مواضيع اليوم

الدكتاتورية والفئات الدينية المتطرفة

mos sam

2010-09-27 09:38:55

0

. الشعوب العربية والاسلامية تعيش حالة إنهيار وقلق وفقدان الأمل في أي إصلاح لأحوالهم السياسية والاقتصادية والأجتماعية . لقد مرت هذه الشعوب بفترات أولها فترة الكفاح صد الاستعمار من أجل الأستقلال والوحدة والديمقراطية والرفاهية . وبعد الأستقلال وفي ظل أنظمة تقليدية وشبه ديمقراطية غربية ترعرت الحركات الوحدوية وتطوير الديمقراطية , وتمتعت الشعوب العربية والأسلامية بنوع من الحريات السياسية المقيدة وحريات وحقوق إنسانية واقتصادية . كانت الأنظمة السياسية تسيرها نخبة إجتماعية مميزة إجتماعيا وماليا وعلميا تتنافس فيما بينها وتتبادل السلطة وفق دساتير ديمقراطية غربية مقيدة وبعضها وفق أساليب تقليدية وقبلية إسلامية . وكان دور الشعوب في حكم نفسها محدودا بسب الجهل والفقر تتقبل قيادة النخبة التي تولت الحكم وساهمت في أنتخابها في الدول الديمقراطية العربية او في طاعة ولي الأمر في الدول التقليدية . وأستمرت الدول العربية وبعض الدول الاسلامية في التطور البطئ وكان هناك أمل ورغبة في تحسن الامور بأزدياد التعلبم ودخول أجيال شابة متعلمة إلى طبقة النخبة الحاكمة مما شجع الناس على التعليم والعمل في المجالات الأقتصادية والمطالبة بمزيد من الحريات والديمقراطية . وقد ساعدت الحركات العالمية الداعية إلى أنهاء الأستعماروأعطاء الشعوب حق تقرير المصيرعلى إضطرار الدول الأستعمارية ألى أعطاء الأستقلال للشعوب المستعمرة وتلك التي تحت الحماية ولكنها رسمت لها الحدود الأصطناعية وفرضت نفسها على الأنظمة المستقلة الجديدة بطرق عديدة مباشرة وغير مباشرة لتسيير امورها وفق سياسة الدول الأستعمارية السابقة . وكان الكفاح للتحرر الكامل من هذا الوضع يحد من السيطرة الأجنبية تدريجيا إلى حد ما . وكان إنشاء دولة إسرائيل سنة 1948 نقطة تغير في التاريخ العربي والاسلامي ومخطط مدروس للسيطرة الغربية على الدول العربية وتحقيقا لأحلام اليهود الدينية وإنتقاما للصلييبين الذين طردوا منها على أيادي المسلمين . وكانت هذه الشرارة لثورة الشعوب العربية والاسلامية على أنظمتها التقليدية لعجزها عن الوقوف ضد إنشاء هذا الجسم الغريب الذي أنشئ في قلب العالم العربي وفي أرض إسلامية مقدسة . وقد شجع هذا الغليان الشعبي ضباط الجيش الذين رموا باللوم لهزيمتهم على الأنظمة السياسية وأستولوا على الحكم وفرضوا أنظمة عسكرية دكتاتورية صارمة . وقد وجدوا من الشعوب ترحيبا بحجة عسى أن يكونوا أقوى وأقدر من الانظمة السائدة على أزالة إسرائيل من الوجود . وقد تغاضت الشعوب العربية عن ديمقراطيتها الناشئة التي كانت سائدة بحجة أن تحرير فلسطين فوق كل المطالب الوطنية والديمقراطية والحاجات الأقتصادية . ولكن الشعوب العربية سرعان ما أستيقظت ووجدت أن العسكر أستغل ثورتها وفرضوا أنفسهم على الشعوب وحرموها من حريتها وحقوقها وإمكانياتها الاقتصادية وانهزمت جيوشهم أمام إسرائيل . وبمرور الزمن أصبحت الأنظمة العسكرية أنظمة حكم مطلق تدعي حق حكم الشعوب حتى ولو كان بالحديد والنار والسجون والأبادة . هذا الوضع شجع معارضة الشعوب للانظمة العسكرية والديكتاتورية وتشجيع الحركات التحررية بما فيها الحركات المتطرفة الشيوعية والأسلامية, وكان دعم الحركات الأسلامية أقرب الى قلوب المواطنين بسبب العامل الديني . لكن هذا لم يثني العسكر على ترك الحكم بل شجعهم على زيادة طغيانهم وفرض انظمتهم بالقوة المسلحة ومحاربة العناصر المتطرفة والدينية التي تولت مسئولية الكفاح من أجل التحرر. وبمرور العقود الزمنية زادعدد المتعلمين في العالم العربي والاسلامي وتنورت عقول طبقات الشعب على أختلا ف طبقاتها وقبائلها لكنها اصبحت اليوم تعيش حالة من عدم القدرة على الحركة أمام تيارين متناقضين لكن لهما أهداف واحدة وهي الأستمرار أو انتزاع الحكم من اجل فرض نظام دكتاتوري يخدم اهدافهما ومصالحهما واصبحت الدعوة ألى الديمقراطية وإجراء إنتخابات حرة مبعث شك للشعوب لعربية بدلا من مبعث ترحيب كما كان عليه الحال في الماضي . فأية انتخابات حرة في أي بلد عربي او إسلامي اليوم ستاتي بعناصرالأنظمة الحاكمة لمساندة السلطة لهم أو بعناصر دينية المتطرفة التي ستحكم الشعوب بالحديد والنار وفرض التأخروالجهل بشكل أسوأ من أنظمة الحكم الدكتاتورية الحالية . وهذا الوضع العربي الأسلامي المتدهور كان نتاج تردد الانظمة الحالية بمساندة من القوى الأستعمارية في أعطاء الشعوب حرياتها وحكم نفسها وترسيخ المبادئ الديمقراطية فيها حتى تستطيع الشعوب أن تستعيد قدرتها على معرفة ما يخدم مصلحتها وحرياتها . والديمقراطية اليوم لا تتحق بانتخابات صورية إرتجالية بل بتوفير الحريات وحقوق الانسان والعدالة والمساواة امام القانون وإطلاق حرية الراي لتنوير الشعوب وتدريبها على حكم نفسهاحتى لا تقع فريسة للطامحين في السيطرة والحكم المطلق تحت شعارات مقتعة بالديمقراطية والحريات .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !