شارَك الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّ في مُؤتمَر جدّة لبحث سُبُل مكافحة الإرهاب؛ تلبية لدعوة وزير الخارجيّة السعوديِّ الأمير سعود الفيصل.
شارَك في المُؤتمَر العراق، ودول مجلس التعاون الخليجيِّ مُتمثـِّلة ًبالمملكة العربيّة السعوديّة، ودولة الإمارات العربيّة المُتحِدة، والبحرين، وقطر، وسلطنة عُمان، ومصر، والأردن، ولبنان، وتركيا، والولايات المتحدة الأميركيّة، وعلى هامش المُؤتمَر اجتمع الدكتور الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّ مع وزير الخارجيّة السعوديِّ الأمير سعود الفيصل، ووزير الخارجيّة التركيِّ الأستاذ مولود جاويش أوغلو.
وأدلى الدكتور الجعفريّ بتصريحات صحفيّة عقب المُؤتمَر جاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أتقدَّم بوافر الشكر، والتقدير لكلِّ معالي الوزراء الذين تفضَّلوا، وباركوا، واتصلوا هاتفيّاً من مُختلِف دول العالم سواء كانت عربيّة كلبنان والإخوة من الكويت، واليوم أيضاً السعوديّة، والسودان، أم غير عربيّة، ومنها: تركيا، وأستراليا، وفرنسا، وبقيّة الدول الأخرى.
أشكرهم كثيراً على هذا التهنئة، والمُبارَكة.
ما يتعلـَّق بلقاء اليوم فقد كان على درجة عالية من الأهميّة، وكانت لنا فرصة أن ننقل حقيقة ما يجري في العراق، وأنَّ المسموعات والانعكاسات الإعلاميّة بأنَّ داعش هي حركة مُقاوَمة تـُعبِّر عن رأي السُنـّة فقد تمَّ إيضاح الحقائق لهم، وتزييف هذه الادّعائات الإعلاميّة، وأنَّ داعش استهدف ثلاث محافظات أساسيّة في العراق، وهي محافظات سُنـّية (الموصل، والأنبار، وصلاح الدين)، علاوة على المُتضرِّرين النازحين سواء أكان نزوحهم من محافظة إلى أخرى، أم نزوحاً داخليّاً كما في ديالى.
جرى توضيح هذه الحقائق بالأرقام، وكان الإخوة جميعاً مُتفاعِلين وإيجابيّين، وخرجنا بنتائج -كانت بالنسبة لي- أننا حققنا هدفاً أساسيّاً فالدول أشادت بموقف العراق، وباركت للحكومة، وعزمت على فتح سفاراتها، وكان في مُقدِّمتها المملكة العربيّة السعوديّة، فقد أخبرني السيِّد وزير الخارجيّة الأمير سعود الفيصل في لقاء خاصّ بيني وبينه، ثم أعادها أمام كلِّ الوزراء بأنهم سيفتحون سفارتهم في بغداد، ولا يُوجَد لديهم أيُّ تردُّد في فتح السفارة، وكذلك بقيّة الدول العربيّة التي ليس لديها سفارات.
في هذا اللقاء وجَّهنا رسالة صريحة ومُباشِرة، وقلنا لهم: جئناكم بقلب مفتوح، وعقل مفتوح، ونـُريد من هذا الاجتماع أن يفهم بأنَّ خطر داعش مُمتدّ، وليس في العراق فقط إنما يُهدِّد المنطقة برُمّتها، وسبق أن قـُلنا في عام 2004: الإرهاب لا دين له، ولا مذهب له، ولا وطن له.
التداعيات اليوم أثبتت صحة هذا بعد مرور عشر سنوات، وقد كانوا مُتفاعِلين معنا، ونحن قلنا لهم بصراحة: أقدمنا على تشكيل حكومة راعت خصوصيّات الشعب العراقيِّ، وفيها كلُّ التنوُّعات، والديانات، والمذاهب، والقوميّات، والاتجاهات السياسيّة المُختلِفة، كما أخبرناهم بأننا جادّون بفتح صفحة جديدة مع كلِّ الأطراف، واستيعاب المشاكل الموجودة كافة بروح جديدة، وترك الماضي للماضي.
وبالنسبة إلى العلاقات العراقيّة الجديدة مع دول المنطقة خصوصاً الدول المعنيّة التي كانت في المُؤتمَر أبلغناهم بأننا جادّون في فتح صفحة جديدة من علاقات تسودها المصالح المُشترَكة، وتجتمع، وتـُدافِع في المخاطر المُشترَكة التي تـُواجـِهها.
ومما خرجنا به، هو: إنه يجب أن يخرج هذا الاجتماع بموقف مُوحَّد من داعش، وأنه خطر ليس في العراق فقط، نعم.. هو أوغل في خطورته بالعراق، لكنه خطر على المنطقة كلها.
أبلغنا هذه الرسائل، وكان تجاوبهم مُمتازاً، ومُتميِّزاً، أشكر لهم هذا التجاوب، وكلُّ الأطراف التي كانت حاضرة العربية وغير العربية كان موقفها مُوحَّداً، وخرجت بورقة اتفق عليها الجميع.
التعليقات (0)