وصل الدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقية إلى العاصمة التركية أنقرة الأربعاء في زيارة رسمية تستغرق لثلاثة أيام، والتقى الدكتور الجعفري مع وزير الخارجية التركيّ السيد مولود أوغلو في مقر وزارة الخارجية التركية وبحث معه سير العلاقات العراقية التركية وسبل تعزيزها، وعقد بعد اللقاء مؤتمر صحفي جاء فيه:
المُؤتمَر الصَحافيّ المُشترَك للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة ونظيره التركيّ السيّد مولود أوغلو 5/11/2014
وزير الخارجيّة التركيّ: تباحثنا بالكثير من الملفات وسيقوم رئيس الوزراء التركي بزيارة الى بغداد وبعد ذلك سيكون رئيس الوزراء حيدر العبادي بزيارة تركيا، نحن نشعر بسعادة بالغة في بلادنا للتطورات الحاصلة في الوضع السياسي في العراق، تبادلنا وجهات النظر وأكدنا أن تركيا مع وحدة الأراضي العراقية ووحدة وسيادة العراق وبالنسبة لتأسيس حكومة عراقية جديدة واحتضان لكافة الأطراف فإننا شعرنا بسعادة بالغة وخصوصا فيما يتعلق بوزارتي الداخلية والدفاع والحكومة اليوم مكتملة والجميع بدأ في العمل وسيشكل بداية جيدة للعراق، وتركيا اليوم تقف إلى جانب الحكومة والشعب العراقي في مواجهة الإرهاب وإننا سنواصل هذا الدعم للعراق ضد داعش وكافة المنظمات الإرهابية الأخرى، تركيا ستقف إلى جانب العراق وبحثنا هذه المواضيع بشكل مفصل مع صديقي العزيز إبراهيم الجعفري ومع الوفد الكريم نحن ننظر إلى داعش كتهديد مشترك وسنتحرك بشكل مشترك ضد هذا التهديد وأن تركيا ستواصل تقديم الدعم للعراق، ومن ناحية أخرى وفيما يتعلق بمنظمة pkk الإرهابية الموجودة في العراق فإننا تباحثنا مع معالي الوزير ومن كافة النواحي، اللقاء كان لقاءا مثمرا وسيلتقي غدا صديقي العزيز الجعفري بفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء ورئيس البرلمان وسنتواصل في هذا الاطار، إن هذه الزيارة ستفتح صفحة جديدة من العلاقة بين تركيا والعراق، وتركيا وأنا كوزير خارجية لجمهورية تركيا شخصيا أشعر بسعادة بالغة إزاء هذا الأمر وشعرت بذلك خلال تولي الجعفري منصب رئيس الوزراء، إن صديقي العزيز الجعفري سيلعب دورا هاما في هذا الصدد في هذه المرة أيضا ولا نشعر بأي شك بهذا الصدد، صديقي العزيز أهلا ومرحبا بكم مرة أخرى في الماضي في جدة وفي نيويورك وكان لنا فرصة اللقاء بكم خلال تلك المؤتمرات لكن اليوم نشعر بسعادة بالغة باستضافتكم في أنقرة وفي وزارتنا والكلمة متروكة لمعاليكم تفضلوا.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية لا يسعني إلا أن أبادِل كلماتك الحانية بأطيب الكلمات، وصدق مشاعرك بأصدق المشاعر، وأقدِّم الشكر إلى جمهوريّة تركيا على هذه الدعوة الكريمة.
لم تتسنَّ لي الفرصة لأن أزور الجمهوريّة التركيّة منذ بعد بضع سنوات. تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز العلاقات الاستراتيجيّة الثابتة والراسخة بين العراق وتركيا على الصُعُد كافة، والمُستجدّات التي دخلت في الإطار الاستراتيجيِّ للعلاقة بيننا وبينهم خصوصاً أنَّ العالم كلـَّه والعراق بخاصةٍ يدخل في خطر داهم واستراتيجيّ، وهو خطر داعش على الأرض؛ ولأنَّ موقفنا من داعش موقف استراتيجيّ؛ لذا ننظر إلى كلِّ الدول التي وقفت إلى جانبنا، وتقف معنا، وتصطفُّ دوليّاً لمُواجَهة هذا الخطر المُشترَك على أنـَّها الأهمُّ بالنسبة إلينا.
تربطنا مع الجمهوريّة التركيّة علاقات مُتعدِّدة، وكثيرة، الثابت منها هو الجغرافية، والتاريخ، والمصادر الحيويّة، والمُتغيِّر منها هو الجانب الاقتصاديُّ؛ لأنَّ تركيا الآن ترتقي على السُلـَّم الاقتصاديِّ، وتجد في العراق سوقاً تـُوجِّه من خلالها شركاتها، أمّا بضاعتها فتجد تلقـِّياً جيِّداً، وتنفتح السوق اليوم في العراق على التجارة والمنتوج التركيِّ، ويحظى باهتمام واحترام.
أودُّ أن أقف ولو سريعاً عند مسألة خطر داعش. إنـَّه الآن يستقطب أنظار العالم، وقد اصطفَّ الوضع الدوليُّ في مُؤتمَرات مُتعدِّدة ضدَّ هذه الظاهرة الجنونيّة في جدّة، وباريس، وأخيراً في نيويورك.
الشعب العراقيُّ يُثمِّن هذا الاصطفاف، ويُثمِّن هذا الدعم، وهو اليوم يتحمَّل مسؤوليّة إدارة العمليّة العسكريّة في مُواجَهة داعش، وقد استعدَّ العالم من خلال منبر نيويورك لأن يدعم العراق بالأسلحة والتجهيزات غير أنَّ العمليّة على الأرض العراقيّة مقصورة على أبناء القوات العراقيّة فقط، وهم الذين يُديرون العمليّة العسكريّة بسواعد عراقيّة، وبدم عراقيٍّ؛ لذا فالعملية وطنيّة محضة.
أوجِّه كلَّ آيات الإعجاب والتقدير لأبناء قواتنا المُسلـَّحة الذين سطـَّروا أروع آيات الصمود في المُواجَهة، والاستبسال، والدفاع عن العراق في كلِّ مَوطِن من المَواطِن، وأروع شيء في الصفِّ العسكريِّ العراقيِّ أنـَّه لا يُميِّز الاختلافات الطبيعيّة الموجودة لا بين سُنيّ، ولا بين شيعيٍّ، ولا بين عربيٍّ، أو كرديٍّ، أو تركمانيّ. كلُّ العراقيِّين يُدافِعون عن كلِّ العراق بكلِّ هويّاتهم، ودياناتهم، ومذاهبهم، كما أنَّ الإرهاب الداعشيَّ الذي دهمنا من الخارج لا يُفرِّق بين العراقيِّين، وأنَّ المُدَّعيات التي تقولها داعش محض افتراء، وكذب حين يتحدَّثون عن هذه الطائفة، أو تلك الطائفة.
تعلمون جيِّداً أن المحافظات المنكوبة الثلاث الأساسيّة هي الموصل، وصلاح الدين، والأنبار سُنيّة ومنكوبة بالكامل، ولو تقرأون هويات الشهداء ستجدونهم من السُنـَّة والشيعة، وهم يُدافِعون عن هذه المحافظات.
العالم اصطفَّ في نيويورك -ولو كان مُتأخـِّراً- حتى يُوجِّه رسالة بأنـَّه لابدَّ من الوقوف إلى جانب العراق، وعدم تركه وحده، وينبغي أن يكون هذا الموقف قبل هذا الوقت؛ لأنَّ مُواطِني داعش من مُختلِف دول العالم: من قارّة أميركا، وآسيا، وأفريقيا، وأوربا، وكندا، كلُّ القارّات دفعت ليس بإرادة الحكومات إنما جاء مُواطِنو داعش من المحطات؛ ليُمارِسوا أبشع أنواع الجرائم؛ فكان على الوضع الدوليِّ أن يصطفَّ كحكومات ديمقراطيّة مُنتخـَبة، ويضع المُعادِل الأمنيَّ لهذا الخطر الإرهابيِّ الداهم؛ فجاؤوا على منبر نيويورك، واصطفوا، ولأوَّل مرة تجتمع كلمتهم ضدَّ داعش، وإدانته، وفصلوا بين كلمة الدولة الإسلاميّة، وبين حقيقة الإسلام، وأنَّ الإسلام براء من هؤلاء؛ لذا نـُرحِّب بهذا الموقف الدوليِّ، وأملنا بالدعم الذي يأتي إلى العراق -وإن كان العراق غنيّاً- بسبب الظروف الاستثنائيّة التي يمرُّ بها الآن خصوصاً الدعم الأمنيَّ، والدعم العسكريَّ، وكذا الإنسانيّ؛ لأنَّ المأساة نشرت ظلـَّها في المجال الإنسانيِّ على مليون وثمانمائة ألف مُواطِن نزحوا من الموصل، وما حول الموصل، وذهبوا إلى مناطق مُتعدِّدة من العراق. وكانت حصّة دهوك الحجم الأكبر خصوصاً أنَّ الشتاء قد دهمنا اليوم، ومثلما تسبَّب داعش في إيجاد مآسٍ إنسانيّة لمحافظة الموصل وما حولها كذلك المناطق التي نزحوا إليها، إذ إنـَّهم سكنوا في المدارس، وهذا سبَّب اختلالاً في دوام الطلاب، ووسَّع من دائرة المُتضرِّرين؛ لذا ناشدنا المُجتمَع الدوليَّ أن يقف إلى جانب العراق، ويمدَّ يد المُساعَدة؛ لإسعاف، ودعم النازحين الذين تضرَّروا من هذه المأساة، والصفحة الثالثة أنَّ هذه المنظمة تخريبيَّة، وقد عملت على تخريب الأبنية، والبيوت، والآثار، والمعابد.
نجد أنفسنا -بالضرورة- أمام عمليّة إعادة بناء المناطق المُتضرِّرة، كما حصل في الموصل وفي بعض المناطق الأخرى؛ لذا استعدَّ المُجتمَع الدوليُّ لأن يقف إلى جانب العراق.
نعود مرّة أخرى إلى مسألة علاقتنا بتركيا. نحن مُصِرّون على أن تبقى العلاقة استراتيجيّة وثابتة كثبات الجغرافية، وليس لنا إلا أن نـُكيِّف مُجتمَعاتنا، ونـُكيِّف مصالحنا لاحترام هذه الحقيقة، وننسجم مع أنفسنا كحقيقة جوار جغرافيٍّ، ثم إنَّ الذي يربطنا بتركيا أكثر من رابطة الجغرافية، فتجربتها السياسيّة محط احترامنا، وتقديرنا، والسادة المسؤولون أعتزُّ بعلاقتي بهم التي تمتدُّ لأكثر من عقد من الزمن. السيّد رئيس الجمهوريّة أردوغان، ورئيس الوزراء السيِّد أوغلو، وسابقاً رئيس الجمهوريّة السابق السيِّد كول، وبعد ذلك تعرَّفنا إلى الأخ السيِّد مولود أوغلو بكلِّ اعتزاز حين رأيتُ أداءه في جدّة، وفي باريس، وفي نيويورك، واليوم أيضاً.
من خلال الحوار تعرَّفت إلى أفكاره، وإلى مشاعره؛ فشكراً له على هذه المشاعر الطيِّبة.
علينا أن نتعاون سويّة للارتقاء بالعلاقات العراقيّة - التركيّة إلى مستوى المصالح المُتبادَلة، والاستراتيجيّات الثابتة التي لا تتزعزع، وتصمد أمام كلِّ المُحاوَلات؛ لأنَّ ما يربطنا أكثر بكثير ممّا نختلف عليه؛ لذا أملنا أن تستمرَّ تركيا في دعم العراق أمنيّاً، وتـُواصِل استثمارها في العراق، والعراقيّون يحترمون المنتوج التركيَّ، ونحن على ثقة بأنَّ وقوف العراق وتركيا جنباً إلى جنب سيُعزِّز من مكانة الدولتين في المنطقة، والعالم.
مرّة أخرى أجدِّد شكري، وتقديري لأخي العزيز الدكتور مولود، وأتمنى له المُوفقيّة، والنجاح.
بالنسبة إلى العلاقات العراقيّة - التركيّة الأصل فيها هو إنـَّها علاقات مُستقِرّة، ومُتعدِّدة الجوانب سواء كانت في الاستثمار الاقتصاديِّ، أم الجانب الأمنيِّ، أم الأمور الأخرى التي تهمُّ البلدين، أي: لا يُستثنى أفق من آفاق الاستثمار إلا وتعاونـَّا عليه.
الجديد الذي طرأ في الأمر هو التحدِّي الأمنيّ، وتستطيع تركيا أن تـُقدِّم خدمة سواء كان من الناحية الأمنيّة، أم من ناحية الإعمار والبناء.
إننا فتحنا آفاقاً مُتعدِّدة لمُواجَهة هذه المُشكِلة على المديات الثلاث: (الآنيّة، والمُتوسِّطة، والبعيدة)، ولا أجد ما يُعيق هذا الشيء، وإذا كان قد حصل بعض التلكُّؤ في السنوات السابقة فدعونا نبدأ صفحة جديدة، ونطوي ما مضى، وندع التاريخ للتاريخ، وننفتح، ونصنع حاضراً، ونعبر من خلال الحاضر إلى المُستقبَل، ونجعل المصالح مُشترَكة بيننا وبين الدولة الجارة والصديقة.
تركيا تستفيد من جانب، والعراق يستفيد من الجانب الآخر.
أمّا عن شراء النفط من الجانب الكرديِّ فالثروة النفطيّة ثروة مركزيّة في العراق، وحسب الدستور العراقيّ أنـَّها من شأن الحكومة الاتحاديّة، والتوزيع العادل يقوم على أساس التناسُب بين حصة النفط وسُكّان أيِّ منطقة من المناطق. حصلت ظروف استثنائيّة أدَّت إلى نوع من الاختلال في التعامُل، ونحن الآن بصدد أن نـُعالِج هذه المُشكِلة، والمرجع في ذلك هو الدستور.
الثروة التي يتمُّ التعامُل بها خلال السنوات الماضية كانت نسبة 17% من حِصّة الإخوة في إقليم كردستان، والبقيّة للمركز، لكن حصل اختلال، وحصلت مُشكِلات، ومُلابَسات كانت عصيّة على الحلِّ -للأسف الشديد- في الفترة الأخيرة، وكان لها تداعيات على مسألة الرواتب وأمور أخرى في كردستان. إلى حدِّ يوم أمس في الليل كان مجموعة كبيرة من الوزراء وكذا السيِّد رئيس الوزراء حيدر العباديّ بهذا الصدد للبحث عن حلول عمليّة لهذه المُشكِلة، وتجاوزها، والبدء بصفحة جديدة مع إخواننا في كردستان.
- قناة العراقيّة الفضائيّة
السيِّد مراد أوغلو وزير الخارجيّة التركيّة: التحالف الدوليّ ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة كانت بدايته جيِّدة لدعم العراق. ماذا ستـُقدِّمون للعراق من دعم؟
- الدكتور الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة: هل اتفقتم على موعد مُعيَّن للحصول على دعم تركيٍّ ضدَّ الإرهاب الموجود الذي يضرب بالمنطقة، أو المنطقة الإقليميّة بصورة عامة؟
وزير الخارجيّة التركيّ: تركيا على مدى أعوام عانت الكثير من الهجمات الإرهابيّة، فمنذ أكثر من ثلاثين عاماً ونحن نـُناضِل ضدَّ مُنظـَّمة pkk الإرهابيّة، والآن في إطار مسيرة الحلِّ نبذل جهوداً صادقة لإنهاء هذه المُشكِلة، ونتخذ التدابير الأمنيّة بحقِّ كلِّ العناصر التي تدعم الإرهاب؛ لإزالتها.
ما يتعلق بالتحالف الدوليِّ في الأخصّ العمليّات ضدَّ داعش فلا تـُوجَد -للأسف الشديد- استراتيجيّة شاملة في هذا الصدد، ونحن نـُساهِم لتحقيق هذه الاستراتيجيّة الشاملة، ونعرف المنطقة جيِّداً، ونـُدرِك أسباب هذه المُشكِلات الإرهابيّة جيِّداً، ونقوم بتقييمها بشكل واقعيّ.
نظرتنا إلى الإرهاب واضحة بهذا الصدد، وتبادلنا مع الدول المُتحالِفة معنا في الوقت الراهن.
داعش وُلِدت من القاعدة في العراق، وبعد ذلك انتقلت إلى سورية، وقويَت هناك، ثم عادت لتـُهاجـِم العراق.
إذا قلنا: إنـَّنا سنتمكـَّن من مُكافحة الإرهاب من دون تشخيص الأسباب الرئيسة فإنـَّنا نخدع أنفسنا؛ لذا يجب اتباع سياسة شاملة ذات أبعاد عسكريّة، وأبعاد إنسانيّة، وأبعاد سياسيّة.
تركيا تقوم بما يقع على عاتقها، وإلى اليوم قدَّمت الدعم للعراق في هذا الصدد، وبعد الآن أيضاً ستقف إلى جانب العراق في مُكافـَحة الإرهاب، أمّا ما يخصُّ الصفحة الجديدة التي بدأت في علاقاتنا فإننا نتلقى تطوُّراً سياسيّاً بكلِّ امتنان، وفي الأمن هناك خطوات مُتخـَذة من قِبَل الحكومة العراقيّة على صعيد المحافظات، ولأجل تعزيز الجيش هناك طلب من وزيرَي الدفاع والداخليّة يتعلق بتدريب الجيش والشرطة، ونحن نـُقدِّم دعمنا في هذ الصدد، ولكن من ناحية أخرى يجب قطع الصلة بين المُنظـَّمات الإرهابيّة؛ لهذا السبب يجب اتخاذ خطوات ملموسة تحتضن الشعب العراقيَّ كافة، والآن يجب أن نتحرَّك باستراتيجيّة شاملة ضدَّ مُنظـَّمات داعش، ويتعيَّن علينا أن نقوم بتطهير المنطقة من المُنظـَّمات الإرهابيّة كافة، ويجب أن نقوم بحماية وحدة أراضي الدولتين العراقيّة والسوريّة، ونحن سنـُواصِل دعمنا بكلِّ حزم في هذا الصدد.
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: الدعم التركيّ من الناحية الإنسانيّة والخدميّة أصبح قيد التنفيذ، وهناك عدد من النازحين شُمِلوا بالمُساعَدات، والدعم التركيِّ سواء كان هؤلاء داخل العراق، أم الذين هُجِّروا إلى تركيا، وهذا قد اتخذ بُعداً إنسانيّاً وخدميّاً، وهو مُهـِمٌّ جدّاً؛ لكثرة عدد هؤلاء، ولدخول فصل الشتاء البارد، فالمُساعَدات تلعب دوراً كبيراً في إنقاذ هذه الشريحة المُتضرِّرة ففيهم كبار، وصغار، ومرضى. هذا من الناحية الإنسانيّة، أمَّا من ناحية الأمن فنحن نتحمَّل مسؤوليّة صناعة الموقف الاستراتيجيِّ الأمنيّ.
هذه أوّل زيارة لنا إلى تركيا، وبكلِّ تأكيد سنتحدَّث في هذا المجال، وسنـُوكِل إلى الوزراء المُختصّين وزير الدفاع ووزير الداخليّة لأن يُقدِّموا ما لديهم من مُقترَحات عمليّة لدعم العمل الأمنيِّ بالأسلحة، والخُطط، والمعلومات، وكلِّ ما يتعلق بالجانب اللوجستيِّ الأمنيّ.
أؤكـِّد مرّة أخرى أنَّ العراق يرفض أن يكون هناك جنود أجانب يأتون إلى العراق، وهو مَن سيتولـَّى هذه العمليّة الصعبة بنفسه؛ للحفاظ على استقلاليّة، ووطنيّة الأداء الأمنيِّ؛ لكنَّ العراق مُنفتِح للتقبِّل من الأشقاء، ومن الأصدقاء كلِّ مُساعَدات تجعل الكفة العراقيّة من الناحية الأمنيّة هي الكفة العليا خصوصاً في حربنا ضدَّ داعش، وكما تعلمون أنَّ عناصر الإرهاب عمل مُركـَّب يدخل فية ثقافة الإرهاب، وفقه الإرهاب، والأموال التي تدخل للإرهاب، والدول التي تـُدرِّب الإرهاب، والدول التي تسمح لنفسها أن تـُدرِّب الإرهابيِّين، والدول المجاورة التي تسمح بمرور الإرهابيِّين إلى العراق كلـُّها تدخل في المُركـَّب الإرهابيّ؛ لذا فمُركـَّب الأمن الذي نـُريد أن نـُحقـِّقه يجب أن يُعادِل بعناصره المُركَّب الإرهابيَّ بكلِّ عناصره.
كيف نستطيع أن نـُجفـِّف منابع الإرهاب، والمال الإرهابيَّ، والخطاب الإرهابيَّ، والفقه الإرهابيَّ، والتدريب الإرهابيَّ، والتسليح الإرهابيَّ؟
يجب أن نشهد تطوُّراً في الخطوات الأمنيّة، كلُّ هذا نأمل أن يكون فيه حديث سواء هنا في تركيا، أم في زيارات السادة المسؤولين.
وسنـُوجِّه دعوة إلى السيِّد رئيس الوزراء لزيارة بغداد، وسنـُجري حوارات تغطي المصالح المُشترَكة، والأخطار المُشترَكة مادامت دخلت في دائرة الاستراتيجيّات. شكراً جزيلاً.
يذكر أن الدكتور إبراهيم الجعفريّ سيلتقي رئيس مجلس الأمة التركي السيد جميل جيجيك ورئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء السيد أحمد داود أوغلو خلال زيارته التي تستمر لثلاثة أيام.
التعليقات (0)