مواضيع اليوم

الدعوة والداعي...خارج زمن الوعي

ياسر العزاوي

2009-05-30 06:47:49

0


لا زالت الجراحات العراقية لم تندمل بعد.. ولازالت أنات الأرامل والثواكل لم تسكن .. ولا زال الأيتام لم تجد من يمسح دموع حرمانهم.. وما زال البلد موزع بين قتيل وجريح وسجين ومهاجر ومهجر ومحروم ترى من سيكون ذا شجاعة وأمانة لتحمل مسؤولية رد الاعتبار لكل هؤلاء ؟ أسئلة كثيرة وأكثر منها ما يفرزه الواقع العراقي كل يوم من احتمالات وحلول أغلبها مع الأسف بعيدة عن العدل والإنصاف.
بعد سقوط الطاغية لم يفكر أحد أن يصل الحال بنا في يوم من الأيام أن تطرق أسماعنا مرة أخرى مفردات غابت عن ذاكرتنا وكادت تنسى مثل ( الرفيق، عضو شعبة ، عضو فرقة ، أمين سر القطر، قيادة قطر العراق ... ) وما إلى ذلك من مسميات كانت بمجرد سماعها ترتعد لها فرائص المؤمنين خوفا ورعبا لما لها من سمعة سيئة وآثار سلبية في مجتمعنا ، ورغم كل الذي حصل من مواجهة مريرة وقاسية مع عصابات القاعدة والإرهابيين ومن يدعمهم من بقايا النظام المباد ، اليوم نفاجأ بمن يريد أن يعيدنا إلى الوراء بعد إن قطعنا شوطا طويلا وعصيبا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه وبعد ما دفع العراقيون الشرفاء الثمن الباهظ والتضحيات الكبرى من أجل الحصول على الأمن والاستقرار وإرساء أسس الدولة الديمقراطية الحديثة ، دعوة لعودة من تخلى عن نصرتنا في أشد الظروف حاجة ، ولم يكتفوا بالتخلي بل كانوا زيتا فوق النار أحرقونا وأحرقوا كل أحلام العيش بسلام ، ترى هل نحن بحاجة إلى هؤلاء بعد تخطي مرحلة الخطر؟ وإذا كان لا بد من مراجعة ومصالحة فمن هو المؤهل لأن يكون جزءا مفيدا وفعالا في خدمة هذا المجتمع ورفع معاناته ؟ هل من أسماء بعينها تستحق أن يفتح لها الباب ؟ وماذا يجري لو عرضت هذه القضية للاستفتاء الشعبي ؟ وشعبنا الذي مارس العمل الديمقراطي من خلال التصويت على الدستور والخروج للإنتخابات على قدر عال من الوعي يستطيع معه تشخيص النافع من الضار ولا يمكن أن يرضى بأن يكون خارج اللعبة مرة أخرى وهو اللاعب الأساسي لا سيما في القضايا المصيرية . المطلوب هو قليل من الاحترام لمشاعر هذا الشعب الذي لولاه لما كنتم.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !