الدكتاتورية المركزية واللامركزية..
طمس الهوية والتمهيد للذوبان..
عندما قال سيجموند فرويد أننا لسنا أسيادا لأنفسنا وأننا مدفوعون بالرغبات والمخاوف والاعتقادات والصراعات والعواطف والذكريات التي لا نكون على وعي بها..قرأت لمحة تعبير عن نزعة إنسانية يصعب السيطرة عليها..فلا أيدلوجيا ولا دين بعد اليوم..بل سنُطوّع الدين والأيدلوجيا لرغباتنا..ستستحكم فينا نزعة الإقصاء بحُجة الحقيقة.. التي لا حقيقة مطلقة في الوجود إلا الله..سهل علينا تمرير رغباتنا في لحظة ضعف..لماذا لا نقف وقفة تأمل الرقيب والحسيب..ألم يأمرنا الله بمحاسبة أنفسنا..أم المحاسبة وقت الضعف وما أن نتملك القوة فلا حسيب علينا نحن الملائكة!..
قيل أن من يعتقد في رأيه الصواب دائما فهو مجنون..فلا رأي دائم هو صائب..وكذب من زعم معرفته بشتي الأشياء والعلوم..لكل رجاله ومجاله..فلمّا كان التخصص عزيز انتشر الجهل..من هنا دخل الأخطبوط ونشر أذرعه بين مسالك العقل والحواس..هي مظاهر القوة الناعمة التي استخدمها النفعيون بفلسفتهم القذرة..لا احب تسليم عقلي لحواسي...لا أفكر إلا من عقلي..قرأ رينيه ديكارت وأبوحامد الغزالي تلك الحقيقة ..وقفا علي أن الحقيقة غالبا ما تكون دون الواقع فالحواس تخدعنا وتُبدّل إلينا الواقع..لذلك يختلف الناس حول الموضوع..وحول الشخص.. وحول المسألة..وكل جانب يري في نفسه الحقيقة...
هل نستسلم للطمس؟؟!..لابد من رصده أولا..ولو عجزنا عن رصده فسيطمسنا الاخطبوط..سنذوب في هوية الغير..فلسفاتنا الأجتماعية والدينية والثقافية كلها ستزول..الخطر مُحدق..هي مسألة وقت..شُعاع من نور..بارقة أمل..هو الإستقلال......أتساءل..هل نحن أقوياء؟..نعم نحن أقوياء..ولكن من نحن؟!!..هل نحن المسلمون أم غير المسلمون هل نحن العرب أم العجم ..هل نحن السنة أم الشيعة ..هل نحن الإسلاميون أم العلمانيون..كلنا أقوياء..بثقافتنا بأدياننا بمذاهبنا بإرادتنا..لو أردنا الإستقلال سننوله..دائما حين النهضة لابد من معايير نقف عليها ونرتكز..ننطلق منها ونتقدم..لا يمكن لعقولنا أن تُبدع من لا شئ..لابد من مرجعية..
التعليقات (0)