اختتم الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة زيارته إلى تركيا بلقائه أبناء الجالية العراقيّة، وإلقائه مُحاضَرة في مركز البحوث والدراسات الاستراتيجيّة الدوليّة (USAK)، وجامعة (TOBB) للاقتصاد والتكنولوجيا، وصرَّح الدكتور الجعفريّ في ختام زيارته بما يلي:
- كيف تـُقيِّمون العلاقات العراقيّة-التركيّة، وفتح صفحة جديدة؟
الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بسم الله الرحمن الرحيم
منذ فترة كان يُساورني هذا الطموح، وهو كيفيّة إعادة العلاقات العراقيّة-التركيّة إلى مجراها الطبيعيّ، وكلـَّما كانت تزداد فتوراً أزداد حرصاً، وتحفـُّزاً للمُساهَمة في إعادة المياه إلى وضعها الطبيعيّ.
قبل أربعة أيام عندما باشرنا السفر كان في ذهني مُخطـَّط لتنفيذه بشكل مُعيَّن، والآن قد انتهينا منه، وقد تضمَّن 16 عشر محطة بين لقاءات سياسيّة مع قادة الجمهوريّة التركيّة، ولقاءات إعلاميّة، ولقاءات جماهيريّة.
اللقاءت كلـُّها انتظمت حول أهمّيّة العلاقة بين العراق وتركيا، وإعطاء بطاقة تعريف عن حقيقة ما يجري في العراق على الصعيد الأمنيِّ حيث يقوم أبناء قواتنا المُسلـَّحة الأبطال بدور مُشرِّف، وأنـَّهم ينفردون بهذا الدور من دون أن تأتي قوة أخرى تكون ظهيراً لهم.
القوات المُسلـَّحة العراقيّة هي وحدها التي تـُمارِس دوراً مُهـِمّاً في مُواجَهة داعش، وتـُسجِّل ما سجَّلته من مواقف سواء كان في منطقة الحلة جرف الصخر، أم في منطقة بيجي، أم في مناطق ديالى، أم في منطقة الأنبار.
قدَّمنا بطاقة تعريف لهم، ومن المُهـِمٌّ جدّاً أن يعرفوا حقيقة ما يجري، وفي الوقت نفسه ما أقدمت عليه الحكومة من استكمال الوزارات جميعاً، والتحاق الإخوة الكرد، وعزم الحكومة على تطبيق الميثاق الوطنيِّ ذي العشرين نقطة الذي اتفق عليه الفرقاء السياسيّون العراقيّون، ومن الجوِّ الأمنيِّ عبرنا إلى تبادل المصالح التجاريّة بيننا وبين تركيا. تركيا لها شركات؛ وبسبب تدنـِّي الوضع الأمنيِّ تقلـَّصت المُشارَكة التركيّة بنسبة 40%، فيما كان سابقاً بمُعدَّل مليار دينار تقريباً في الشهر، وهم يتطلـَّعون للبحث عن سوق خارجيّة، وزيادة حجم التجارة الخارجيّة.
كان لقائي مع الإخوة القادة السياسيِّين، ومع رجال الأعمال، ووفد الجامعات، وكان عدد كبير من السفراء موجودين، وأوضحنا أن تطوُّر الوضع الأمنيِّ الموجود على الأرض من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار، ويُعيد النسبة، بل يتجاوزها إلى الشكل الذي يكفي الحاجة العراقيّة، ويدخل في نفع الجمهوريّة التركيّة، كما تحدَّثنا عن علاقة تركيا مع العراق، وخطـَّطنا لزيارة السيِّد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلوا، وسنتناقش مع السيِّد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لتحديد الزمن، وإبلاغ الطرف التركيِّ بذلك، وسيقوم أيضاً الدكتور حيدر العباديّ بزيارة تركيا بعد زيارة السيِّد أحمد داود أوغلوا إلى بغداد.
تعرَّفت إلى أعداد ليست قليلة موجودة من الجالية العراقيّة يوم أمس مساءً، وكان هناك لقاء مُوسَّع لعدد كبير، ووقفنا على احتياجاتهم، وكان لقاءً طيِّباً وجيِّداً.
أعتقد أنَّ ما كنا نطمح أن نـُحقـِّقه في هذه السفرة قد تمَّ -بحمد الله- على الرغم من أنَّ الزيارة كانت مُكتضَّة بالنقاط، وكانت محطات اللقاء كثيرة جدّاً، لكنَّ ما يُخفـِّف الأمر أنـَّها حقـَّقت ما كنتُ أطمح إليه في لقاءات مُباشِرة مع السادة المسؤولين السيِّد رئيس الجمهوريّة، والسيِّد رئيس الوزراء، والسيِّد رئيس البرلمان، والسيِّد وزير الخارجيّة، وكانت اللقاءات مرّة على شكل وفود، وأخرى لقاءات شخصيّة بيني وبينهم، وتحدَّثنا بكلِّ الملفات، وبكلِّ صراحة.
آمل أن تترتـَّب على هذه الزيارة خطوات عمليّة في المدى القريب تشقُّ طريقها إلى التنفيذ.
التعليقات (0)