السلام عليكم .. من أرقى الأمور التي مارستها في حياتي هي الكتابة والتدوين و التعبير عن رأيي بحرية مطلقة ودون الخوف من مقص الرقيب أو من الرأي العام السائد و خصوصا هنا في إيلاف .. لأنني بكبست زر أستطيع أن أعبر عن نفسي بكل حرية و أن أطلع على فكر هنا وفكر هنالك و دون أن أتحمل عناء أو تعب أو جهد يذكر .. فأي نعمة هذه التي تريدون منا أن نركنها أو نتركها من أجل كاتب عبر عن رأيه الشاذ !! و قد عبر غيره من الكتاب عن آراء أكثر شذوذا و رفضا .. و هي تطعن في الدين و في الإسلام و تنفي وجود الخالق بالكلية فأين هذه الدعاوي لما هو أهم من قضيتهم هذه التي يحاولون استغلال مشاعر الأمة المتأججة إزاءها !! لذا فإن نوايا من شن هذه الحملة يا إخوان باتت مكشوفة و لا شك أنهم لن يفلحوا أبدا ، فليست قافلة الحرية - مع أهمية الموضوع - أكرم عند من يخشى الله و يتقيه من الإسلام برمته و النبي محمد صلى الله عليه و سلم و كل ما يمت للدين بصلة من قريب أو من بعيد ..
لذا فإن إيلاف بريئة من كل ما يطرح بها و هي مجرد أداة للتلاقح الفكري ليس إلا .. و كلنا يقرأ العبارة المذيلة في نهاية كل موضوع
(( لا تتحمل إيلاف أية مسؤولية عن المواد التي يتم عرضها و/أو نشرها في مدونة إيلاف. ويتحمل المدونون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدرجاتهم التي تخالف القوانين أو تنتهك حقوق الملكية أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر)) ..
و خصوصا في خضم الأحداث المتلاحقة في زماننا نستشعر في كثير من الأحيان بحاجتنا الماسة لفهم الأمور من كل الزوايا حتى تتضح الصورة أكثر فنحكم عليها بدقة ومصداقية أكثر .. فكل كاتب يدلي بفهمه مما يثرينا جميع و يثري ثقافتنا .. وما استفدته في إيلاف لم يتأتى لي الإستفادة منه في أي مكان آخر .. فهنا أكتب ما أراه ثم أجد ردودا من أناس أفخر جدا بالتواصل معهم فيفندون رأيي تارة و يكشفون لي ما كان مغيبا عني تارة .. و تارة أخرى يوافقونني الرأي فتزيد ثقتي بآرائي في بعض الأمور التي لم تنضج بعد في عقلي .. و هنا أقرأ لكتاب رأووا من الحياة ما لم أراه فيختصرون على الطرق الكثيرة و المواقف العديدة التي قد أتعرض لها في حياتي .. فأي فائدة هذه التي نتركها من أجل كاتب زل في كتاباته !!
و حتى من يخالفني في الاعتقاد و في الفكر بالكلية فقد كان لهم الفضل الكبير علي في رؤية العالم الآخر المختلف تماما عني و عن فكري .. و هذا بحد ذاته أعطاني الكثير من الحصانة والمناعة الفكرية و الخبرة العملية التي قد أضطر لها يوما ما و أخوضها مع أحد الملحدين في نقاش ما .. و في الحقيقة أنني أدركت جيدا ما هي الثغرات - التي يعتقد الملحدون أنها ثغرات و سقطات في الدين - التي قد يستغلها هذا الفكر لتوجيه طعون للإسلام ولكل الأديان .. فحتى هؤلاء أوجه لهم الشكر الجزيل .. فلن تحصل لي الفرصة لنيل هذه المناعة إلا من خلال اطلاعي على آرائهم و مدوناتهم ..
إن الإختلاف و التنوع الفكري إثراء لأفكارنا و عقلياتنا و ليس بالشيء السلبي المرفوض كما تعتقدون يا أصحاب هذه الدعوة .. و حتى هذا الكاتب الذي أقمتم هذه الدعوة من أجل مقاله - مع شذوذ فكره - عبر عن نفسه المريضة فهل نهدم الصرح من أجل إنسان مريض !! و أذكركم أن الله سبحانه خلق الإنسان ( فضولي ) بطبعه ويحب أن يطلع على ما هو مختلف عنه و هذه فطرة فلمَ تريدون حرمان عقولنا و فطرتنا بقص أجنحتها و نتف ريشها و التقوقع في منطقة واحدة تحددونها أنتم لنا !!
الدعوة التي نشرت عبر الفيس بوك دعوة مغرضة .. و كانت تنتظر الفرصة لتقلب الرأي العام الإلكتروني على هذا الصرح الضخم .. و لكن أقول لهم لقد فشلتم هذه المرة في مصادرة عقولنا وفشلتم في كبت حرياتنا الفكرية .. و لتكن نواياكم المرة القادمة أنظف من ذلك و أكثر إخلاصا لله فما كان لله أدوم و أنفذ وما كان لغيره سقط و فشل و انكشف ..
أطيب المنى ..
التعليقات (0)