مواضيع اليوم

الدوافع الذاتية للالحاد 2

مهند الموسوعة الحرة

2010-10-02 15:42:26

0

الدوافع الذاتية للالحاد:2

مدخل التحول:

كل فرد له شخصية مختلفة عن الاخر،والاختلاف بالتأكيد ليس مطلقا بل هو نسبي الى درجة يكون هنالك احيانا شبه تطابق بين العديد من الافراد... ان مفتاح شخصية كل فرد يمكن معرفته من خلال رغباته وطموحاته وآماله واحلامه وقدراته المتنوعة الخ ... سواء الايجابية او السلبية ومنها يتم النفاذ الى عقل وقلب الانسان،ومن هذه الابواب يتم تحشيد وتركيب الرأي العام الجمعي والفردي واعادة صياغته بطريقة تلائم التوجه السائد للدولة والمجتمع او تعاكسه!.

مهما وصلت قوة الشخصية الفردية فأن لها ثغرات ولو صغيرة يستطيع الاخرون النفاذ اليها بغية الوصول الى مرحلة الترويض او السيطرة او التحطيم! ان لم يكن هنالك هدف مثالي لاقامة رابطة متينة!...والتجارب التاريخية هي اثبتت لنا كيف ان البشر الاقوياء في الظاهر كيف تكون شخصياتهم متأثرة بقدر ما بالظروف المختلفة المحيطة والتي تؤثر حتما على مسار طريقه في الحياة...والظروف الذاتية او الخارجية المؤثرة هي عديدة ويمكن لنا معرفتها من خلال الاستعراض العميق للشخصيات المشهورة في التاريخ او من خلال التطبيق على الذات ورؤيتها كيف تتهاوى نفوسنا احيانا امام مواقف ومصاعب وظروف قد تكون في الظاهر قاسية او صعبة ولكن في الباطن العكس من ذلك وكثيرين يجهلون ما يحدث للانسان الاخر من حزن والم بالرغم من ظاهره القوي،واذكر هنا في مذكرات هتلر السرية التي كشفت بعد وفاته كيف كان يتأكد من غلق الابواب عليه ثم يأخذ بالبكاء كطفل صغير كلما حدثت كارثة للجيش الالماني ويصور ذلك بطريقة تخالف الشائع عنه!...

ان تغيير الانسان وتسييره يتم من خلال الفكر والثقافة او من خلال مصدر بقاءه على قيد الحياة وهي المادة التي يستطيع من خلالها اشباع كل احتياجاته الطبيعية وغير الطبيعية!...العامل الثاني اي استخدام المادة هو بلا شك مهم جدا وشائع الاستخدام وقد حاولت الحكومة والمعارضة في غالبية البلدان في العالم الاستفادة منه لغرض الاستمرار في حلبة الصراع المستمر بغية التحكم بالبشر في حالتي الخير والشر!.

اما العامل الاول فهو لايقل اهمية عن الاول وعن طريقه يمكن تحقيق النتائج الباهرة في السيطرة على البشر بوعي ظاهر او استخدام اللاوعي الباطن!ولا يمكن لاي انسان ازاحة هذا العامل من حياته وهو في داخل حتى الجهلاء والبسطاء المالكين لثقافة البيئة الموروثة!.

الثقافة والمعرفة هي بحد ذاتها سلاحا ذو حدين!... فهي مفتاح لبناء الشخصية المثالية وايضا تكون اداة تدميرية لها وتحويلها الى مسخ شيطاني في اتعس الظروف والحالات!...كما ان هذا السلاح الفعال يجب التعامل معه بروية وحكمة وقد لا تكون دفة السيطرة في متناول كل الافراد في القدرة المثالية للتعامل بسبب اختلاف البنية التكوينية والبيئة المحيطة التي تسحق ذاتية الانسان غالبا في ظروف قد يتجاهل الفرد الغير خاضع لها قدرتها التدميرية لكونه يعيش بعيدا عن مؤثراتها او حتى لا تؤثر فيه بسبب الاختلاف في المستويات والقدرات،وهذا التعامل اذا لم يكن مستندا على قدرة دفاعية مضادة فأن الانهيار او الوقوع بقبضة التدمير الذاتي الذي يسبب الهلاك مثل حالة الجسم عندما يتصدى للفيروسات التي تحاول الدخول ضمن اعضاءه فأذا كانت قدرة الجسم قوية وقادرة على ديمومتها لاطول فترة ممكنة فأن تأخير الانهيار حتمي لحين الوصول الى حالة الموت التي لا يمكن الفرار منها!...

ثقافة الالحاد تجد طريقها سهلا اذا كانت الظروف مهيئة لها من خلال وجود الانسان المتقبل لكافة شروطها!...وقد نرى انسانا يمتلك صفات الثقافة الواسعة ولكنه يسقط فريسة لها والعكس صحيح ايضا!.

ان ظروف الوقوع في الحالات كافة هي مختلفة وقد يكون الانسان المتمكن ثقافيا ومعرفيا غير قادر على صد ثقافة الالحاد التي هي من انتاج انسان اخر والذي يكون عادة عارفا بمستوى معين من ايجابيات وسلبيات الاخرين التي يستقبلونها منه من خلال مهارة مكتسبة ويروم نشرها بين الجميع لمختلف الاسباب التي يراها صحيحة والتي من بينها انها العقيدة الصحيحة التي تنقذ جميع البشر من الاختلاف والصراع والعنف والاستغلال وتحل محلها مبادئ الحب والسلام والرحمة والمشاركة الخ من المبادئ المعلنة او المخفية!.

تشبه حالة وقوع انسانا قويا ثقافيا ومعرفيا في شبكة الالحاد كمثل انهيار انسان قوي البنية تحت تأثير امراض شائعة يستطيع تجنبها احيانا بالوقاية البسيطة! وقيامه من جديد يكون غالبا صعبا بالتأكيد لكون انسجة تلك الشبكة محكمة الاغلاق!...وعادة تمثل كثرة الاسلحة بدون استخدامها بمهارة دالة وبالا وعبئا على صاحبها،وهنا الثقافة مثل السلاح المكدس وبدلا من ان تكون للدفاع سوف تصبح للابادة الجماعية.

ان الاستقبال الذاتي لكل ماهو خارجي من الناحية الثقافية والمعرفية هو دليل ضعف وعدة قدرة على امتلاك الاسس الصحيحة للثقافة التوجيهية حتى اذا كانت الثقافة الذاتية عالية المستوى وتلائم الانسان وطبيعته المختلفة عن سائر المخلوقات.

ان طرح اي ثقافة بما في ذلك ثقافة الالحاد لا يكون بمستوى واحد من الفهم والتوضيح لدى المصدر والمستورد بل تكون بمستويات اخرى متعددة تلائم مختلف الطبقات والبشر ولذلك فأن الطرح المتعدد الاتجاهات له تأثيرا اقوى واوسع اذا ما اريد تقديم المادة الثقافية وفق الرغبات والعقول المتنوعة والراغبة في استقبالها! والعكس صحيح ولذلك نرى ان الخطاب الالحادي في اوروبا مختلف عن الموجود في الهند الصينية وبقية المناطق الاخرى،ولو حدث العكس لكانت النتائج ايضا معكوسة! ولذلك نرى ان الثقافات غالبا ما يتم تحوير وتفعيل بعض مرتكزاتها لكي تلائم الموروثات البيئية،ومن هنا نشأت ما يسمى بالماركسية اللينينية في روسيا والماركسية الماوية في الصين،والكاستروية في امريكا اللاتينية!.

ان الدخول في معتقد ثقافي جديد اسهل من الخروج منه ولذلك نرى دخول اجيال في الالحاد ولكن الخارجين منه اقل! دون ان ننسى ان الظروف الموضوعية تسمح احيانا بنمو ثقافة ما او تضعف انتشاره!...

ليس من اللائق تصور البناء الفكري للالحاد بأنه هزيل ولا قدرة له على المواجهة كما انه من الخطأ التصور انه فكر وعقيدة علمية صائبة يستحيل اختراق جدرانها العالية!...فهذا البناء هو اساسا ناشيء من الاستفادة من تناقضات او ثغرات(كما يحلو تسميتها لدى الملحدين!) موجودة في البنى العقائدية او الفكرية لمجتمع ما،و قد يكون ذلك الضعف موجود في الفهم والاستيعاب دون الوصول الى الفهم الحقيقي الكامل الذي يصعب اخضاعه لمنطق الالحاد والبعيد عن السيادة لصالح الفهم المشوه الذي جرى تحويره كي يلائم الطبقات المتحكمة!.

لقد سادت شبهات عديدة استخدمها الملحدون كوسيلة لنشر عقيدتهم،ومن خلال تلك الشبهات الملقاة بالاساس على اتباع الديانات الاخرى،استطاعوا الدخول في مجتمعات كانت في الاساس مغلقة عليهم بسبب قوة الايمان الديني مثل شعوب العالم الاسلامي والشعوب الشرقية الاخرى،واصبحت تلك الشبهات المثارة السلاح الفكري المفضل لديهم حتى تسود فكرتهم المغلفة برداء الحرية والتقدم وحقوق الانسان!.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات