زار الدكتور إبراهيم الجعفريّ رئيس التحالف الوطنيِّ العراقيِّ بمعيّة وفد من تيار الإصلاح الوطنيِّ سماحة السيِّد عمار الحكيم في مقرِّ المجلس الأعلى الإسلاميّ.
وجرى خلال الاجتماع بحث تداعيات الأوضاع الأمنيّة في البلاد، وخطورة الموقف في محافظة الموصل، وضرورة الإسراع في وضع المُعالَجات التي من شأنها استعادة الأوضاع الطبيعيّة في المحافظة، علاوة على مُحاسَبة المُقصِّرين في أداء واجباتهم الأمنيّة، وضرورة توحيد الصفوف في مُواجَهة الأزمة الأمنيّة من خلال المُبادَرة التي طرحها الدكتور الجعفريّ لجمع الرموز السياسيّة، وإيجاد الحلول.
وإلى حضراتكم نصّ المُؤتمَر الصحفيِّ عقب الاجتماع:
الدكتور الجعفريّ:
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً أبدأ بالشكر والثناء للسيِّد الحكيم على حسن ضيافته، واستقباله، وبما استغرق الوقت من نقاشات ونقاط احتلَّ الملف الأمنيُّ الصدارة في الحديث، وأسباب التداعيات الأمنية المُفاجئة التي حصلت في الموصل، أو ما يُهدِّد بقية المُدُن الأخرى.
وقفنا عند هذه الظاهرة، وأسبابها، وكيف نتعامل معها، وهذا الشيء مُؤسِف، بل مُحزِن أن يتهدَّد أبناء شعبنا بنسائهم، ورجالهم، وأطفالهم، وسيادة العراق، وثرواته.
مسؤوليتنا جميعاً أن نُكثّف الجهود من أجل الحيلولة دون تفاقم هذه الحالة، وإرجاع الموصل الحبيبة، والشقيقة، والمدينة الزاهرة، والزاهية فهي أم الربيعين، وواجهت حصارات مُتعدِّدة على طول التاريخ يجب أن نقف إلى جانبها كشقيقة، ويجب أن نمنع التجاوز على أعراضهم ونسائهم، وكلَّ ما يتعلق بمدينة الموصل، وكذلك بقية المُدُن. هذه الحالة تراكمت منذ فترة طويلة، ويستدعي الوقوف وقفة مُتأنّية ومسؤولة؛ لتقييم أداء القوات المُسلّحة، وهذا التقييم يجب أن يُفضي إلى كشف النقاب عن نقاط القوة، ونقاط الضعف، ويجب أن نعرف مكامن الضعف التي أحاطت بهذه الحالة؛ حتى نُجري التقييم، وترتيب الأثر، والمُحاسَبة على هذا الأساس، وفي الوقت الذي نُسجِّل فيه إشادتنا، واحترامنا، وتقديرنا نُحيِّي شهداءنا وجرحانا الذين قدَّموا في هذا المجال، ويجب أن نقف موقف التقييم، والتدقيق، ومعرفة الأسباب.
أخذ الحديث حجماً جيِّداً من الوقت حوا هذه الحالة، ونتعاون بروح التصميم على تجاوز المحنة إلى المُستقبَل الواعد، وحفظ الوحدة العراقيّة، وحفظ معنويات المواطنين، والحدِّ من هذه التداعيات.
إنَّ شعباً له هذا العدد من الشهداء، ومدينة لها مثل هذا التاريخ العريق، وذات القابليّة ستنتصر -بإذن الله تعالى- وإن أخذت بعض الوقت، ولكنَّ هذه مسؤولية الجميع؛ لذا سيأتي موقفنا عند هذه المُبادَرة ليوم غد بدعوة الرموز إلى اجتماع؛ للوقوف عند هذه الظاهرة.
لا ينبغي أن نجعل روح اليأس والهزيمة تتسرَّب، وقد اتفقنا على ضرورة مُواصَلة دعم أبنائنا من القوات المُسلّحة الأشراف، ونشدُّ على أيديهم، وندفعهم أكثر فأكثر، ويقف شعبنا، وكلُّ مُؤسَّساتنا، وأبناء عشائرنا، وأحزابنا، وحركاتنا، ومُؤسَّسات المُجتمَع المدنيّ يجب أن تقف، وتتأهَّب لمُواجَهة هذا الهجوم الغاشم، كما وقفنا عند ضرورة تجنيد الأصدقاء والأشقاء من دول المنطقة من خلال السيطرة على حدودها، ومُخاطَبة الأمم المتحدة، ويجب أن نُذكِّر الولايات المتحدة الأميركيّة بالاتفاقيّة الأمنيّة، والاستراتيجيّة، وهي مُلزَمة بحسب بُنودها بأن تأخذ دورها في مثل هكذا حالات، وقد توقّفنا كثيراً عندها.
نحن لن نتخلّى عن شعب الشهداء، والحضارة، والفكر، والقِيَم، ومرة أخرى أسجِّل شكري لسماحة السيِّد على دعوته الكريمة، وعلى وقته، وما دار من حوار بيننا.
السيِّد عمّار الحكيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشكَّ أننا سعداء بزيارة دولة السيِّد الجعفريِّ، والإخوة الكرام من قيادة تيّار الإصلاح الوطنيِّ، وكانت فرصة للتداول المُعمَّق فيما يخصُّ الأوضاع الأمنيّة، والأوضاع العامّة في البلاد والمنطقة.
الاستراتيجية الأمنيّة تحتاج إلى إعادة نظر، كما قلناها في أكثر من مُناسَبة، والظروف الصعبة التي نمرُّ بها اليوم، والتي تُثير القلق الكبير لدينا جميعاً تُؤكِّد على أهميّة المُراجَعة، ووضع الاستراتيجيّة الأمنيّة الصحيحة التي تأخذ بنظر الاعتبار المُعالَجات الأمنيّة إلى جانب المُعالَجات الاجتماعيّة، والسياسيّة، والتنمويّة، وتستعين بالقوى الشعبيّة بشكل حقيقيٍّ في هذه المناطق والمحافظات على قاعدة: (أهل مكة أدرى بشعابها)، وأبناء المناطق هم الأقدر على تحمُّل مسؤولياتهم.
ثمّنا بشكل كبير دور القوات المُسلّحة، والضباط المُخلِصين في الدفاع عن الوطن، والمُواطِن، والعتاب الكبير لبعض المُتخاذِلين، والذين نتمنى أن يُتابَعوا من قبل المحاكم العسكريّة المُختصّة، ولا يُمكِن التساهُل بحقِّ مَن يتساهل، ويخذل الوطن في الظروف الصعبة، ويتنصَّل عن واجباته ومسؤولياته.
إنَّ التحالف الوطنيَّ يُشكِّل المِظلّة المهمة في المسار السياسيِّ، وعمليّة تشكيل الحكومة؛ وفي ظلِّ التطوُّرات الأمنيّة بالغة الحساسيّة تحظى بأهمية كبيرة يجب أن لا نشهد حالة من الفراغ السياسيِّ، ونحن نقترب من فترة انتهاء عمر البرلمان، وهذا ما يجعلنا جميعاً أمام مسؤوليّات جسيمة في سرعة تشكيل وعقد البرلمان الجديد، وتشكيل الحكومة ضمن الأسقُف الدستوريّة الموضوعة لها، وهذا يتطلب حراكاً، وجهوداً ضمن التحالف الوطنيِّ؛ للوصول إلى المُرشَّح الذي يُعتمَد من قبل التحالف ضمن الآليات التي يضعها التحالف.
هناك لجنة مُشكَّلة، وهناك لجان أخرى ستتشكَّل؛ لتضع النظام الداخليَّ للتحالف، والبرنامج الوزاريَّ الذي سيُعتمَد، وطبيعة توزيع الأدوار، والمهامِّ، وآليات الإشراف، والمُراقَبة لأداء المسؤولين التنفيذيين الذين يُرشِّحهم التحالف الوطنيُّ لمواقع الخدمة العامّة إلى غير ذلك.
نُريد أن ندخل المرحلة الجديدة بحالة مُؤسَّسيّة، مُتكامِلة، قادرة على أن تُعين المسؤول التنفيذيَّ، وتُراقِبه على حدٍّ سواء.
التعليقات (0)