة حماس لإسماعيل هنية المُنتخب، وإلى إجابات من يحيى السنوار، الذي هو في مُواجهة صراع مفتوح على كل الخيارات مع حكومة الكيان العنصري في إسرائيل، والذي هو أيضًا أمام تحديات أمنية جسيمة، ومسؤوليات وطنية تدعو إلى الرد على هذا السؤال المُباشر حول: هل سنكون مع خطوات قادمة تؤكد على سلامة نهج مشعل أو سنكون أمام مرحلة مختلفة تماماً بالرد والفعل الوطني والسياسي..؟؟ بحيث تبدأ هذه المرحلة بالرد على محمود عباس الذي يعمل على كسر إرادة الشعب الفلسطيني، للخُضوع إلى رغبات وشروط الاِحتلال الإسرائيلي الذي هو مُستمر في خطط تهويد القدس وتغيير الواقع الديموغرافي بالمدينة.
ملاحظة: يبدو قريبًا سوف يقصف الطيران الحربي الإسرائيلي في اليمن وليبيا والعراق والسودان، بديلاً عن الطيران العربي الذي سوف يقصف حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة بالتبادل.
بقلم: أ. منــار مهــدي
التعليقات (1)
1 - العار المنتصر
محمود الفسطيني - 2017-06-06 08:42:28
الخيانة كبيرة عرببا ..... كله يعمل لصالح العدو