مواضيع اليوم

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: داعش لا تتعايش مع أحد إنـَّما هي عمليّة نشوز وتمرُّد على الإسلام وعلى الديانات الأخرى لذا ليس للعالم إلا أن يُواجـِه داعش، ويصطفَّ إلى جانب العراق

تصريحات الدكتور إبراهيم الجعفريِّ وزير الخارجيّة العراقيّة لوسائل الإعلام في البحرين على هامش أعمال مُؤتمَر المنامة العاشر 6/12/2014

 

  • كيف رأيتَ تعاطي الإخوة الحضور مع قضيّة حرب العراق ضدَّ داعش؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: كنتُ أتمنـَّى أن يُعطى العراق حِصّة أكبر؛ ليس لأنـِّي عراقيٌّ -وشرف لي أن أكون عراقيّاً- إنـَّما لأنَّ العراق اليوم مِرجَل تفاعُلات، ويجب أن تـُدرَس تجربته باحترام، وتقدير.

كيف دخلت داعش، وكيف تـُهزَم الآن؟

ما هو مُركـَّب الإرهاب، وكيف اصطفَّ كثير من مُواطِني دول العالم؟

هذه تجربة يُصغى إليها مِن الذي يعيش في أرض العراق، ومُدُن العراق التي شُرِّدوا منها؛ لذا كنتُ أتمنـَّى أن يُعطى العراق حِصّة، وتوضيحاً أكبر، ويُلقى الضوء على هذه التجربة.

نحن لا نـُناقِش المسألة من ترف ثقافيٍّ، إنـَّما نـُناقِش قضيّة يُمكِن أن يكون أيُّ بلد مُرشَّحاً لأن يُمنى بما مُنِيَ به العراق؛ فكنتُ أتمنـَّى أن تكون حِصّة العراق أكبر.

 

  • إنَّ العراق يُقدِّم أغلى ما يُمكِن، وهو الجنديُّ في ساحة المعركة، لكن إلى أيِّ مدى تتوقـَّع أن يصل الدعم العربيُّ إلى العراق في هذه الحرب، وهل العالم أجمع مُقبـِل على تحجيم داعش، أم القضاء عليه فكريّاً؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: ليس لديه خيار، فداعش لا تتعايش مع أحد إنـَّما هي عمليّة نشوز، وتمرُّد على الإسلام، وعلى الديانات الأخرى؛ لذا ليس للعالم إلا أن يُواجـِه داعش، ويصطفَّ إلى جانب الجيش العراقيِّ.

أغلى شيء في المعركة هو الجنديُّ. والجنديّ العراقيُّ اليوم يُمارِس دوراً بطوليّاً رائعاً جدّاً، وأنموذجاً عالياً.

المُساعَدات الأخرى التي تأتينا -ويجب أن تأتينا- من طيران، ودعم لوجستيّ، ومُساعَدات إنسانيّة، ومعلومات استخباريّة كلـُّها لا تـُعوِّض عن اليد التي تحمل السلاح في العراق.

العراقيُّ أخذ على عاتقه أن يُدير المعركة البرّيّة، ولا يُوجَد غير العراقيِّين في مُواجَهة داعش، أمّا السلاح فمفتوح، وكذا المُساعَدات لكلِّ دول العالم عندما اصطفـَّت الآن في مُؤتمَر نيويورك إلى جانب العراق، وبالفعل تصل بعض المُساعَدات؛ ومن باب أولى أنَّ تأخذ الدول العربيّة عامّة، ودول الجوار بصورة خاصّة دورها في دعم العراق.

 

  • هل تجد في مُشارَكة العراق اليوم تعزيزاً للعلاقات البحرينيّة-العراقيّة، وزيادة الروابط؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: بكلِّ تأكيد. جزء من سياستنا الجديدة أن نمدَّ الجسور مع أشقائنا العرب، نعم.. البحرين ليست دولة جوار جغرافيّ بالمعنى المُحدَّد، لكنها دولة جوار عربيّ.

مصطلح جديد يجب أن نتعامل به، وهو (دول الجوار العربيّ).

نحن مُصِرُّون على أن نمدَّ الجسور مع كلِّ الدول العربيّة من دون استثناء؛ ، إذ إنـَّنا تربطنا بهم حقائق الدين، والعروبة، والمصالح المُشترَكة، والتاريخ المُشترَك، والآن المخاطر المُشترَكة دخلت في قاموس الاستراتيجيّات العربيّة العراقيّة الجديدة.

 

  • هل السياسة الجديدة تتجه بالعراق نحو مجلس التعاون الخليجيّ؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: طبعاً.. نحن نعتبر أنفسنا دولة من دول الخليج، ودول الخليج، ومجلس التعاون الخليجيّ حقيقة جغرافيّة، ونحن على حوض الخليج هذا واقع، نعم.. نظام صدام المقبور سبَّب قلقاً وهلعاً عند أعضاء مجلس التعاون الخليجيِّ، وقد ذهب وكلُّ شيء ذهب معه، أمّا الشعب العراقيُّ فهو المُعبِّر الحقيقيُّ الآن عن الوطنيّة العراقيّة.

 

  • هناك انتماءات غربيّة وأوربيّة في صفوف داعش. هل هذه الانتماءات دقـَّت ناقوس الخطر؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: لم تدقَّ ناقوس الخطر فحسب، بل قامت بمُمارَسات خطرة.

كندا من أرقى ديمقراطيّات العالم اقتحم الإرهابيّون بيت الشعب الكنديِّ، وقتلوا ثلاثة من الشرطة.

أيُّ خطر أكبر من هذا الخطر، وما الذي يمنع مُواطِني داعش الذين يأتون إلى العراق، ويُمارِسون هذا العمل الإجراميَّ أن لا يُمارِسوا نفس العمل في بلدانهم؟

داعش عمليّة خروج، ونشوز عن الديمقراطيّات علماً أنـَّهم يعيشون في بلدان مُتطوِّرة.

أعتقد أنَّ العالم اليوم أمام مرحلة جديدة اسمها (الإنسان ومَن هو ضدّ الإنسان)، وهذا فكر لابدَّ له من مُعادِل فكريٍّ.

فكر داعش لا يُفرِّق بين البلدان لا الديانات، ولا المذاهب، ويشتبه مَن يتصوَّر أنَّ هذا له علاقة بالإسلام.. هذا الفكر ليس له علاقة بالإسلام، وأنا أقرأ بالأفق -وأتمنى أن لا يكون- أنَّ داعش ستتحرَّك في الأوساط المسيحيّة باسم المسيحيّة، وستعمل على شقِّ المُجتمَع المسيحيِّ، وستتحرَّك في المُجتمَعات البوذيّة، وباسم البوذيّة ستشقُّ المُجتمَع البوذيَّ، وستتحرَّك في المُجتمَعات الهندوكيّة، والكومفوشيوسيّة، وتحاول أن تشقها باسم الدين.

كلُّ هذه الديانات بَرَاء من هذا التصرُّف.

 

  • هل دخلت الصين على خط دعم العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: اتصل بنا وزير خارجيّة الصين، وقال: نـُريد أن ندعمكم، لكنَّ سياستنا الخارجيّة تقضي بأن لا ندخل في تحالفات عسكريّة دوليّة. قلتُ له: عندما تـُريدون أن تـُساعِدونا فمن المُمكِن أن نـُنسِّق معكم، وأهلاً، وسهلاً، ومرحباً، ولكن بشروط عراقيّة.

نحن لم نـُغلِق الباب أمام أيِّ بلد يُريد مُساعَدتنا.

العراق مُعرَّض للانتهاك، وهو بحاجة للدعم، ولكن لا نـُريد أن تتصارع الإرادات الدوليّة على الأرض العراقيّة، أو سماء العراق.

 

  • المُلاحَظ من كلمتك أنـَّك توقـَّفت كثيراً عند مسألة مُهـِمَّة، وهي: المُطالـَبة بدعم أكبر من قِبَل الدول العربيّة للعراق. ما السبب في هذه الوقفة؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: السبب هو إنـَّنا ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفاعلوا، ويدخلوا إلى الوضع العراقيِّ من بوَّابات عريضة سواء كان دعماً أمنيّاً، أم دعماً إنسانيّاً، أم خدميّاً، أم على مُستوى الإعمار، والبناء.

نعتقد أنَّ هذا الدعم سيُوصِل رسالة طيِّبة إلى الداخل العراقيِّ بأنَّ الدول العربيّة ليست بمنأى، ولا هي بعيدة عن العراق؛ لذا أوَّل ما أتيتُ كرئيس مجلس حكم في عام 2003 زرتُ هذه الدول، وأشرتُ اليوم في التعليقة الأخيرة بأني زرتُ هذه الدول، وأوصلتُ هذه الرسالة، وناشدتهم أن يقفوا إلى جانبنا.

وأنا الآن عدتُ إلى تلك البداية.

الدول العربيّة مدعوَّة لأن تقف إلى جانب العراق، وستجد العراق يتقبَّل، ويُرحِّب بها، ويشكرها على ذلك.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !