على خلفية الأحداث التي جدت في الآونة الأخيرة في كلية الآداب بمنوبة عقد الحقوقي الصادق بلعيد لقاء مع الأساتذة والطلبة لمناقشة أسباب وخلفيات وتبعات هذه الحادثة وذلك مساء أمس الاول بإحدى قاعات الجامعة. ووسط حوار مشحون بالدموع والابتسامة تحدث الصادق بلعيد عن ضرورة احترام حرمة الحرم الجامعي واعتبر ان المساس بالجامعة هو مساس بالعلم، وأن مصير البلاد يتأثر اذا ما تزعرعت الكلية، فكلية منوبة على حد تعبيره هي القدوة ووصفها «بسيدي بوزيد الجامعة التونسية» وذكر الصادق بلعيد ان ما حدث في جامعة منوبة من اضطرابات حول المنقبات والتعدي على الإطار التربوي لم يشهد له مثيل من قبل. مضيفا ان ما كان يحصل سابقا هو مجرد اضطرابات يقودها شباب محمولون على بعض التطرف والثورة. مؤكدا أن هناك أطرافا متعددة ساهمت في اشعال فتيل الاضطرابات ومع كل أسف هذه الأطراف ليست متساوية وهناك تناقض كبير. على حد تعبيره.
الحكومة لم تتفاعل
عن مواجهة الحكومة لهذه الأحداث يقول الصادق بلعيد انها لم تتفاعل ولم تتناغم مع الهيكل الجامعي محملا المسؤولية الاولى لوزير التعليم العالي الذي «لم يفعل شيئا بل تفوّه بتصريحات أزّمت الوضع» على حد تصريحه. هذا الموقف من وزير التعليم العالي شبّهه الصادق بلعيد بموقف الوزير الاول عندما سئل عن مصير الجالية التونسية في سوريا على خلفية طرد السفير السوري فأجاب «لينا وليهم ربّي..» «فلا أتعجب» يقول بلعيد، من هذه الحكومة عندما لا تقدم على القيام بما هو دستوري وقانوني وهو حفظ الأمن. مضيفا انه لا يوجد في الوقت الحالي مؤشر من هذه الحكومة لحماية هذه البلاد وهذه الثورة. متوجها الى الطلبة والاطار التربوي بالقول: «البحر أمامكم والعدو وراءكم» لذلك يضيف بلعيد: الجامعة تتحمل المسؤولية في بذل مجهودات لمجابهة الأخطار وبصفته مختصا في القانون يقول ان الاعتماد على القانون في الظروف الاستثنائية ضعيف الجدوى لذلك لابد من انشاء مجموعة ساهرة على احترام قانون الجامعة والاتفاق على نظام أمني داخلي يكون أكثر صرامة مما هو موجود الآن. ويؤكد السيد الصادق بلعيد «لا أحد بعيد عن ضربات القانون ومن ألحق ضررا يجب ان يقوم بجبره...» مضيفا انه لابد ايضا من القيام بحملة توعية لأعضاء المجتمع المدني من أولياء وأنظمة حزبية ونقابية لما له من دور مهم في حماية الجامعة، على حد تصريحه.
الصادق بلعيد يقول: «انه غير مقبول ان تتعاطى السياسة داخل الحرم الجامعي كما هو غير مقبول أن تتعاطى المحرّمات داخل المساجد» فهو يرى أن الجامعة مثل المسجد. ويرى ايضا انه ليس هناك توازن في تحمّل المسؤوليات، مضيفا أنه بعد فشل الوزير في هذه المهمة حيث لم يأت بموقف يعبّر عن شعوره بالمسؤولية لابد اذن من الالتجاء الى أعلى هرم في السلطة.
خوف واستياء
من جهة أخرى عبّر الأساتذة عن تخوّفهم من هذا الوضع واستيائهم من عدم تطبيق القانون ومقاضاة المتهمين الذين اعتدوا على الإطار التربوي خاصة وأن هناك تهديدات بالقتل وإهانات متسائلين عن مدى امكانية مقاضاة الوزير والحكومة ما دام الضرر ثابتا والتقاعس ثابتا على حد تعبير البعض.
وانتهى اللقاء والنقاش بالتفاؤل وبالتصميم على التصدي لهذه الظاهرة وبدموع أحد الأساتذة.
نجوى الحيدري
التعليقات (0)