الدكتور سلام فياض في الحرم الإبراهيمي
بقلم/ حسام الدجني
أدى الدكتور سلام فياض صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن، للتأكيد على إسلامية وعربية المقدسات الإسلامية في مدينة الخليل وفي كل بقعة جغرافية من فلسطين.
حيث تأتي زيارة الدكتور سلام فياض للحرم الإبراهيمي بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، ومسجد بلال في مدينة بيت لحم إلى المواقع التراثية الإسرائيلية، حيث أثارت هذه الخطوة ردود أفعال رسمية وشعبية رافضة لخطوة الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية.
حيث حذر السيد محمود عباس من أن الخطوة الإسرائيلية تنذر باندلاع حرب دينية، بينما ذهب السيد إسماعيل هنية للدعوة إلى انتفاضة ثالثة.
لكن ما لفت انتباهي في ما تحدث به الدكتور سلام فياض للصحفيين عقب خروجه من الحرم الإبراهيمي، وقد قال كلاماً وطنياً، ولكن أثار انتباهي جملة بين السطور تعبر عن فكر ومنهج الدكتور سلام فياض حيث قال: " أننا لن ننجر إلى مواجهة إرهاب المشروع الاستيطاني بالعنف".
أعتقد أن منهج وتفكير الدكتور سلام فياض، ووظيفته لن تسمح باندلاع انتفاضة ثالثة ولا حرب دينية، ورسالته موجهه إلى السيد محمود عباس والى السيد إسماعيل هنية، والى الشعب الفلسطيني، فاستمرارية حكم الدكتور سلام مرتبطة بالهدوء والأمن والاستقرار في الضفة الغربية، وهذا شروط المانح الدولي للسلطة الفلسطينية، ولكن يا دكتور سلام فياض إن حدثاً بوزن تهويد الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال هو مقدمة لتهويد المسجد الأقصى، وتغيير ملامح الأماكن المقدسة،وتغيير التراث وارتباطنا بالأرض، فهل هذا لا يستحق غضب الضفة الغربية، فلو كنت خطيب الجمعة في الحرم الإبراهيمي اليوم،لرويت عليك ما روي عن الإمام الشافعي: "من استغضب ولم يغضب فهو حمار"، ونحن لسنا شعباً من الحمير، نحن شعب وأمة تغار على مقدساتها، تثأر لحرماتها.
أتمنى أن تكون قراءتي لما تحدث به الدكتور سلام فياض خاطئة، وان تكون شرارة انتفاضة المقدسات تنطلق من مكتب الدكتور فياض، ولكن هل هذا يتوافق ومع سياسة الجنرال دايتون بالضفة الغربية؟ وهل هذا يتقاطع مع اعتقال المقاومين؟ أعتقد أن اندلاع انتفاضة المقدسات تحتاج إلى قيادة حكيمة وطنية وثورية، وأن الحرب الدينية التي تحدث عنها السيد محمود عباس يجب أن تندلع، لأن السيطرة على التراث، وتهويد المقدسات، وزيادة بناء الوحدات الاستيطانية في التجمعات الكبرى، هي دليل أن إسرائيل دولة كولونيالية استعمارية، لا تريد سلام، ولن يردعها سوى المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية.
حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)