استقبل رئيس التحالف الوطني الدكتور إبراهيم الجعفري سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي والوفد المرافق له في مكتبه ببغداد.
وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الساحة السياسية العراقية إضافة إلى تقوية و تعزيز دور التحالف الوطني باعتباره يمثـّل اكبر كتلة في البرلمان.
وإليكم نص للمؤتمر الصحفي للدكتور الجعفري والسيد عمار الحكيم
الجعفري: كنت سعيداً جداً بوجهات النظر التي استمعتُ إليها من سماحة السيد، وأنا أتفق معه في النظر إلى كل الأطراف والقوى العراقية على أنهم مشاركون حقيقيون في العملية السياسية، ويجب أن يتواصلوا سوية.
إذا كانت هنالك أمور تستدعي المناقشة والحوار فلا ينبغي أن يُستثنى أحد، ولا ينبغي أن تـُهمَل أيّ ملاحظة.. العراق مسؤولية الجميع، ونحن نتطلع سويّة إلى تحقيق آلية جادّة تتولى عملية دراسة المقترحات والنقاط المطروحة للمرور من هذه المحطة، والحفاظ على بقية الإنجازات، وأمامنا إنجازات كثيرة إذ يجب أن تـُكرَّس الجهود لرفع مستوى الخدمات، ورفع مستوى المعيشة للمواطن.
الشعور كان مشتركاً بيني وبين سماحة السيد، وهو تقوية التحالف الوطني باعتباره يمثـّل قوة كبيرة في البرلمان، ويرمز إلى الحالة الشيعية العامة، وفي الوقت نفسه يحرص على مد الجسور والعلاقات مع قائمة العراقية وقائمة الإخوة الكرد، وكذلك إلى حكومة التحالف، وتسديد هذه الحكومة فيما لها من إيجابيات، والدفاع عن الإنجازات، ونسدّدها فيما عليها من ملاحظات، وهكذا نتواصل بهذه العملية..
أقدّم شكري وتقديري إلى سماحة السيد والإخوة الذين شرّفوا معه.
السيد عمار الحكيم: سُعِدنا في هذا اليوم بلقاء كريم بدولة السيد الجعفري، وعدد من قيادات تيار الإصلاح، وكان الهمّ الوطنيّ والإقليميّ، وطبيعة الملفات والتطوّرات التي يشهدها العراق من ناحية، والواقع الإقليمي من ناحية أخرى كان ماثلاً في هذا اللقاء.
التحالف الوطنيّ بوصفه الكتلة الأكبر يتحمّل أعباءً ومسؤوليات كبيرة في إدارة الواقع السياسي، ومتابعة الملاحظات، وتعميق العلاقة مع القوى الوطنية الكريمة الأخرى, والوقوف عند المخاوف والهواجس والملاحظات والنظر إليها بموضوعية والبحث عن الحلول، والمعالجات.
اللقاء الوطني يُنظـَر إليه على أنه مدخل أساسيّ ومهم للتداول في مثل هذه الهموم والمعالجات والإشكاليات المطروحة.
نعتقد أن بإمكاننا أن نعزّز الثقة بين الأطراف السياسية، ونجد المناخات المناسبة لاستمرار العملية السياسية باستقرار وانتظام ومن ثم التفرّغ لخدمة المواطنين، وحلّ مشاكلهم، ودفع عجلة الإعمار والازدهار بالبلاد نحو الأمام وهذا يتم من خلال الحوار، والتواصل، ومبدأ تصفير الأزمات..شكرنا لسيادته هذه الفرصة.
- ما رأيكم بالورقة الموقـَّعة من قبل القيادات الأربع في أربيل مؤخراً؟
الجعفري: الرسالة التي تفضّل بها الإخوان، والحالة الرمزية الرباعية التي حملت توقيعهم كانت قد تضمّنت تسع نقاط، وردت في إحدى النقاط: أنه إذا لم نصل إلى نتيجة نناشد التحالف في مسألة سحب الثقة، وما شاكل ذلك..
باعتبار أن مسألة رئاسة الوزراء من شأن التحالف، والتحالف لم ينو ِعلى هذا الشيء أبداً إنما قرأ الرسالة، وطـُرحت هنا على ممثلي الكتل.. التحالف مع الانفتاح والاستماع بكل جدية إلى أي ملاحظة سواء كانت مبادرة أربيل الثانية أو أي طرف آخر، لكنه يعتقد أن بالإمكان حلّ المشاكل بطريقة دستورية وقانونية وبالحوار المباشر.
التحالف يسعى إلى إيجاد فرصة تتسع للقوى الوطنية كافة، وتأخذ فضاءً وطنياً، ووقتاً كافياً وبشكل محدّد؛ حتى لا يكون فيها تسويف في معالجة هذه الأمور ومع أيّ خيار ديمقراطيّ لمعالجة الأخطاء مادامت تنطلق من الدستور، وتهدف إلى خير العراق ومادام الفرقاء السياسيون العراقيون كلهم يساهمون في هذا الحلّ. أما تبييت موقف لعزل أحد أو إقصائه فالتحالف الوطني لم يكن في هذا المجرى، ويحترم الآراء؛ لأنه ورد نص في الرسالة، وطرحناه بصراحة نحن على ممثلي كتل التحالف بناءً على طلب من يحمل الرسالة، وكانوا يطلبون تبليغ التحالف، ونحن بلغنا مسؤولي الكتل.
- هناك مواقف لبعض الرموز في التحالف ولاسيما حول ورقة أربيل الثانية.. كيف ترون هذا الموضوع؟
الجعفري: التحالف كما يعلم الجميع قاعدته عريضة، ويضم عدداً كبيراً بشقيه دولة القانون أو الائتلاف الوطني، لكن هنالك وجهات نظر لمكوّنات التحالف لا تـُلغى سواء أ كان فيها إسقاطات إعلامية أم فيها مواقف سياسية، وهذه قد تشكّل بعض الأحيان نقطة قوة وقد تكون نقطة ضعف، لكن الحقيقة: أن التحالف كما هي بقية التحالفات لا يملك الحق في أن يقمع أحداً، إنما نستمع إليه..
نحن نحرص في التحالف على أن نرصّ الصف التحالفيّ، ونخرج بموقف يعبّر بمجموعه عن مجموع إن لم يكن بمجموع التحالف.
هناك وجهة نظر التحالف، وهنالك وجهة نظر تحالفية، أي غير موجودة فيها كتلة من كتل التحالف، فإذا أرادت أن تنتخب شخصية ما فنحن لا نملك أن نقمعه، لكن هل إنها تعبّر عن وجهة نظر التحالف أم لا؟
وجهة نظر التحالف يعبّر عنها الجميع أو المجموع بما فيها القوى التي تشترك في هذه أو تلك.
- الدول الديمقراطية تعتمد على الدستور، ونسمع الجميع يتحدّث عن الحفاظ على الديمقراطية في العراق، ويقدّم بعض الاتفاقات على الدستور، ويرفض، ويقبل مسبقاً.. هل مايزال مبدأ الفرض الرفض المُسبَقين موجوداً حالياً بين الكتل؟
الجعفري: أنا لا ألغي في الوقت الذي أتمسّك بالدستور، وأعتقد أن من سمات الدولة الدستورية كفرق عن المعارضة، هو إن كل شيء فيها يرجع إلى الدستور، لكن حتى نكون واقعيين نحتاج إلى الآليات من الرموز خصوصاً أن العراق الجديد بُني على أساس الآليات التوافقية.
علينا أن نقيّم الأمور، وهل عبرنا تلك المحطة أم مازلنا بحاجة إليها، وحين نكون أمام أزمة فلابد أن نعبّئ الأجواء، وأن تتنهّد هذه القوى أو القابليات جميعاً، وتمشي في ظل الدستور، وتدعم الحكومة.
س/ ما الذي طـُرِح من عناوين كموضوعات للقاء الوطني؟
السيد عمار الحكيم: جزء مهم من الملاحظات التي ذكرت أو العناوين هي عناوين للقاء الوطني؛ لذلك مع قطع النظر عن خصوصية المكان والزمان هي موضوعات ومحاور قابلة للنقاش، ونتمنى أن يكون اللقاء الوطني قادراً على أن يفتح هذه الملفات، ويناقشها بوضوح وبصراحة وبمحبة مع الأطراف كافة، ونخرج بنتيجة يمكن أن تضمن، وتطمئن جميع القوى والأطراف السياسية؛ مما ستوفر مناخات الاستقرار السياسيّ في إدارة العملية بالبلاد.
- هل ترون أن هنالك حلاً يلوح في الأفق؟
السيد عمار الحكيم: نحن دائماً نعيش قمّة التفاؤل، والعلاقة الوثيقة بين القوى الوطنية الكبيرة ستسمح بالبحث عن الحلول الوسط، والمعالجات التي تساعد على تقريب وجهات النظر، وتطمين الأطراف، وترسيخ الثقة من جديد؛ مما تجعلنا في خندق واحد لخدمة الوطن والمواطن.
http://al-jaffaary.net/index.php?aa=news&id22=1039
التعليقات (0)