مواضيع اليوم

الدوافع الذاتية للالحاد:6

مهند الموسوعة الحرة

2010-10-17 15:21:24

0

الدوافع الذاتية للالحاد:6
اذا لنعود الى نقد الملاحدة لما يشاع من الاخطاء المدونة في تاريخ السيرة النبوية والتي يقدسها بكامل تفاصيلها المدونة خطأ عدد كبير من المسلمين دون ان يعوا ان ذلك التقليد والتقديس لحقائق تاريخية هو ليس له علاقة بالعقيدة الاسلامية المنزلة في القرآن بقدر ما هو احترام واجب عليهم تجاه الرسول(ص) والمحيطين به!...نعم يكون هنالك احترام ولكن اذا تم التأكد بصورة مطلقة من وقوعه وصدوره عن النبي محمد(ص) بما لا يدع مجالا للشك والريبة!...ولكن تلك الحالة اساسا مفقودة بسبب عدم الاتفاق بين المسلمين من جهة لشيوع مختلف المذاهب بينهم كما ان ضعف الدقة في النقل سبب قوي للحكم بضعف المستند الذي يرفعه الملاحدة على الاسلام ونبيه الكريم والتشهير بهم ثم يعممونه بأستقراءاتهم المسبقة الى الالحاد الشامل في ادبياتهم المشهورة للدلالة على صحة مايرونه!.
اذا اطلعنا على الكثير من النصوص النقدية،نرى ان استعارة الاحاديث والوقائع قد تمت بدرجة عالية من كتاب صحيح البخاري ومن ثم كتب الصحاح والحديث الاخرى بدرجة اقل والتي يعتقد بصحتها ويلزمون انفسهم بها اصحاب المذاهب السنية الاربعة فقط، وهذه الكتب هي محل نقد وتحليل ضمن صفوف اتباع المذاهب السنية انفسهم قبل غيرهم بالرغم من وجود متشددين لا يقبلون بمراجعتها ويحكمون بصحتها وكأنها قرآن منزل من عند الله تعالى! فكيف في هذه الحالة القبول بمنطق ان تلك الكتب يلتزم بها المسلمون كافة بكل ماجاء بها؟! انه استدلال ضعيف يقود الى نتائج اضعف!.
ان الكثير من الاحاديث والروايات التاريخية غير موجودة اساسا فيها او بعضها قد حرف وموجود في تلك الكتب التي الفت بعد مرور قرنين على الاقل من بداية الدعوة الاسلامية!...ولنأخذ مثالا بسيطا يبين لنا خطأ هذا الاستناد الغير دقيق من العصر الحديث فنرى في واقعة واحدة وشهيرة مثل احداث ايلول(سبتمبر)2001 وقد ظهرت مباشرة بعدها للاسواق كتب ومقالات جرت كتابتها لتنقل الواقعة وتحللها من مختلف المصادر والاراء وهي متباينة في التقييم والتحليل الى درجة عجيبة من الاختلاف فكيف وقائع واحاديث مرت قرون عليها وتنقل بوسائل بدائية وبطريقة الاعتماد على تسلسل طويل من الرواة وبعضهم مشهور بالكذب والوضاعة ؟!دون ان ننسى ان مجرد نقل الحديث من شخص لاخر كما يحصل اثناء التجارب الشخصية سوف يدخل فيه التحريف او التدليس او عدم الدقة فكيف بتلك السلسلة الطويلة من الرواة المتناقضون احيانا في مذاهبهم وخطهم السياسي والفكري العام مع وجود الدولة ورجالاتها من اهل العلم والفكر الذين يؤيدونها في كل شيء بما في ذلك قدرتهم على تحريف الشريعة والتاريخ لخدمة اغراضها مع انتشار مؤلفاتهم لكون الاراء المعارضة مخفية ومحاربة الى درجة الابادة الكاملة! وكيف لنا في هذه الحالة القبول بكل ماجاء في تلك الكتب وبخاصة تلك المخالفة للعقل والمنطق والدين والتي يستند الملاحدة واصحاب الديانات الاخرى في التشنيع بالاسلام للوصول الى غايتهم الكبرى في الغاء الاديان والقبول بالالحاد دينا جديدا؟!...انه منطق عجيب وغريب تظهر على اساسه الكثير من المؤلفات والدراسات ويغير بعضهم دينه او حتى يلحد لمجرد الاستناد الى تلك الوقائع التي لايقبل بها بعض المسلمون انفسهم!.
السيرة الذاتية للنبي محمد(ص) هي محل نقاش ونقد من جانب الملاحدة وبخاصة المروي عن زواجه بعدد كبير من النساء ومن بينهم السيدة عائشة وهي بعمر صغير جدا!...اقول:كما ذكرنا في الحديث السابق فأن السيرة الذاتية المدونة للرسول الكريم(ص) ليس معناها انها دقيقة الى درجة لا تقبل الشك في التفاصيل المذكورة في الكتب التي يؤلفها المسلمون انفسهم! ولنعطي مثالا بسيطا للمقارنة والتوضيح وهو انه في هذا العصر نفسه مازال عدد كبير من الناس من يجهل بدقة تاريخ ميلاده ويعطي بعض الدلائل القريبة منه للاستدلال فكيف في ذلك العصر الذي هو مثالا للتخلف والجهل؟!...اذا في هذه الحالة سوف يكون لدينا شك كبير في دقة تاريخ ميلاد الغالبية الساحقة من معاصري الاسلام بكافة مراحله وليس في مراحله الاولى فقط! هذا من جانب...اما من الجانب الاخر فقد كان بعض مدوني اصحاب المذاهب الاسلامية يميلون الى السن الصغيرة للدلالة على عبقرية صاحبها او انها مسددة من السماء كدليل على صحة تابعيتهم لها او لاسباب اخرى مجهولة! ومن ضمن الامثلة هي تصغير عمر السيدة عائشة لدى السنة وتصغير عمر السيدة فاطمة الزهراء(ع) لدى الشيعة ولا ادري ما المانع من ان يكون صاحب القدسية كبير في السن او ان عمره الحقيقي طبيعي كالاخرين؟!... والغريب ان المتطرفين في الاخذ بتلك الاعمار يتفقان بدون اي اتفاق مسبق بينهما في كونهن تزوجتا بعمر 9 وتوفى الرسول(ص) وعمرهما واحد وهو 18! انها دلالة غير مفهومة حقا!... في الحقيقة يتمسك البعض وكأن ذلك حقيقة قدسية لا مجال للهروب منها في ان عمر عائشة  عند زواجها كان بحدود 6-9 سنوات والمذكورة في بعض الكتب وعلى رأسها كتاب البخاري والذي نقلت بقية الكتب عنه ذلك القول!وهو يناقض نفسه في روايات اخرى مذكورة في ثنايا كتابه او الكتب الاخرى السابقة او اللاحقة يمكن بواسطتها وبسهولة الاستدلال من خلالها على ان العمر الحقيقي والاقرب للصواب والدقة التاريخية ولا يناقض تلك النصوص وسياقاتها بأكملها،هو انه بين 16-21 وهو طبيعي في هذه الايام ايضا دون الحاجة الى تبريرات واهية لبعض الكتاب من كون المرأة البدوية ذات قدرات خارقة وتكبر بسرعة فائقة،مع ملاحظة ان الحوادث المذكورة بعد الهجرة مباشرة والتي اشتركت فيها السيدة يدل على ان عمرها ليس قصيرا الى درجة تكون احد الشخصيات الهامة في بيت الرسول(ص)لان صغر السن سوف يؤدي الى ضعف الاهتمام بها خاصة في ظل تواجد الكبار،كما ان الفارق ليس كبيرا مع اختها اسماء التي لا يقل عمرها عند الهجرة ب27 سنة الخ من الادلة التي تضعف التخاريف التي تملأ بطون الكتب وتحشو العقول دون التحقق من ماهيتها ودقتها على الصمود في الميزان النقدي، وفي حالة فرض عدم وقوع اي خطأ او تحريف في مجال نسخ وطباعة الكتب وهي حالة شائعة في عصرنا الحالي فما بالك في تلك العصور التي يتم اعادة طبع الكتاب مرة واحدة خلال عقود طويلة من الزمن!...
المسألة الاخرى والتي ينبغي التنبه لها هي ان اغلب الكتب التاريخية ينقل من كتاب واحد او بضعة كتب رئيسية مما يعني ان عدم التحقق من النقل شائع الى درجة تثير الانتباه كما لاحظنا في حالة سيف بن عمر التميمي ومدى تأثيره دون ان يكون هنالك تحقق مما يرويه وينفي ما جاء وشغل بطون الكتب بالرغم من الاعتراض الذي ابداه البعض في تلك الفترة والذي لم يحمل على محمل الجد!.
كذلك يتصور الرأي المخالف في ان الزواج المتعدد يؤدي الى اخذ تصور بأن الرسول(ص) هو منشغل بالنساء والزعامة وليس بالدعوة وغيره...ان ذلك تصور ضعيف اذا استعرضت الظروف الموضوعية في تلك الازمان،فهو(ص) كان متزوجا لفترة طويلة من امرأة واحدة ما يقارب من 25 عاما وهو في عنفوان شبابه وكذلك كان زواجه بعد ذلك من نساء كبيرات في السن ارامل او مطلقات لا يؤدي الى الاعتقاد بهذا الرأي وانما لمساعدتهن ولتقوية الاواصر بين اصحاب الدعوة الذين كانوا محاصرين في كل مكان بالاضافة الى شيوع حالات الزواج بأكثر من واحدة في زمن كانت الحياة بسيطة وقصيرة في نفس الوقت الخ من الاسباب التي تضعف الرأي الذي يعتقد به الملاحدة!.
كما ان شبهة ان الاسلام يهين المرأة بسماحه بالزواج من اربع وبالتالي كيف يمنح الله تعالى ذلك لعباده وهو الذي خلقهم!...انه منطق غريب فالاسلام لا يوجب الزواج بأكثر من واحدة كما انه يضع شروطا قاسية يتجاهلها غالبية الراغبين بالزواج من اكثر من واحدة تبعا لشهواتهم او لظروفهم الاجتماعية وعاداتهم المتوارثة التي لا تمت للدين بصلة كما هو شائع ايضا لدى الشعوب الاخرى، وانما سمح وحسب قبول المرأة الاولى وبخاصة في حالات استثنائية كالحروب التي يقل فيها عدد الذكور او الترمل والطلاق وغيره،وفي الحقيقة ان الاسلام كرم المرأة بأكثر من الشرائع المدنية والمتوارثة الحالية حتى اننا رأينا كيف برزن في العلم والجهاد في زمن كان متأخرا كثيرا في كل ملامحه ويمكن لنا المقارنة الى عهد قريب كيف يتم استغلال النساء بطرق دالة على وضاعة الخلق البشري الذي يضعه تحت عناوين ثانوية مزيفة لا علاقة لها بتحرير المرأة!...واذا كانت هنالك صور بشعة لاستغلال المرأة في تاريخ الشعوب الاسلامية فأن ذلك هو جزء من المشكلة العامة التي وصل فيها الانحطاط السياسي والاجتماعي نتيجة سيادة الاستبداد والطغيان والعادات القبلية والاجتماعية البالية والتي اوصلت الشعوب بكافة افرادها الى ادنى الدرجات الحضارية والاخلاقية!.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات