الدكتور محمود جبريل من خيرة رجال ليبيا الأكفاء ولا أحد يجادل في هذا . ونحن جميعا نقف له إحتراما له لأرساء المبدأ الديمقراطي السليم ليكون قدوة لأي مسئول في ليبيا الأن وفي المستقبل وهو مبدأ الأستقالة عند العجز عن أداء دوره لأي سبب من الأسباب وترك المجال لغيره . فتبادل السلطة هو عماد اساس الديمقراطية وليست ديمومة الكراس كما عرفها مجنون وطاغية ليبيا. الدكتور محمود جبريل خبير وعالم ولكن في رأيي تنقصه التجربة السياسية . فكثيرا ما يقول ما يعتقده دون الأخذ في الأعتبار أثار ذلك على سامعيه . وهو سياسي مسئول كلامه يعبر عن رأي حكومة الشعب وليس رأيا خاصا يبديه كما يرى دون إحتراز خارج الحكم . فمثلا قوله (فشلت في إدارة الازمة لاني ليس لدي سلاح ولا أستطيع الوصول للأعلام وليس لدي مال ) قد يكون هذا صحيحا في الحياة العملية، ولكن لا يجب ان يكون من مبادئ السياسة والحكم . فالحاكم الذي يحكم بالسلاح والاعلام والمال هو الحاكم الدكتاتور كالقذافي . وكذلك إقتراحه بانشاء الشركات الأمنية وهي لدى الراي العام تعني شركات الأمن الأمريكية في العراق . وقد لايكون هذا رأي الدكتور محمود جبريل ولكن مجرد ذكر شركات الأمن يئير الغضب في النفوس لمعرفة ما عملته في العراق . وقد طالب الدكتور جبريل الثوار بتسليم سلاحهم والعودة إلى بيوتهم وهو كلام سليم ولكن التلفظ بهذا الطلب بهذا الشكل قد يفهمه الثوار بأنه يطردهم بعد كفاح فقدوا فيه الارواح والجرحى وزملاءهم . مسألة عودة الثوار إلى بيوتهم واعمالهم يجب أن تتم بعد إكتمال تأسيس الجيش وقوات الأمن ودعوة الثوار ألى الأنضمام لها أو توفير عمل لهم في الأعمال المدنية أو وعدهم على الأقل بالسعي لتحقيق ذلك في القريب العادل . لكن مع إحترامنا للثوار فأن بعضهم يتصرف بخطأ بالأصرار على البقاء بسلاحهم بين السكان المدنيين , وعدم تسليم سلاحهم للدولة بعد ان طلب منهم ذلك وإنتهاء مهمتهم . والأسوأ من كل ذلك طلبهم المشاركة في الحكم . من حقهم أن يطالبوا بالحصول على عمل إسوة بغيرهم فهم جميعا لا يزيد عددهم عن 1% من كل المواطنبن الذين لديهم نفس الحق. وهم كمواطنين يجب أن يخضعوا لمن أتفق عليه الشعب بتولي مسئولية الحكم وتنفيذ الاوامر الصادرة لهم . ومشاركتهم في الحكم يجب أن تكون في صناديق الأنتخابات كغيرهم من المواطنين سواء بسواء وليس من حقهم فرض أشخاص للمشاركة في الحكم . والأسوأ من ذلك الذي رأيته في مظاهرات الثوار المطالبة بمرتبات لا أعرف لماذا ، مع الأصرار على بقائهم متمسكين بالسلاح وأحتلال المباني العامة بما فيها المدارس . فهل حارب الثوارمن أجل تحرير ليبيا من حكم دكتاتوري وأقامة نظام ديمقراطي أو حاربوا من أجل الفلوس والمناصب ؟ سمعت أصواتا في الظاهرات التي جرت اخيرا أن بعضهم يتلقى ثلاتمائة أوخمسمائة أوثماني مائة دينار شهريا ويطالبون بالمواساة . أليس ذلك مؤسفا . إذا كانوا عاطلين عن العمل فلهم الحق في المطالبة بايجاد عمل له عند توفره ومن واجب الحكومة السعي لتوفيره بقدر المستطاع . أما إذا كانوا موظفين وعمال فيجب الرجوع إلى أعمالهم وتلقي مرتباتهم كغيرهم . وإذا كانوا طلابا فوضعهم كباقي ملايين الطلاب . علينا كليبيين مواطنين وحكاما أن نفهم واجباتنا لتحقيق حياة ديمقراطية سليمة . ولا نحول البلاد إلى صراع فيما بيننا على الفلوس والسلطة ودكتاتورية العناد حتى يقفز دكتاتور جديد على السلطة ويفرض رأيه فلا حرية ولاحكام ولا ثوار غيره وأزلامه وعندئد يندم الجميع .
التعليقات (0)