استقبل الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة في مكتبه ببغداد سعادة مُمثـِّلة السياسات الخارجيّة والأمنيّة للاتحاد الأوروبيِّ فريدريكا موغريني، ووزير خارجيّة هولندا السيِّد البرت كونديرس.
وجرى خلال اللقاء بَحث الجهود الرامية للقضاء على عصابات داعش الإرهابية وسُبُل تعزيز التعاون فيما يخص المجال الأمنيّ، والإستخباريّ، علاوة على ضرورة تقديم المساعدات الانسانية للعوائل النازحة.
المُؤتمَر الصَحَفيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة مع مُمثـِّلة السياسات الخارجيّة والأمنيّة للاتحاد الأوروبيِّ فريدريكا موغريني، ووزير خارجيّة هولندا السيِّد البرت كونديرس
الدكتور الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم
دارَ اليوم خلال زيارة السيِّدة فريدريكا موغريني مُمثـِّلة السياسات الخارجيّة والأمنيّة في الاتحاد الأوروبيِّ، وكذلك السيِّد البرت وزير خارجيّة هولندا نقاط مُتعدِّدة، وعلى مُستوى عالٍ من الأهمّيّة، وتحدَّثوا فيه عن الدور الأوروبيِّ في دعم العراق، وتفهُّمهم العالي للخطر الذي يُحدق في العراق، وإصرارهم على مُواصَلة كلِّ أنواع الدعم سواء كان الدعم العسكريّ، أم الدعم السياسيّ، أم الدعم الإنسانيّ.
نحن من طرفنا رحَّبنا كثيراً بموقف الاتحاد الأوروبيِّ سابقاً بمُواكـَبة التغيُّرات التي حصلت، ومنها تشكيل الحكومة العراقيّة الجديدة، وشجب داعش، والوقوف إلى جانب العراق على مُستوى الإعداد، والدعم العسكريّ، والدعم الجويّ العسكريّ، والدعم الإنسانيّ، والدعم الدبلوماسيّ.
السيِّدة فريدريكا: شكراً معالي الوزير للترحيب الذي لقيناه من طرفكم.
هذه هي زيارتي الأولى إلى بغداد، لكنَّ هذا لا يعني أننا لم نلتقِ سابقاً، فقد سبق أن التقيتُ معاليكم في اجتماعات نيويورك، والتقيتكم أيضاً في بروكسل.
أنا أعمل جاهدة على أن أجعل على جدول أعمالي الاهتمام بالشأن العراقيِّ، وهذا ما أعمل عليه إذ نعتقد في الاتحاد الأوروبيِّ أنَّ أمن وسلامة العراق من أمن وسلامة أوروبا، العراق بلد مُهـِمٌّ جدّاً بالنسبة إلينا؛ وذلك لسببين، الأول: التحدِّيات التي يُواجـِهها العراق اليوم في قتاله ضدَّ داعش، وأودُّ أن أقول: إنـَّنا معكم في قتالكم ضدَّ داعش، ونتشارك معكم.
إنَّ هذا القتال ليس عسكريّاً فحسب، ولكنه قتال ثقافيّ، وقتال أفكار، وفي الوقت نفسه معركة تهمُّ كلَّ العراقيِّين، وكلَّ المُواطِنين في المنطقة والعالم، والسبب الثاني لاهتمام الاتحاد الأوروبيِّ بالعراق هو رغبة الاتحاد بأن تكون المنطقة آمنة، وتتمتـَّع بالاستقرار، والرفاهيّة، والازدهار.
أنا أرحِّب بشكل كبير بإنجازات العراق خصوصاً تشكيل حكومة شاملة للجميع، وكذلك الإصلاحات التي تـُجريها الحكومة العراقيّة، وسعيها إلى تحقيق العدالة لجميع العراقيِّين.
يجب هزيمة داعش في العراق هذا البلد الذي يتمتـَّع بالجمال والتناقضات، وهناك درس يُمكِن أن نتعلمه أنه يُمكِن أن نعيش سويّة، وأن نعيش بسلام.
شدَّد السيِّد الوزير (الدكتور الجعفريّ) على أهمّيّة الدبلوماسيّة الإقليميّة في المنطقة في هذا الصراع، ونحن نـُؤكـِّد بأنَّ الاتحاد الأوروبيَّ مُهتمٌّ بدعم العراق من الناحية الإقليميّة في تحقيق أهدافه في الاستقرار.
وزير خارجيّة هولندا: أشكر معالي السيِّد الوزير، وباقي العاملين لاستقبالنا اليوم، وقد جئتُ برفقة المُمثـِّلة العليا للشؤون الخارجيّة للاتحاد الأوروبيِّ، وهي تتحدَّث نيابة عن الاتحاد بأكمله.
دعوني أعبِّر عن رسالة تضامُن من الناحية الثنائيّة (هولندا- العراق)، وكما ذكر معالي الوزير هناك جالية عراقيّة كبيرة في هولندا مازالوا يُقيمون صلات وروابط مع العراق، وعبَّرت الجالية العراقيّة في هولندا عن تضامُنها مع العراق، وهم حريصون على العمل مع العراق؛ لتحقيق المزيد من فرص التوظيف، والمزيد من التقدُّم الاقتصاديِّ، وفي ظلِّ الأزمة الحاليّة أنَّ روح الأمل موجودة، وأنَّ هولندا تسعى إلى دعم العراق.
أودُّ أن أعلِمَكم بأن طائرات أف 16 باشرت يوم أمس مهامَّها، وهي طائرات تـُموِّلها الحكومة الهولنديّة ضمن جهد التحالف الدوليِّ، كما سنقوم بتوفير فرص تدريب للقوات الجوّيّة في أربيل وفي بغداد أيضاً.
نحن على علم تامٍّ بحجم المأساة الإنسانيّة التي واجَهها العراق إذ تـُشارِك هولندا بمبلغ 17 مليون يورو في دعم جهد الإغاثة الإنسانيّة، وسنستمرُّ في العمل، والتنسيق مع المُمثـِّلة العليا للشؤون الخارجيّة بدعم العراق، والاستمرار في توفير الدعم.
وإضافة إلى لقائي الرئيس العراقيَّ التقيتُ بمُمثـِّلي مُنظـَّمات حقوق الإنسان، وقد اتفقنا جميعاً على أهمّيّة احترام حكم القانون، والمُساواة بين الجميع، وأهمّيّة احترام الأقليّات، كاحترام الأغلبيّة في العراق، وعموم المنطقة.
بلادي الفضائيّة:
السؤال إلى السيِّدة فريدريكا موغريني: التحالف الدوليُّ قطع وعوداً كبيرة للعراق في هذا الوقت. إلى أيِّ مدى سيصل التحالف الدوليُّ في الإيفاء بهذه الوعود بخاصّة أنَّ العراق أدَّى ما عليه سياسيّاً، ويُؤدّي بشكل مُلفِت عسكريّاً على أرض الواقع، وكما تعلمون أنَّ هذه الحرب استنزفت العراق اقتصاديّاً، وإنسانيّاً؟
مُمثـِّلة الاتحاد الأوروبيّ: دعم الاتحاد الأوروبيّ للعراق لا ينحصر في القتال ضدَّ داعش، فقد بدأ دعم الاتحاد للعراق منذ وقت طويل، وقبل هذه الأزمة، ولا يعود الفضل لي في ذلك الوقت إذ كنتُ أشغل منصباً آخر، ولكننا نتطلع أن تعود الظروف إلى الوضع الطبيعيِّ بحيث يُمكِننا أن نـُعاوِد الدعم للعراق في شتـّى المجالات، وكمثال على دعمنا: بلغ مجموع إجماليِّ الدعم الذي يُقدِّمه الاتحاد الأوروبيّ والدول الأعضاء في للعراق خلال عام 2014 مائة وخمسين مليون يورو، وهذا يجعله المجموعة الثانية في تسلسل الدول التي تـُقدِّم الدعم إلى العراق.
نأمل أن تنقضي هذه الأزمة، ونعود إلى دعم العراق على مُستوى التنمية، والتطوير؛ فالعراق بلد غنيّ، ويُمكِننا الانتقال من مرحلة المُساعَدة والدعم إلى مرحلة الشراكة؛ لما يتمتع به العراق من فـُرَص، وإمكانيّات.
قناة السومريّة:
ممثلة الاتحاد الأوروبيّ: الاتحاد الأوروبيّ لم يُشكـِّل التحالف الدوليَّ إنما هناك دول أعضاء.
نحن نوفر الإطار السياسيَّ لعمل الدول الأعضاء في هذا التحالف، أمّا مهامُّنا الأخرى فتوفير الدعم، والإغاثة الإنسانيّة.
الاتحاد الأوروبيُّ جزء من التحالف الدوليِّ، وليس جزءاً من الحملة العسكريّة، بل جزءاً من المهامِّ الإنسانيّة.
مُمثـِّلة الاتحاد الأوروبيّ: أنا لستُ مُخوَّلة، ولستُ بمكان تصريحات حول الموقف العسكريِّ. جزء من هذه الحرب هو حرب ثقافيّة، إذ إنَّ هناك العديد من الشباب ليسوا من العراق بل من دول، وقارّات العالم تنجذب اليوم لأفكار، وتوجُّهات تنظيمات داعش.
ما يجب علينا أن نقوم به هو ليس فقط خلق تحالف، وإنما خلق شراكة تـُوضِّح أنـَّنا لسنا في صراع حضارات إنـَّما في تحالف حضارات لمُواجَهة هذا الخطر.
الدكتور الجعفريّ: بالنسبة إلى الكويت ناقشنا ضرورة التعجيل ببعض الأولويّات بخاصّة أنَّ السيِّد وزير الخارجيّة الكويتيّ سيأتي إلى بغداد في نهاية هذا الشهر، واللجنة العراقيّة-الكويتيّة ستـُباشِر بحلـِّها.
الكويت أكـَّد دعمه الأمنيَّ للعراق بعروض مُمتازة.
ما يتعلـَّق بالإمارات وموقفها فقد شرحنا لهم تاريخ ومواقف هذه الجماعات في الدفاع عن العراق، وأنـَّها تـُمارِس اليوم مُشارَكة حقيقيّة في العمل الديمقراطيِّ العراقيِّ برلمانيّاً، وحكوميّاً؛ لذا نحن بصدد الإقدام على خطوة مُتقدِّمة، وإرسال وفد من العراق؛ للتداول بشكل مُباشِر مع الإمارات لحلِّ هذه المُشكِلة.
التعليقات (0)